من أجل مصر
تواجه مصر حربا ضروسا داخليا وخارجيا، فمصر التي حباها الله كل مقومات الحياة والصمود في وجه المحن والشدائد، تخوض حروبا شرسة سياسيا وعسكريا وتحارب على جبهات مختلفة، من أعداء معروفين وغير معروفين، هؤلاء الأعداء يتربصون للنيل منها والإيقاع بها، حتى يمكنهم تحقيق مخططاتهم القذرة لتفتيت الوطن العربي، كما أنهم يسعون للنيل منها وإشغالها بنفسها عن هموم الآخرين ومشاكلهم، وخصوصا ما يحدث في دول الجوار (فلسطين سوريا والعراق وليبيا واليمن) وهي الدول التي باتت تتنازعها الحروب الداخلية التي تأكل الأخضر واليابس، وباتت تأكل نفسها بنفسها.
وهو الأمر الذي لا يصب إلا في مصلحة أعداء هذه الدول التي باتت تدير الحروب لا عن طريق الجيوش والقواعد العسكرية، وإنما عن طريق تأليب الصراعات الطائفية والنزعات المذهبية حتى باتت معظم الدول وللأسف- العربية- مهددة بالتقسيم والتفتيت، وبات التناحر بين طبقات هذه المجتمعات هو السمة الغالبة في الصراع بينها، بينما بات الغرب -الذي عاني حقيقة وسابقا من هذه الصراعات- أكثر أمنا واستقرارا -للأسف- من بعض الدول التي نطلق عليها الدول الإسلامية.
وبات حلم السفر إليه والاستقرار به يداعب الكثير من الشباب الذين باتوا يأملون تحضر الغرب واستقراره وتوافر فرص العمل به وتحقيق العدالة المنشودة ويلعنون حروب الشرق ونزاعاته وأخلاقه التي باتوا يرون أنها سبب تخلفه.
إن مصر ومن قديم الأزل هي رمانة ميزان هذا العالم، وهذا قدرها، وقد ذكرها الله في قرآنه بأجمل ما فيها وهو نعمة الأمن، حيث قال "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" ومن ثم يجب علينا الحفاظ على هذا الأمن والاستقرار، والدعوة لنشره من خلال إظهار قوتنا وتماسكنا ووحدتنا وإظهار حبنا لهذا البلد ولندع مشاكلنا الداخلية جانبا، ونتوحد خلف رمز واحد، وعلم واحد، فبذلك نقهرهم.