مواجهة «الإسلاموفوبيا» بـ«الألعاب القتالية».. المسلمون يدافعون عن أنفسهم أمام العنصرية الأمريكية.. مؤسسات حقوقية تتولى تنظيم الورش.. والجنسية الأمريكية لا تحمي من «العنف المنت
أن تكون مسلما في الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا لن يكون بالأمر الممتع، حتى وإن كانت بحوزتك الجنسية الأمريكية.. على العكس ستحاصرك الاتهامات من كل الجوانب.. الكراهية ستطل عليك من جميع الزوايا، ولا صوت يعلو فوق صوت الاضطهاد، والسير وراء ما ينطق به رئيسها الحالى دونالد ترامب، من تصريحات عدائية تجاه المسلمين.
قصة يوسف
أجيو يوسف، 26 عاما، مسلم بنجلاديشى الأصل، يعيش في نيويورك، بكل ما يمتلك من قوة وصبر يحاول الابتعاد عن المشكلات، وإبعاد أسرته أيضا، فرغم حصوله على الجنسية الأمريكية، إلا أن حالة من الخوف تتملكه في المكان الذي يعيش فيه وأسرته، من إمكانية تعرضه للضرب أو الاعتداء في أي وقت.
“يوسف” أكد أنه لا يمكنه نسيان حادثة تعرض لها هو وأسرته الصيف الماضي، عندما طرق بابا منزله عدد من الرجال البيض، وانهالوا عليه بالضرب دون سبب، مضيفًا: “كنت أعلم أنهم ليسوا حقيقيين رغم أنهم عرفوا أنفسهم على أنهم عملاء من وكالة الاستخبارات الأمريكية، ضربونى أنا وابنى الصغير وكادوا يعتدون على زوجتى دون أن أفعل لهم شيئا، ولم أستطع الحصول على حقى منهم، لأننى لم أكن أعرف أسماءهم، ورغم أن الكاميرا على باب منزلى صورت وجوههم إلا أن الشرطة لم تستطع العثور عليهم”.
“يوسف” الذي يعمل في مكتب عمدة نيويورك لشئون المهاجرين، منصبه لم يمنع تعرضه للاعتداء، وهذا هو حال 3 ملايين مسلم يعيشون بالولايات المتحدة الأمريكية، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في وجه قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن الهجرة وإمكانية الترحيل من ناحية وزيادة جماعات الكراهية والمتعصبين الذين شجعتهم مواقف “ترامب” من ناحية أخرى.
انتشار الجرائم
ومع انتشار الإسلاموفوبيا في المجتمع الأمريكي، تزايدت معدلات جرائم القتل والاعتداء على المسلمين بشكل ممنهج بسبب الدين واختلاف اللون، وتمثل تلك الاعتداءات 13% من نسبة الجرائم في أمريكا بشكل عام، وزادت بعد أيام من نجاح “ترامب” في الانتخابات الأمريكية عام 2016، حسبما أكد مركز أبحاث “بيو” الأمريكي، وأوضح أن الهجمات ضد المسلمين زادت بشكل لم يحدث من عام 2001.
شبكة المجتمع المسلم
ما يحدث على أرض الأحلام.. دفع المسلمين للبحث عن وسائل لحمايتهم، ونهضت منظمات إسلامية لتدريب أفراد مجتمعهم على طرق للدفاع عن أنفسهم، ومنها شبكة المجتمع المسلم، التي تأسست عام 2003 لتلبية احتياجات المسلمين والدفاع عن حقوقهم، إلى جانب التعريف بالإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر، وبدأت الشبكة مؤخرا في تنظيم ورش لتعليم الأساليب القتالية للدفاع عن النفس.
كريستينا تاسكا، المدير التنفيذى للشبكة: قالت “دروس الدفاع عن النفس متميزة، يتعلم المشاركون بها أساليب عدة لحماية أنفسهم، منها التحدث مع خصمهم في البداية ومحاولة إقناعه أنهم ليسوا أعداءه، ثم ينتقلون لتعلم عدة رياضات يدافعون بها أنفسهم ومنها الكاراتيه والملاكمة والجودو، ولجأت إلى تنظيم هذه النوعية من الورش على خلفية ارتفاع وتيرة حملات العنف ضد المسلمين بعد فوز ترامب، والورش لاقت إقبالا كبيرا عليها من كل الأعمار حيث سجل بها نحو 2.700 شخص في أول 10 ساعات، وتتراوح أعمار المشاركين من سن 10 سنوات فما فوق، كلهم حريصون على المشاركة والانتظام بها”.
وإضافة إلى هذه الورش تنفذ مؤسسة ديسايس للتنشئة والحركة غير الربحية ورشا أخرى تعمد على التعليم النموذجى القائم على شعار “تعرف على حقوقك، تعرف على واقعك، تعرف على قيمتك”، كما تقدم الإرشادات للذين يتعرضون للمراقبة من الشرطة بسبب عمليات الهجرة، بالإضافة لتعليم الذين تعرضوا لهجمات متتالية أساليب قتالية للدفاع عن أنفسهم، ما جعلها ملجأ للعديد من الآسيويين أمثال “يوسف” للوقوف في وجه الهجمات المتتالية عليهم.
مبادرات نسائية
وهناك أيضا مبادرات نسائية لتعليم السيدات الدفاع عن أنفسهن ومنها مبادرة “وايس” التي تعنى المبادرة النسائية للدفاع الذاتى عن النفس، وتهدف لتوعية النساء المتواجدات بالمجتمع الأمريكى بدورهن في المجتمع وتلقى تدريبات لزيادة مهارات التغلب عن العنف ومواجهته.
“وايس” تم إطلاقها عام 2010 من قبل مدربة الكاراتيه رنا عبد الرحمن، بعدما تعرضت للعنف من رجل حاول سرقتها والاعتداء عليها، لذا قررت تقديم تدريبات للفتيات لتعليمهن أساليب الدفاع عن أنفسهن، كما طورت فكرة المبادرة بمشاركة عدد من السيدات اللاتى يقدمن ورش تنمية بشرية لهن وينظمن فعاليات تساعد الفتيات على المشاركة بشكل فعلى في مجتمعهن المسلم.
"نقلا عن العدد الورقي.."