«ألمظ» رحلة كفاح من عشة البوص للأم المثالية الثالثة على الجمهورية

هاجرت هي وزوجها الفلاح البسيط الذي كان يعيش على زراعة البطيخ في محافظة كفر الشيخ إلى الفيوم في حقبة الستينيات، لعلهما يجدان متسعا من الرزق في زراعة البطيخ البرلسي.

وحصل الزوج على قطعة أرض بمركز إطسا إلا أنه اكتشف أنه مصاب بمرض في القلب ولزم الفراش، وعاني الزوج كثيرا في فراش المرض قبل أن ينتقل إلى خالقه.

وترك لزوجته ألمظ أبو السعود على، وأولادها الذيي كان يبلغ أكبرهم في ذلك الوقت 10 سنوات، والأصغر كان لا يزال رضيعا، وكانت السيدة ربة منزل لم يسبق لها الاحتكاك بالحياة، ولم تدخل مع الدنيا معارك للبقاء.

وأخذت المصرية البسيطة، في إكمال ما بدأه زوجها، ولم تترك المكان وتعود إلى بلادها، في عشة من البوص وسط الجبال رغم كبر سنها، إلا أنها كانت وعدت زوجها قبل أن يرحل أن تكمل مشواره.

ظلت تزرع وتحصد المحاصيل وحدها، وكانت تحرث الأرض بالمحراث البلدي بالماشية، وترويها بالبدالة اليدوية، وتدرس القمح بالنورج.

وتحولت من ربة منزل إلى فلاحة تقوم بكل الأعمال الزراعية الشاقة، في زمن لا توجد آلات حديثة للري والزراعة والاستصلاح، حتى صارت عضوا في نقابة الفلاحين، وحضرت الكثير من المؤتمرات لحل مشكلات مياه الري وغيرها من الأمور المتعلقة بالزراعة.

وتم تكريمها من رئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق مبارك في شرم الشيخ، كأفضل سيدة مصرية، واليوم تم إخطارها بتكريم الرئيس السيسي لها في عيد الأم، بعد فوزها بالمركز الثالث في مسابقة الأم المثالية على مستوى الجمهورية.