رئيس التحرير
عصام كامل

نزوح 200 ألف مدني من عفرين والوضع الإنساني «كارثي»

فيتو

نزح عشرات آلاف المدنيين من عفرين هربا من العملية العسكرية التي تشنها تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية. فيما دعا كمال سيدو من منظمة جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في حوار مع DW، إلى العمل على وقف "العدوان على عفرين".

يواصل عشرات آلاف المدنيين نزوحهم القسري هربا من الموت في عفرين حيث تصعد تركيا هجومها على المنطقة وتضيق الخناق على المدينة وسكانها. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان تجاوز عدد الفارين من عفرين منذ مساء الأربعاء الـ 200 ألف مدني بينهم 50 ألفا اليوم السبت شوهدوا في طوابير طويلة من السيارات المحملة بالأمتعة والناس على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة، خشية من هجوم تركي وشيك، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "المشهد مرعب ومخيف، الوضع الإنساني كارثي".

وقالت قوات كردية سورية والمرصد اليوم السبت، إن السكان فروا من جبهات قتال تقترب من ديارهم مع هجوم القوات التركية على مدينة عفرين. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "اشتباكات عنيفة دارت طوال الليل على أطراف المدينة الشمالية، في محاولة للقوات التركية والفصائل الموالية لها لاقتحامها". فيما أكدت مسئولة كردية كبيرة نزوح آلاف المدنيين. وقالت هيفي مصطفى وهي عضو بارز في الهيئة المدنية التي تدير شئون منطقة عفرين، إن السكان يفرون من المدينة لمناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في المنطقة ولمناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.

فيما طالب ناشطون في مجال حقوق الإنسان الحكومة الألمانية وحلف الناتو إلى التحرك لوقف الهجوم التركي، حيث دعت جمعية الشعوب المهددة التي مقرها مدينة توبنغن الألمانية اليوم السبت ألمانيا ودول حلف شمال الأطلسي إلى مطالبة تركيا الشريكة في الحلف بـ "إنهاء فوري لجرائم الحرب" التي ترتكبها. وقال أولريش ديليوس رئيس الجمعية "إنه من غير الممكن أن يدعم الناتو تقويض القانون الدولي الإنساني الذي يسعى صراحة إلى حماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة".



ودعا كمال سيدو المسئول عن قضايا الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في حوار مع DW، الحكومة الألمانية إلى "تنفيذ رأي وإرادة الشارع الألماني". وذكر أن 92 بالمائة من الألمان حسب استطلاعات للرأي يعتقدون أن "تركيا ليست شريكا يمكن الثقة فيه في الشرق الأوسط، ويعتقدون أن الحرب في عفرين عدوانية وتخرق القوانين الدولية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط".

وطالب سيدو بزيادة الضغط على الحكومة الألمانية "لكي يكون هنالك تغيير في سياستها من خلال وقف صادرات السلاح إلى تركيا وإدانة الاعتداء على عفرين ومطالبة تركيا بسحب قواتها المعتدية من منطقة عفرين".

قصف المستشفى الرئيسي في عفرين

وقتل مساء أمس الجمعة 16 مدنيا بينهم امرأتان في غارة تركية استهدفت بشكل مباشر المستشفى الوحيد في مدينة عفرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما نفى الجيش التركي ذلك. وقالت القوات المسلحة التركية، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، فجر اليوم السبت، "إن الأنباء التي وردت حول استهداف قواتنا لمستشفى في عفرين، عارية عن الصحة".



من جانبه، ذكر كمال سيدو أن "هنالك حملة إبادة شاملة في مدينة عفرين. والأوضاع الإنسانية في المدينة كارثية. وأنه تم ضرب المستشفى الوحيد في المدينة يوم أمس، وتوقف المستشفى عن العمل". وأشار سيدو إلى أن "الضربات استهدفت الطرقات وأفران الخبز. واُحتلت وضربت شبكات المياه. وتم قصف الطرفات التي يهرب عبرها السكان المدنيون من عفرين باتجاه مناطق شمال حلب".



وأتهم سيدو تركيا بأنها لا تلتزم بقوانين الحرب التي تنص عليها معاهدة جنيف، التي تتضمن عدم اعتراض المدنيين وعدم اعتراض المستشفيات والمراكز الصحية. وذكر أن حملة منظمته ستستمر وخاصة أن تركيا "لها مخططات أخرى للاعتداء على منبج وعلى كوباني وعلى مناطق أخرى في شمال سوريا".

وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني/يناير بدعم من فصائل سورية موالية لها هجومًا على منطقة عفرين تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية". وتمكنت من السيطرة على مساحة واسعة منها. ونجحت خلال الأيام الماضية في تطويق مدينة عفرين وعدد من البلدات في محيطها بشكل شبه كامل باستثناء ممر وحيد يستخدمه المدنيون الذين يفرون بالآلاف إلى جنوب المدينة نحو أراض كردية ومناطق مجاورة يسيطر عليها النظام.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن "المدنيين يخرجون من الجهة الجنوبية ويحاولون الوصول إلى مناطق النظام حيث تقع بلدتا نبل والزهراء" ذات الغالبية الشيعية والمواليتان للنظام.


هذا المحتوى من موقع دوتش فيل

اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية