رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهر استعداد إسرائيل لـ«انتفاضة جديدة» في الضفة والقدس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في كل جمعة، يخرج الفلسطينيون في الشوارع، عقب أداء الصلاة ليتظاهرون، ويؤكدون رفضهم المطلق للقرار السافر الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، في البداية شعرت إسرائيل بالرعب من أن تتحول تلك المظاهرات إلى انتفاضة شاملة.


ولكن مع الوقت أصبح التعامل معها أمرًا شبه اعتيادي إلا أنه في الأيام الأخيرة عادت في الواجهة فكرة اندلاع انتفاضة مصغرة تجتاح الأراضي الفلسطينية ما جعل الكيان يعيد التفكير مجددًا في إمكانية كبحها خشية أن تأكل الأخضر واليابس.

وبدأت إسرائيل بحسب الإعلام الفلسطيني استعدادات لـ"انتفاضة مصغرة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الشهرين المقبلين اللذين يذخران بمناسبات كثيرة «محفزة» قد تشهد عمليات أو احتجاجات فلسطينية تقع فيها صدامات عنيفة في الضفة والقدس كما يوجد مخاوف تصعيد في غزة.

مواجهة الغليان

ويستعد الجيش الإسرائيلي والمخابرات العامة (الشاباك)، لمواجهة حالة غليان كبيرة في المناطق الفلسطينية المحتلة، خلال الشهرين المقبلين، كونهما «مزدحمين بمناسبات عدة محفزة»، وتحدثت مصادر عن احتمال "نشوب انتفاضة شعبية مصغرة"، تقع فيها صدامات عنيفة بشكل خاص.

وفي ضوء التوتر الدائر فإنه من المرجح تعزيز القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال أيام، ثم تعزيز جهود الاستخبارات العملية لمنع الهجمات، وفي هذه الفترة، سيكون التنسيق مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حاسمًا أيضًا، فبوسعها ليس المساعدة فقط في وقف العمليات، بل أيضًا في منع المناسبات الحاشدة التي قد تشعل المنطقة، لكن حتى لو تم اتخاذ جميع الإجراءات، فإن من شأن حادث واحد التهام جميع الأوراق.

الاستعداد واليقظة

وستكون إسرائيل مطالبة ليس فقط بزيادة الاستعداد واليقظة على حدود غزة، وإنما، أيضًا، اتخاذ قرارات أولية لمحاولة إبعاد المواجهة، وتحديد إلى أي مدى ستشدد ردود الفعل على سلسلة الهجمات المستمرة من قطاع غزة، وهذه لعبة حساسة، نتائجها غير واضحة وتعتمد ليس على إسرائيل فحسب، بل على ما يحدث في الساحة الفلسطينية الداخلية، وسيتأثر الوضع في غزة أيضًا بالأحداث في الضفة الغربية.

مناسبات مختلفة

وعددت هذه المصادر قائمة بالمناسبات التي تحل خلال الشهرين، وأبرزها إحياء ذكرى «يوم الأرض» في 30 مارس، وبداية عيد الفصح العبري في اليوم التالي، ثم «يوم الأسير» في 17 أبريل، وتنظم فيه نشاطات تضامنية مع الأسرى في كل بلدة وقرية، وبعدها بيومين تحيي إسرائيل «ذكرى التأسيس» السبعين باحتفالات مطولة، ثم تحيي في 13 مايو «احتلال القدس»، وتنظم فيه مسيرات داخل أسوار البلدة القديمة.

نقل السفارة

وفي اليوم التالي يحين الموعد الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية لتقيم حفل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الغربية، بينما سيحيي الفلسطينيون في اليوم نفسه ذكرى النكبة، ثم يأتي حلول شهر رمضان المبارك، وهو أيضًا يشهد عادة فعاليات شعبية فلسطينية ضد الاحتلال.

وتتوقع القيادات الأمنية الإسرائيلية في ضوء ذلك أن تكون المنطقة أكثر توترًا من المعتاد، وهي ترصد عددًا كبيرًا من الفعاليات الفلسطينية المقررة أو المتوقعة أو الدوافع والمحفزات، مثل تخطيط حركة «حماس» بدءًا من نهاية الشهر، لتنظيم مسيرات جماعية وإقامة مخيمات قرب السياج الحدودي، وعدم حدوث أي اختراق واضح في جهود المصالحة بين السلطة الفلسطينية و«حماس»، انخفاض المعونات الاقتصادية لغزة.

إثارة حرب

وقال وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، خلال لقاءات صحفية أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تتعمد إثارة حرب بين إسرائيل وحماس.

نذر شؤم

وتقول أوساط عسكرية، إن أحداث الأيام القليلة الماضية في الساحة الفلسطينية (قتل جنديين بعملية الدهس والمظاهرات والمسيرات اليومية في شتى أنحاء الضفة الغربية وارتفاع عدد عمليات قذف الحجارة بنسبة 15 في المائة) حملت «نذر شؤم» تجاه الشهرين المقبلين.

مواجهة كبرى

وتجد إسرائيل نفسها في خضم مواجهة كبرى في الضفة الغربية وغزة، وتضيف: إن التحديات على كل من الساحتين تختلف عن بعضها بعضًا، على رغم ارتباطها على المستوى الإستراتيجي.

وتعتبر إسرائيل عملية الدهس التي وقعت يوم الجمعة شمالي الضفة الغربية (دهس الجنود وقتل اثنين منهم)، حدثًا تأسيسيًا، ليس بسبب عواقبه المميتة أو بسبب أي خاصية فريدة، فقد كان هجومًا فرديًا كلاسيكيًا لا يشارك فيه الشخص أي أحد في خططه، لكن لأنه قد يلهم آخرين، وخصوصًا بسبب توقيت العملية عشية سلسلة من التواريخ المتصلة في الشهرين المقبلين تخلق محفزات مشحونة.

وبالرغم من سخونة الحدود، استبعد رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلية سابقًا، اللواء في الاحتياط يعقوف عميدرور أن يتطور التصعيد حربًا، «لأن الجانبين ليسا معنيين بها»، لكن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش سابقًا، دان هارئيل حذر من أن التصعيد «مسألة وقت».
الجريدة الرسمية