رئيس التحرير
عصام كامل

رفعت يونان يكتب: عيد المنيا القومي

رفعت يونان
رفعت يونان

بأسمي وأرق التهاني "بعيد المنيا القومي" لشعب المنيا واللواء المحافظ عصام الدين البديوي والقيادات ونواب الشعب والجيش والشرطة.

المنيا لها تاريخ وحضارة وتسمي عروس الصعيد لجمال الطبيعة، عاصمة إقليم شمال المنيا الذي يضم محافظات ( المنيا – بني سويف – الفيوم ). كانت عاصمة التوحيد ( إخناتون ) ومقر الحكم أيام ( حور محب ) ونقطة ارتكاز جيوش الجنوب إبان معارك لطرد الهكسوس الغزاة ومنها كان المنطلق " لخوفو " باني أقدم حضارة عرفها العالم.


أسماء المنيا
في اللغة الفرعونية عرفت ( بموني ) أي المنزل أو المحل ، في الهيروغليفية عرفت ( بمنحت أو منعت خوفو) أي مرضعة خوفو ، في القبطية (بمني ) البيت ثم في العصر الإسلامي سميت ( بمنية أبن خصيب التي تمناها الخصيب بن عبد العزيز أبن الخليفة العباس وكنية منيا الفولي نسبة إلى العالم الإسلامي الشهير أحمد الفولي تيمنا بإقامته بها. وأصبح اسمها بعد ذلك المنيا وهو الاسم الحالي.

صدرت من المنيا أول دعوة للتوحيد في تاريخ البشرية نادي بها إخناتون في العصر اليوناني عبد فيها الإله تحوت اله الحكمة والمعرفة في العصر القبطي بنيت فيها كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير متزامنة في الوقت مع بناء كنيسة القيامة في القدس في العصر الإسلامي تعطرت أرض البهنسا بالمنيا بدماء الشهداء من الصحابة الإجلاء.

تحتفل المنيا بعيدها القومي يوم 18 مارس من كل عام وهو الموافق لثورة 1919 م التي قام بها الزعيم سعد زغلول في مواجهة الإنجليز لرحيلهم عن مصر ورفع الحماية الخارجية عنها ونقل السلطة لمجلس شعب " النواب" منتخب ففي صبيحة 18 مارس اشتعلت نار الثورة بجميع أرجاء المحافظة تهتف ضد جنود الاحتلال الإنجليزي وفي دير مواس وملوي تجمع الثوار يتقدمهم دكتور خليل أبو زيد أبن عمدة "دير مواس بعدما رفض الانجليز مطلب الأهالي الذين كلفوا الدكتور بالتفاوض معهم للإفراج عن الزعيم سعد زغلول فقرر الأهالي الاحتشاد أمام خطوط السكة الحديد وقطع الطريق في وقفة احتجاجية سلمية بشجاعة وبسالة وعزم وإرادة قوية تعبيرًا عن غضبهم وعندما وصل القطار الذي كان يقل جنود وضباط الإنجليز توقف وإلا أن مفتش السجون الإنجليزي "بوب" أشهر سلاحه في وجه الأهالي فما كان منهم إلا أن أنزلوه وعدد من الضباط والجنود الإنجليز وقتلوهم، وساعد الأهالي بإبلاغهم عن الثأر وموعد وصوله الذي كان متجهًا جنوبًا لأسيوط وسوهاج هم ضباط الشرطة الوطنية المصرية لأن ولائهم وحبهم وانتمائهم هو لمصر وشعبها الأصيل.

من الطريف عن دير مواس قد اشتهرت بمدينة "العسل والدم" وهي رواية رواها أهالي المدينة حيث تصادف وقت الثورة مرور أحد الأهالي بالمدينة يحمل على عربة "كارو " عربة يجرها حصان بلاليص (وعاء من الفخار) مليئة بالعسل الأسود فتكسرت واختلطت بدماء الإنجليز فسميت بهذا الاسم. وشعب المنيا بكل مدنها وقراها ما زال في حالة استعداد لمحاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، بالمقابل يعملون للبناء وتقدم ورقي البلاد لحياة أفضل ويشاركون في انتخاب رئيس مصر تحيا مصر.
الجريدة الرسمية