رئيس التحرير
عصام كامل

كابوس «بوتين» يلاحق الإخوان.. حفلات سباب جماعي للرئيس الروسي بعد الاحتفاظ بمنصبه.. استمرار ثعلب المخابرات في الكرملين يعيد الذكريات السوداء لـ«الجماعة» من جمال عبد الناصر إلى السيس

بوتين
بوتين

طوال اليوم، لم تهدأ مدفعية القصف الإخوانية، تركت كل أزماتها الداخلية، وتخصصت في الشأن الروسي، وبشكل خاص في شئون الرئيس «فلاديمير بوتين»، قاهر الجماعة، الذي نكل بها ووضعها في قفص الإرهاب، وأغلق الباب خلفه بكل قوة.


من تشويه شخصه، إلى وصمه بالديكتاتورية، نهاية بتذكر تاريخ الرجل مع الإخوان، الذي يقف على أقصى اليسار منها، ما ساهم في نبذها عالميا؛ لذا حاولت التشفى من كافة منصاتها الإقليمية، بتوجيه السباب لبوتين، خاصة بعدما احتفاظه بمنصبه لـ6 سنوات قادمة، في انتخابات الرئاسة الروسية.

ما الذي يجمع الإخوان وروسيا؟
لا يجتمع الإخوان وروسيا، إلا على البغض والكراهية؛ فالدولة القوية في المنطقة والعالم، كان دائما لديها موقف واضح وحاسم من الجماعة، خاصة أنها صاحبة خبرة كبيرة، في التصدي لتيار الإسلام السياسي، ورثتها بالتأكيد من الاتحاد السوفيتي، الذي كان يقيم علاقات تعاون استخباراتية، مع المخابرات المصرية، خلال حقبة الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، لذا بادرت روسيا بتصنيف الإخوان، جماعة «إرهابية» عام 2003.

بعد عزل الإخوان في مصر، ومحاصرتها عربيا وإقليميا ودوليا، سارع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في عام 2015، إلى ضم الجماعة، إلى لائحة الإرهاب، بجانب 22 منظمة متطرفة أخرى، مما شكل تحالفًا من نوع جديد، مع السلطة المصرية الجديدة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا السبب وحدة يبدو كافيا، للعن بوتين يوميا من الإخوان، ما بين تأديتهم لصلوات «الفرض والسنة والنوافل».

"بوتين".. قاهر أحلام الخلافة
تُحَمِّل الجماعة تحالف السيسي وبوتين ثمن انهيار ما يسمى بـ"شرعية محمد مرسي"، ومن خلفه مشروع الخلافة المزعوم؛ فتطور العلاقات الروسية المصرية، ودعم الكرملين حكم السيسي، أعاد التنظيم إلى سيرته الظلامية الأولى، خصوصا أن سلطة بوتين، تتهم الإخوان دون مواربة، بمساعدة المتطرفين الذين نشطوا في شمال القوقاز.

وهو الأمر الذي تغير قليلا، بعد وصول محمد مرسي للرئاسة، فاضطرت موسكو وقتها للتواصل مع القيادة الإخوانية الجديدة، ولكن ببرود وتحفظ كانا واضحين لكل ذي عينين، لذا لم تحقق الزيارة التي قام بها مرسي لروسيا، أية نتائج إيجابية على أرض الواقع.

صراع قديم مع الإسلاميين
يرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن روسيا تبغض الحركات الإسلامية بشكل عام، وكل ما يتصل بشئون الإسلام السياسي.

ويوضح الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن روسيا كانت ولا زالت تربط دائما، بين الأحداث التي شهدتها أفغانستان والعراق، وما يحدث في بلدان الربيع العربي، ووجود أياد أمريكية تقف خلفها وتديرها عن طريق الإخوان.

ويختتم: "روسيا بوتين" تثمن جهود الرئيس السيسي، في التصدي للإرهاب الإخواني، على كافة المستويات، لذا لن يكون استمرار الرئيس في الكرملين، إلا وبالا على الجماعة والمتحالفين معها، والدائرين في ركابها، وهذا هو سر هجومها طول اليوم عليه، وحتى إعلانه رسميا، رئيسا لروسيا لفترة جديدة.
الجريدة الرسمية