رئيس التحرير
عصام كامل

يوميات الرجل اللعوب في إسرائيل.. تولى الوساطة بين العاهرات ورواد الملاهي.. ويمثل الشباب بالحزب الحاكم في الكنيست.. سائقه يوصل الفتيات وزوجته: «رجل طيب القلب»

فيتو

اسم لامع في سماء الحياة السياسية في إسرائيل ليس بسبب إنجازاته وإنما بحجم فضائحه ومواقفه المثيرة للجدل، يرتبط اسمه بحزب الليكود الذي يترأسه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كونه أحد أعضائه البارزين، ورغم كونه عضو كنيست لكنه يعرف بالرجل اللعوب في إسرائيل.. إنه أورن حزان، الذي تولى منصب نائب رئيس الكنيست سابقًا وهو عضو فيه حاليا.


حزان الذي ولد في عام 1981م في مستوطنة أريئيل ويصنف بأنه ممثل جيل الشباب في حزب الليكود والكنيست يجسد نموذج الرجل القذر داخل دولة الاحتلال وخاصة بعد الكشف عن عمله كـ “قواد” في إطار إدارته في السابق لملهى ليلى في بلغاريا، إذ أكدت التقارير الإسرائيلية أنه كان يتولى الوساطة بين العاهرات ورواد الملهى الليلى وهو ما أكدته شهادة سائق حزان الشخصي، الذي كان يوصل الفتيات إلى حيث يطلب عضو الكنيست منه. كما سبق أن شغل حزان نائب سابق في الكنيست عن الليكود، اشتهر بأنه اتهم بتزوير تصويت في الكنيست، وتم رصده وهو يسرق تسجيل جلسة الكنيست.

اللافت في حزان أنه تلقى تعليمًا دينيًا في إسرائيل والذي يعتمد على التشدد والفصل بين النساء والرجال وذلك في المدرسة الدينية “أرييل” ولكن هذا جاء معه بنتيجة عكسية لأنه لم يعمل في الدعارة فقط بل تعاطى المخدرات أيضًا ليحظى بسجل حافل بشتى الموبقات. افتتح في الفترة ما بين 2006 إلى 2012 محل شاورما في تل أبيب. كما عمل نادلًا في أحد فنادق تل أبيب في عام 2012م قبل سفره إلى بلغاريا التي قضى فيها عامين وعاد من هناك في عام 2014م.

ولأن جيش الصهاينة اعتاد أن يضم بين جنباته كل من لا خلق له فكان لـ”حزان” نصيب من ذلك بعد أن جند في القوات الجوية وحصل على دورة تدريبية ليكون برتبة ضابط، وبعد ذلك خدم كضابط في التنبؤ في القوات الجوية، وبعد أن أنهى خدمته في جيش الاحتلال درس الحقوق وكان من أبرز الرافضين لخطة فك الارتباط أحادية الجانب مع قطاع غزة.

لم يكترث بفضائحه وأعلن خلال العام الماضى توديع عالم العزوبية وقرر الزواج، ودعا أصدقاءه في مطعم يونانى في تل أبيب للاحتفال والرقص من أجل هذا النبأ.

توقع الكثيرون أن يكون حفل وداع العزوبية الخاص به أكثر فجورا إلا أنه لم يكن كذلك، وقالت خطيبته وقتها إن الناس قالت كثيرا عن حزان إنه قواد، خداع، مجرم، ولكنها تراه رجلا طيب القلب!، وفى حفل زفافهما تم دعوة نتنياهو وزوجته وبالطبع أعضاء الحكومة والكنيست. ولكن حتى بعد زواجه لم تتوقف الفضائح عن ملاحقته إذ تبين أن زوجته على وشك ولادة بعد مرور شهرين فقط على زواجهما.

ولأن مواقفه المحرجة وماكينة فضائحه لا تتوقف قررت لجنة أخلاق الكنيست العام الماضى إبعاده عن منصبه لمدة 6 أشهر، بسبب كثرة الأزمات التي يثيرها، وكان من بينها إعلانه منازلة عضو مجلس النواب الأردني، يحيى السعود، بعد أن دعاه الأخيرة إلى مصارعته عند جسر الملك حسين الذي يربط الأردن بالأراضى الفلسطينية المحتلة. وعقب ذلك أمسكت الشرطة به وهو يقود بسرعة 140 كيلو مترًا في الساعة، وهى سرعة أعلى بكثير من السرعة المسموح بها في الطرقات السريعة وفرضت المحكمة على حزان دفع غرامة تصل إلى مئات الدولارات مع سحب الرخصة.

ومعروف عن حزان أنه يكره الفلسطينيين بشدة ويتمنى زوالهم، ومن بين مواقفه الوقحة معهم هو ما فعله مؤخرًا بمنع حافلات أهالي الأسرى الفلسطينيين التي كانت متوجهة من قطاع غزة نحو سجن نفحة، واقتحم الحافلات وتحدث مع أهالي الأسرى بلهجة حادة، وذلك ردًا على استمرار وجود الجنود الإسرائيليين الأسرى بغزة، وظهر في مقطع فيديو وهو يتحدث بلغة عبرية وأحيانا بعربية ركيكة موجها شتائمه إلى والدة أسير: “ابنك الحشرة ماذا صنع؟”، وسارعت المرأة الفلسطينية إلى القول: “لن أجيب على السؤال.. ابنى ليس حشرة”.

ومع زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد توليه منصبه إلى إسرائيل لم يتحمل حزان أن تمر دون أن يقترن اسمه بها وذلك من خلال تسببه في موقف دبلوماسى محرج خلال اصطفاف الوزراء في المطار لاستقبال ترامب، لكن حزان لم يلتزم بالصف وخرج باتجاه ترامب ليلتقط سيلفى معه في شكل خالف الأعراف الدبلوماسية، وهى المسألة التي أثارت عاصفة في إسرائيل ضده، خاصة أن خارجية الاحتلال أعلنت وقتها أنه لم يكن مدعوًا للمشاركة في استقبال ترامب.

وفى ضوء تلك الفضائح اعتبر كبار المحللين الإسرائيليين ومن بينهم دان مرجليت أن دخول حزان للكنيست هو عار على حزب الليكود بزعامة نتنياهو.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية