طرق معالجة الآثار العضوية من التلف البيولوجي

من أكثر العوامل البيولوجية تأثيرا على الآثار العضوية (أخشاب- جلود- لخاف أشجار- منسوجات- ورق- برديات- مومياوات) هي الحشرات والفطريات وبكتيريا التحلل، فهي تنشط في حال توافر البيئة المناسبة لها من رطوبة ودرجة حرارة وسوء تهوية في المخازن وأماكن الآثار غير الخاضعة لعمليات الترميم والصيانة الدورية.

ومن خلال الممارسة لوحظ أن حشرة مثل النمل الأبيض التي تسمى بالأرضة تؤدي إلى تلف أي عناصر خشبية في زمن قياسي، فهي تنتقل من الأرض إلى العناصر الخشبية من خلال قنوات تقوم هي بإنشائها على أسطح الجدران للوصول إلى العناصر الخشبية.

فهي شرهة جدا في التغذية على المادة السليلوزية التي هي الوحدة الرئيسية في مكون الخشب وبالتالي فهي تتغذي عليه تاركة إياه عبارة عن هيكل خارجي تم تفريغه من المادة السليلوزية تماما وتظهر أعراض ذلك في شكل قنوات داخل الكتل والمسطحات الخشبية تاركة المخلفات في صورة مسحوق.

وإذا ما وجدت تلك الحشرة في مكان به عناصر خشبية سواء أثرية أو غير أثرية فإنها تنتشر مثل انتشار النار في الهشيم، ولا بد أن يعلن أن هذه منطقة أثرية موبوءة يجب ضرورة عزلها تماما عن المناطق المحيطة قبل اتخاذ إجراءات المكافحة البيولوجية، أيضا الخنفسة السوداء وحشرة السمك الفضي وكثير من الحشرات والقوارض التي تتسبب في تلف مباشر لكل المواد العضوية ما لم يتم مكافحتها، وبالتالي فلا بد من إجراء عمليات مكافحة بيولوجية في المباني الأثرية خصوصا أن الكثير منها ظل مهملا فترات طويلة مع توافر عوامل نمو وتكاثر الحشرات وفطريات وبكتيريا التحلل.

طرق المكافحة
تتم مكافحة تلك الحشرات بالمبيدات الحشرية، ولذا يجب دراسة المكان جيدا ومعرفة أنواع التلف الميكروبيولوجي للوقوف على أنسب المبيدات وأسلوب التطبيق الأمثل بما لا يضر العناصر الزخرفية والألوان المستخدمة على العناصر الزخرفية، وكذلك معرفة الأطوار الخاصة لكل حشرة وما هو الطور المتسبب في تلف العناصر العضوية.

المبيد الحشري
المبيد هو أي مادة كيميائية منفردة أو أي خليط من مجموعة مواد تكون الغاية منها الوقاية من أية آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، غالبًا لا يمكن استخدام المواد الفعالة بشكل مستقل وبصورة مباشرة في الآثار أو في أي مكان آخر للقضاء على الآفات المنتشرة فيه، لذلك تتم عبر مراحل تصنيع المبيد إضافة مواد أخرى إلى هذه المادة الفعالة التي غالبًا ما تكون خاملة وعديمة كيميائيًا، وذلك للحصول على شكل فيزيائي مبسط يسهل تداوله في التطبيق العملي والاستخدام المباشر، حيث يطلق على هذه الحالة الفيزيائية التي يظهر بها المبيد اصطلاحًا “صيغة المبيد Pesticide Formulation”

وتتم إضافة الوسط الحامل – الخامل كيميائيًا- للمادة الفعالة، وكذلك بعض المذيبات العضوية لضمان ذوبان المادة الفعالة والحصول على قوام متجانس للمبيد، وقد تضاف عوامل أخرى تساعد في رفع درجة فعالية المبيد، والمحافظة على ثبات شكله الفيزيائي لأطول مدة زمنية ممكنة.

الأشكال الفيزيائية للمبيدات

الصيغة الصلبة Solid Formulation

يكون المبيد في هذه الصيغة على هيئة مسحوق (بودرة) أو حبيبات معدة للاستخدام وفق طرق تعتمد على طبيعة تركيب المبيد.

في هذه الحالة تخلط المادة الفعالة الصلبة مع المواد الأخرى الخاملة كيميائيًا، التي تمثل الوسط الحامل لها لإنتاج الصيغة النهائية للمبيد.

المادة الفعالة السائلة.

في هذه الحالة يمرر رذاذ المادة الفعالة السائلة وفق تقنية خاصة على المواد الخاملة حتى درجة الإشباع، التي تكون على هيئة حبيبات صلبة لتشكل الوسط الحامل للمادة الفعالة، للحصول على صيغة صلبة نهائية متنوعة للمبيد، كما يلي:

المسحوق القابل للبلل Wetable Powder Formulation

الناقل في هذه الحالة هو الماء بحيث تشكل المبيدات محلولًا معلقًا في الوسط المائي.