رئيس التحرير
عصام كامل

نشاط مكثف لوكيل الأزهر بطوكيو.. يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية بمقر السفارة المصرية.. ويلقي خطبة الجمعة من المركز الإسلامى.. ويلتقي وزير الخارجية الياباني لبحث تعزيز سبل التعاون

فيتو

شهد اليوم الجمعة نشاطا مكثفا للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، بالعاصمة اليابانية طوكيو وذلك على هامش الزيارة التي يجريها هذه الفترة إلى اليابان لتعزيز جسور التواصل بين الجانبين، كما حرص وكيل الأزهر على الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية بسفارة مصر في طوكيو، وكان في استقباله أيمن كامل سفير مصر في اليابان.


خطبة الجمعة
وألقى «شومان» خطبة الجمعة اليوم، من المركز الإسلامي في العاصمة اليابانية طوكيو، وذلك في حضور سفراء مصر والدول العربية والجاليات المسلمة، وأكد وكيل الأزهر في الخطبة التي حملت عنوان «التعايش والاندماج في الإسلام» أن الحديث عن دور الدين في تحقيق الهوية الوطنية للشعوب أمر غاية في الأهمية، خاصة في ظل المتغيرات المعاصرة، وفي ظل ما يحاك من مؤامرات ضد الدول التي تشهد نوعًا من الاستقرار وتسعى للتقدم والرقي، فضلًا عن الواقع الذي تشهده معظم الدول من وجود تنوع واختلاف بين أبناء الشعب الواحد في الديانات والثقافات والأعراق.

التعايش السلمي
وأكد أن الشريعة الإسلامية في حقيقتها تُقِرُّ التعايش السلميَّ بين المسلمين وغيرهم على أسس من الحرية والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات، فقد كفلت الشريعة الإسلامية لغير المسلمين من مواطني الدول الإسلامية تمتعهم بكافة الحقوق التي يتمتع بها المسلمون، وفي مقدمتها حرية الاعتقاد وتحريم دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

وأوضح أنه يجب على الدول التي يتبعونها حمايتهم من أي اعتداء داخلي أو خارجي يقع عليهم، ولو كان الاعتداء واقعًا من مسلمين، والشريعة الإسلامية بذلك سابقة لغيرها من القوانين الوضعية والمواثيق الأممية، ومع ذلك فلن تجدَ في هذه القوانين الوضعية والمواثيق الأممية مثل ما أقرته الشريعة الإسلامية من حقوق لغير المسلمين في ديار الإسلام، ويكفي من ذلك كفالتها حرية العقيدة للجميع، وهو ما يدل على سماحة الإسلام ووسطيته وبلوغه المرتبة العليا في إرساء مبادئ الإنسانية والتعايش السلمي وقبول الآخر.

حسن التعامل
وطالب وكيل الأزهر، الجالية المسلمة أن يظهروا محاسن دينهم سلوكا في تعاملهم مع مواطنيهم في مجتمعاتهم، وأن يندمجوا في وطنهم الذي يعيشون فيه ويعملوا على حمايته والتعامل مع إخوانهم من المواطنين من أجل استقرار وطنهم وحمايته من كافة أفكار التشدد والعنف، موضحا لهم أن اختلاف الدين أو الرأي لا يمنع من التعاون والاندماج، والقرآن الكريم يدعونا إلى التعاون مع أهل العقائد كافة دون تمييز ويمنع الإكراه في الدين.

وزير الخارجية
كما التقى، وكيل الأزهر، وزير خارجية اليابان تارو كونو، بمقر وزارة الخارجية اليابانية؛ حيث عقدت مائدة مستديرة حول مواجهة فكر التطرف، وأكد «شومان» خلال مشاركته على أن جميع دول العالم معرضة لخطر الإرهاب فلا أحد بمأمن منه وإن لم يكن وصل الإرهاب بعض الدول بعد، ومن ظن أنه آمن منه فهو مخطئ.

وبين عباس شومان الجهود التي تبذلها مصر في مكافحة الإرهاب على كافة المسارات، ومنها دور الأزهر الذي يقود أكبر حركة فكرية لمواجهة فكر عصابات التطرف والإرهاب من أجل حماية الشباب في مصر والعالم من خطر الوقوع في براثن تلك الأفكار المتطرفة.

وأشار إلى الجهود التي بذلها الأزهر في تحديث المناهج التعليمية لتكون قادرة على معالجة قضايا التطرف والإرهاب، وما عقده من العديد من المؤتمرات الكاشفة لزيف العصابات المتطرفة والإرهابية.

مرصد الأزهر
وفي هذا الإطار أنشأ مرصدا إلكترونيا متطورا يعمل بعدة لغات لرصد وتفتيت البنية الفكرية للتطرف والإرهاب، والتصدي لشبهات تلك العصابات الإرهابية التي تصدرها للشباب بغية تحصينهم من الوقوع في الشرك، كما يرسل بشباب الأزهر إلى عدة دول لاسيما الدول الأوروبية في قوافل سلام لبيان صحيح الإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة هناك لمجابهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وشارك الأزهر في إنشاء مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه شيخ الأزهر بهدف نزع فتيل الأزمات ونشر السلام في العالم، وأنشأ بيت العائلة المصرية الذي يجمع علماء الأزهر ورجال الكنائس المصرية في كيان واحد، وفتح حوارات مع كنائس الشرق والغرب، ويشارك الأزهر بوفود رفيعة المستوى في مؤتمرات الحوار التي تجري في العالم شرقا وغربا؛ للتأكيد على إمكانية العمل المشترك بين كافة أتباع الديانات والثقافات.

مكافحة التطرف
وطالب وكيل الأزهر اليابان بدعم جهود مكافحة التطرف والإرهاب التي تقودها مصر، حيث يمكن لليابان دعم تلك الجهود اقتصاديا وتكنولوجيا برفع كفاءة المواجهة الإلكترونية من قبل المؤسسات كمرصد الأزهر، وتزويد الجهات الأمنية بتقنيات وأجهزة تملكها اليابان لتمكين قوات الأمن من الكشف المبكر عن تحركات المتطرفين ومن تسلل منهم للبلاد عبر المنافذ.
الجريدة الرسمية