رئيس التحرير
عصام كامل

فقه الاغتيال المعنوي عند الإخوان.. التنظيم يمتلك خبرة تاريخية في تجريح المخالفين.. كتب الجماعة تكشف عن تشكيل «جهاز سري» لنشر الشائعات وتشويه الخصوم.. تسميم علاقة رامي جان بالدولة والكنيسة هد

فيتو

تخوض جماعة الإخوان الإرهابية، معركة حياة أو موت، لتشويه الناشط السياسي، «رامي جان» بعد الانفصال عنهم؛ وخروجه على الشاشات المصرية يحكي من خلالها الشعارات الكاذبة التي تتبعها الجماعة، لتسويق فكرة المظلومية لأتباعها، والمخدوعين فيها، وهو ما يؤكد أنه فقه الاغتيال المعنوي عند الإخوان، لا يتغير مهما طال الزمن.


تتحالف الجماعة مع هذا أو ذاك؛ ترفعه لمرتبة القداسة، وعِند أول خلاف تخرج مدفعية التشويه والخوض في الشرف والعرض، وكل ما يمكن أن تصل إليه آله الكذب الإخوانية، لطرحة أرضا، فما كان معهم لا يمكن تركه أبدا أن يكون عليهم ولو كان ذلك بتلويث سمعته، والتعريض بأمنه الشخصي، وحياته لو اضطروا لذلك.

قصف سمعة «رامي جان»

منذ الأسبوع الماضي، والإخوان تتفنن في شن عملية تشويه ممنهجة على الناشط الذي كان شريفًا وعفيفًا قبل عدة أيام، وكانت جماهير الإخوان تفكر في عمل تمثال له، ولما لا، فالناشط القبطي، كانت تعتبره الجماعة موظفًا عندهم بهويته المسيحية، تارة يهاجم الكنيسة، وتارة تسحب اعتراف على لسانه، أن المسيحيين أقلية، كما هو سائد في الفكر الإخواني، ولا تخجل من الاعتراف بذلك، في النهاية آله التشويه الإخوانية، لا تلتفت حتى للاتساق مع ذاتها، فالذي صنعته قديسا، ستجعله عميلا أو متأمرا، بمنتهى البساطة، دون مشقة، أو وازع من ضمير.

مئات المنشورات على مدار اليوم، من الإخوان وقيادتهم، ووسائل إعلامهم الظاهرة والمعروفة، أو تلك التي تخفي هويتها؛ هناك هدف واحد الجميع يسعى من أجله، تسفيه رامي جان، وربما استخدامه في الصراع الدائر داخل الجماعة، واعتباره سقطة من سقطات قيادات الإخوان، التي فتحت لمثله منابرها، على حساب أبناء الجماعة الشرعيين، أو المشتاقين للسبوبة، إن جاز التعبير.

المخطط، أو عملية الانتقام، تقودها حاليا قناة مكملين الإخوانية المعادية لجبهة مكتب لندن، وتتولى رأس حربة الانتقام من الناشط العائد من صفوف الجماعة، وعلى مدار الأيام الماضية، قادت عملية تشويه كبرى، واستمرت ولا تزال في إعادة فيديوهات له، لضرب علاقته مع الدولة المصرية، والكنيسة المصرية، لتنتقم منه شر انتقام.

تاريخ من التشويه والتجريح

تمتلك الإخوان تاريخًا طويلًا من تشويه خلفائها السابقين، لخلق واقع سياسي يوحي بغير الحقيقة؛ كان قصتهم مع عبد الناصر كذلك من تحالف إلى عداء، استخدموا فيه العقيدة والدين والتفكير، لتجريح ناصر، مع أن الشيخ يوسف القرضاوي الذي عادوا إليه مؤخرا، وبات لديهم العالم المحبوب، قال في أحد فتاويه، إن الخصم لا يمكن أن يكون حكما، ولا يكون شاهدا، لكن على ما يبدو لا ترى ولا تسمع الإخوان وقياداتها، مثل هذه الفتاوى التي تجهض خططها الشيطانية، للتلاعب بمصائر البشر، خصوصا أنها صاحبة مدرسة خاصة في اختلاق القصص والسياقات المخالفة للواقع.

كتُب الإخوان نفسها كانت شاهدة دائما على هذه الرذائل الأخلاقية في حق الخصوم؛ وأول من اعترف بذلك، محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للجماعة وأول مؤرخ في تاريخها، ورصد في كتابة الموثق من الجماعة «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ»، عمليات الصراع الرخيصة، والإرهاب الفكري، وآلة الكذب، والتشويه، والدعاية المضللة، وكشف النقاب عن جهاز للجماعة، كان يعمل على تشويه الخصوم، ونشر الإشاعات والأكاذيب بشأنهم.

حادث المنشية

بمساعدة لوجستية من المخابرات البريطانية والأمريكية حاولت الجماعة قلب نظام الحكم في مصر، عبر اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، وسميت هذه السقطة تاريخيا بـ«حادث المنشية»؛ ومع فشلها وإحباطها من أجهزة الأمن، إلا أن الإخوان تجاسرت لقلب الطاولة على مؤسسات الدولة، واتهامها بتدبير الحادث؛ وظلت مدفعية الكذب تدوي حتى كشف محمد حسنين هيكل، تدليس الإخوان في كتابه الشهير «ملفات السويس».

وثق هيكل، الصديق والملهم لناصر، والداهية الصحفية، اعترافات المتهمين أمام المحكمة، كما كشف عن وثيقة بخط يد المرشد العام حسن الهضيبي، بجانب المتهم الذي حاول اغتيال ناصر، ووثيقة أخرى بخط يد عبد القادر عودة، عضو مكتب الإرشاد، المتورط في التخطيط لحادث الاغتيال، وجميعها تكشف معلومات تفصيلية، حول تورط الجماعة في هذه المؤامرة.

أرقام كاذبة

وتحت المسمى نفسه، وفي تكرار مزيف للماضي، تحاول الإخوان الإدعاء حاليا بوجود عشرات الآلاف من أبنائها في السجون، دون توثيق حقيقي، أو الكشف عن هؤلاء وأماكنهم، وهو النداء الذي وجهته لها جمعيات حقوقية، دون استجابة، في تكرار مخل للماضي، عندما زعموا في عام 1965، تعذيبهم من عبد الناصر، والقبض على 30 ألف معتقل منهم، وإلقائهم في السجون، وهي المسرحية التي كشفها عباس السيسي عضو مكتب الإرشاد الأسبق، في كتابه «قافلة الإخوان»، مؤكدا أن إجمالي مساجين الإخوان، كانوا نحو ثلاثة آلاف فقط، ليكشف بذلك عن عمليات الكذب الكبرى التي عاشت عليها الجماعة سنوات طويلة.

إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالجماعة، يؤكد أن الإخوان، كما هو الحال في أي تنظيم سري، جميعهم شياطين، يحترفون كل الموبقات، وترويج الشائعات، والأكاذيب لغة حصرية عند التنظيم منذ نشأته.

ويؤكد القيادي السابق بقسم التربية، أن الجماعة، تجند حاليا قسم الطلاب لبث رسائل جماعية، على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن شباب الإخوان لديهم خبرة كبيرة بتلك المواقع والتعامل على الإنترنت بشكل عام، بجانب الاتفاق مع شركات علاقات عامة أمريكية، وأوروبية لإدارة الكيانات إعلامية ومواقع التواصل، لترويج الشائعات ونشر الأكاذيب، وفبركة الفيديوهات لإشاعة الإحباط وافتقاد الثقة سواء في إدارة البلاد، أو الهاربين من معسكرهم الإرهابي، إلى حضن الوطن.
الجريدة الرسمية