فرار جماعي للمدنيين من عفرين بالتزامن مع سيطرة تركية على المدينة
فيما أكدت مصادر متطابقة أن تركيا وفصائل سورية معارضة بسطت سيطرتها "الكاملة" على مدينة عفرين شمال سوريا، تواترت تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين قدره المرصد السوري لحقوق الإنسان بنحو مائتي ألف شخص فروا في اتجاهات مختلفة.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد بتمكن القوات التركية من فرض سيطرتها على منطقة عفرين بالكامل.
وقال المرصد، في بيان صحفي اليوم، إن القوات التركية وفصائل المعارضة السورية تمكنت من التقدم والسيطرة على مدينة عفرين وبلدات بلبلة وراجو والشيخ حديد وجنديرس ومعبطلي وميدان اكبس وشرا ومئات القرى في منطقة عفرين.
وأشار المرصد إلى أنه لا تزال هناك جيوب لمقاتلين رفضوا الانسحاب مع القوات الكردية، تقاتل داخل المدينة، وسط عمليات قصف تستهدفهم في محاولة من قوات عملية "غصن الزيتون" الانتهاء من تمشيط المدينة.
وحسب المرصد، شهدت المدينة صباح اليوم رفع الأعلام التركية فوق المقار الرئيسية للقوات الكردية والإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين.
وكان المرصد كشف عن تعرض عدد كبير من القرى لعمليات نهب من قبل قوات العملية، إذ جرى نهب آليات ومنازل وأدوات زراعية. كما كشف عن أن ما لا يقل عن 1500 من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الدفاع الذاتي لقوا حتفهم منذ بدء العملية في الـ 20 من كانون ثان/يناير الماضي، وذلك مقابل 496 من قوات العملية بينهم 78 جنديًا من القوات التركية.
ولم يصدر بعد أي تعليق عن الجانب السوري أو الكردي.
نزوح جماعي للمدنيين
ودفع الهجوم التركي عشرات الآلاف إلى النزوح من مدينة عفرين. وأفاد المرصد السوري عن نزوح أكثر من 200 ألف مدني من المدينة منذ مساء الأربعاء فقط، وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في شمال حلب.
وقتل مساء الجمعة 43 مدنيًا في قصف تركي على عفرين بينهم 16 مدنيًا جراء غارة استهدفت المشفى الرئيسي في المدينة عفرين، بحسب المرصد، الأمر الذي نفاه الجيش التركي. وقال مدير مشفى عفرين الدكتور جوان محمد لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "القصف التركي على المشفى أدى إلى الحاق دمار كبير به"، مشيرًا إلى "خروجه عن الخدمة حاليا".
بيد أن أردوغان قال في تصريحاته اليوم الأحد:"لم نقدم على أي خطوة (في عفرين) من شأنها أن تلحق أقل أذى بالمدنيين، لأننا لم نتجه إلى هناك للاحتلال، وإنما للقضاء على المجموعات الإرهابية فحسب". وأضاف :"بالتوازي مع تطهير عفرين من آثار الإرهابيين، سنقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحيائها مجددًا عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية، وسنتيح للأهالي فرصة العودة إلى ديارهم". واستطرد :"لقد صعقنا الذين ظنوا بأنهم نجحوا في تأسيس حزام إرهابي على طول حدودنا".
ويأتي تقدم القوات التركية وفصائل سورية، في إطار العملية العسكرية المستمرة التي بدأتها تركيا والفصائل السورية الموالية لها موالية وأبرزها "الجيش السوري الحر" في 20 كانون الثاني/يناير، وتقول أنقرة إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها مجموعة "إرهابية". وسيطرت القوات التركية على مساحات واسعة من المنطقة الحدودية قبل تطويق المدينة ودخولها.
وخاض المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا عن فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، معارك عنيفة مع القوات التركية والفصائل الموالية لها لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل مع قصف جوي.
وأمام الهجوم التركي، طالب الأكراد دمشق بالتدخل، وبعد مفاوضات دخلت قوات محدودة تابعة لقوات النظام انتشرت على جبهات عدة، لكن سرعان ما استهدفها الأتراك بالقصف.
م.س/ ح.ز( أ ف ب، د ب أ)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل