حكايات من دفتر «صانع النجوم».. خالد جلال مخرج مسرحي ومؤلف وممثل.. مسرح كلية التجارة بداية الانطلاق.. منحة الإخراج السينمائي تثقل موهبته.. وحضور السيسي و«بن سلمان» لعرضه ثمرة نجاحه

أن تكون صاحب موهبة فهذا أمر جيد.. أما أن تصبح “متعدد المواهب” فهنا تكمن الروعة، تترك بصمتك في كل الزوايا، حضورك دائما يطغى على المشهد، ووسط هذا كله تكتفى أنت بـ”صقل موهبتك” والبحث عن طريق جديد تثبت فيه نفسك دون ضجيج.

بداية الرحلة
الممثل والمخرج والمؤلف خالد جلال.. واحد من الذين ينطبق عليهم مصطلح “متعدد المواهب”، بدأ رحلته مع الفن بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، جامعة القاهرة، حيث أسس فرقة مسرحية أطلق عليها فرقة “لقاء المسرحية”، وقدم من خلالها عروضًا كثيرة بعضها من تأليفه، وحصل على العديد من الجوائز كمؤلف ومخرج في بداية مشواره الفني.

خالد قصته قصة فالبداية القوية كانت دافعًا لاستكمال مسيرة الإبداع، ورغبة منه في “صقل موهبته”، التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وحصل على منحة في الإخراج المسرحي، وسافر إلى إيطاليا لدراسة ومطالعة التجارب الفنية في أوروبا.

بعد انتهاء سنوات المنحة، أعد “خالد” حقائب العودة.. وما هي إلا أيام قليلة بعد عودته إلى القاهرة حتى صدر قرار بتعيينه مديرًا لمسرح الشباب، وكان عمره وقتها 28 عاما، ويعتبر أصغر مدير فرقة في هذا الوقت، ثم ترك مسرح الشباب، وتولى مركز الإبداع الفنى في عام 2002، ثم رئاسة مسرح الغد، ثم البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، ويشغل حاليا منصب رئيس مركز الإبداع الفني، ورئيس قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة.

حالة العشق
حالة العشق التي تربط بين “خشبة المسرح” والمخرج خالد جلال، لم تقف عائقًا أمام بحثه عن فرص أخرى تتيح له إبراز مواهبه المتعددة، حيث شارك بالتمثيل في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، مثل فيلم “حرامية في تايلاند”، ومسلسلات “الجماعة”، و”زهرة وأزواجها الخمسة” و”السبع وصايا”، كما ألف العديد من الأفلام السينمائية الناجحة مثل فيلم “الآنسة مامي” و”أبو شنب” و”جوازة ميري” وقامت ببطولتها ياسمين عبدالعزيز، كما كتب سيناريو فيلم “مقلب حرامية” و”برتيتة” و”ثُمن دستة أشرار”.

الدراما
الدارما هي الأخرى كانت حاضرة في جدول “مواهب خالد”، حيث اتجه للتأليف الدرامى العام الماضي، وكتب مسلسل “هربانة منها” للفنانة ياسمين عبدالعزيز الذي حقق نجاحا كبيرًا أثناء عرضه بشهر رمضان الماضي، هذا بجانب إخراجه لمسرحية “أهلا رمضان” التي أشاد بها النقاد وحققت أعلى إيرادات في تاريخ المسرح الحديث.

لم يقف إبداع خالد جلال عند هذا الحد، حيث إنه كان سببًا في إثراء الساحة الفنية بعدد من المواهب الكبيرة، الذين أصبحوا نجوما كبارًا، ويحملون أعمدة الدراما والسينما حاليًا، وكان المخرج خالد جلال مع حدث استثنائى، بعدما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اصطحاب ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارة الأخير للقاهرة، لمشاهدة عرض مسرحية “سلم نفسك” على خشبة مسرح الأوبرا، والتي تدور قصتها حول مدينة فاضلة في المستقبل، يعيش سكانها بأخلاق حميدة، لكنهم يكتشفون اختراق إنسان جاء من الماضي، يحمل بعض الصفات السيئة مثل الكذب والنفاق والسرقة وسفك الدماء وغيرها، فيخاف حاكم المدينة من أن ينشر هذا الشخص هذه الأمراض الخطرة بين سكان مدينة، فيقرر تكوين فريق طبى كبير لمعرفة مدى خطورة هذا الأمر على الرعية.

وعن مسرحية “سلم نفسك” قال “خالد”: هي العرض المسرحى الرابع للدفعة الثالثة من طلاب ورشة مركز الإبداع، حيث قدم الطلاب ثلاثة عروض أخرى قبل “سلم نفسك”، وهى “حلو الكلام” و”غنا للوطن” و”أين أشباحي” شارك فيها على ربيع وأوس أوس وكريم عفيفي، وتم اختيارهم للمشاركة في مسرح مصر بعدها.

مضيفًا: فكرة عرض “سلم نفسك” التي شاهدها الرئيس السيسي ومحمد بن سلمان، جاءت عندما وضعت فكرة بسيطة لها وبعض الخطوط الدرامية العريضة لها، وارتجل طلاب الورشة المشاهد بشكل كبير للغاية، لدرجة أن مدة المشاهد وصلت إلى 27 ساعة، قمت بتصويرها وبكتابتها بمعاونة مساعدي، وظللت قرابة خمسة أشهر في تصفية المشاهد المرتجلة، حتى وصلت إلى نص مسرحى كامل مدته ساعتان فقط، بعد جهد كبير من الطلاب الذين هم أصحاب هذه المشاهد في الأساس.

الإبداع ليس سهلًا
وتابع: الإبداع لا يولد بسهولة، لكن بناء فنان مبدع في العديد من المجالات الفنية يحتاج إلى جهد مضنٍ، وهذا ما يحدث في ورشة مركز الإبداع، حيث يتعلم الطلاب الإلقاء الشعرى والغناء والارتجال والتمثيل والاستعراض، لذلك يتخرج الطالب من المركز فنانا شاملا.

"نقلا عن العدد الورقي.."