رئيس التحرير
عصام كامل

الحليف «بوتين» في ولاية العودة إلى القوة العظمى!


مبروك للشعب الروسي الصديق.. القيصر المعاصر في الولاية الرابعة، بعد انتخابات سهلة، رغم أن 7 من المعارضة نافسوه فيها.. منهم ليبراليون وشيوعيون وقوميون وملياردير واحد.. بوتين يحصل على أغلبية كبيرة كان يحتاجها ليبدأ ولايته الجديدة بتأييد شعبي كاسح يحتاجه ليملك المشروعية في مواجهة العالم وإعادة بلاده إلى مكانتها الدولية واعتقادنا أن ذلك سيتحقق في ولايته الجديدة!


روسيا.. الصديق القديم الجديد لمصر وللعرب والتي خسرناها بلا أي داع في السبعينيات بعد حملة غير مسبوقة من الأكاذيب لإقناع المصريين بالتوجه غربًا إلى أمريكا بزعم أنها صديق جديد حتى أثبتت السنوات والأحداث عدم صحة ذلك.. إلا أن روسيا تتعرض اليوم من جديد إلى حملات تشويه كبيرة لكنها ليست من الدولة في مصر ولا من الاعلام القريب منها إنما من قوى خبيثة تريد تشويه الدور الروسي مع مصر وفي المنطقة كلها وإحباط المصريين من استمرار التعاون مع روسيا!

يقولون إن روسيا في مصر أو في سوريا لمصلحتها! أو يتجاهلون أن السياسة مصالح أولا.. ولا توجد علاقات دولية خيرية! كما يقولون إن روسيا سبب الحرب في سوريا لمنع وصول الغاز القطري لأوروبا! ويتجاهلون من بدأ الحرب هناك ويتجاهلون عشرات الألوف من الإرهابيين وتمويلهم وتدريبهم وتسليحهم!

ويتجاهلون ما جرى في مصر ولييبا رغم أنهما لا علاقة لهما بمرور الغاز القطري، لكن المؤامرة على المنطقة العربية كلها! ويقولون أن روسيا تترك أمريكا تفعل ما تشاء في سوريا وكأنهم لم يروا أو يسمعوا عن الفيتو الروسي المتكرر ضد السلوك الأمريكي! وكأنهم لا يرون حرب روسيا على الإرهاب وقد ساهمت في حسم الأمر هناك ويقولون إنهم يتركون أردوغان يحتل عفرين وهذا صحيح ورغم أن معركة عفرين لم تنته فإن هؤلاء يتجاهلون استعداد الأكراد لإعلان دولتهم هناك!

وعن مصر يقولون إن روسيا تماطل في عودة السياحة وهذا صحيح نظريًا لكن هؤلاء يتجاهلون الإجابة عن سؤال مهم وهو ماذا سيكون حال بوتين في بلاده أن تكرر حادث إسقاط طائرة أخرى! وهؤلاء يتجاهلون السلاح الروسي المتطور الذي حصلنا عليه ولا ترتيبات رسو حاملات الطائرات الميسترال على مصر ودعم الصفقة.. ويتجاهلون إهداء مصر اللانش البحري ويتجاهلون تسهيلات محطة الضبعة النووية وغيرها وغيرها!

التنسيق كبير بين مصر وروسيا في سوريا وربما تتكامل الأدوار حتى بغير إعلان.. وكلا البلدين يواجهان إصرار أمريكا والعدو الإسرائيلي على تقسيم سوريا الشقيقة.. ولا يصح والحال كذلك أن ندعم الإعلام المعادي ونردد ما يضر بالعلاقات المصرية الروسية أو الروسية العربية.. عموما وإن تحقق ذلك سنسهم في عودة روسيا إلى مكانها كقوة عظمى قادرة على إحداث التوازن مع أمريكا.. وهذا الذي لا تريده أمريكا ويساعدها عملاؤها في كل مكان!

مبروك القيصر.. مبروك لروسيا الصديقة بناة السد العالي والمصانع الثقيلة في مصر قبل تدميرها بمخطط جهنمي بدأ منذ السبعينيات!
الجريدة الرسمية