في ذكرى وفاته.. حكايات من داخل غرفة نوم البابا شنودة
نسجت حكايات وأساطير حول غرفة نوم البابا شنودة الثالث، بطريرك الأقباط الراحل، رسم البعض أشكالا لـ"غرفة النوم"، من واقع الأفلام الكرتونية، والخيال العلمي، حيث السرير المرصع بالذهب، والوسادة المطرزة بـ"الماس"، كل شكل "قلاية البطريرك"، حسب ما يحلو له، وظل الجدل دائرا حتى رحيل البابا والكشف عن مقتنياته.
يعرف أن للبابا شنودة استراحات في كنائس متعددة، أبرزها الموجودة في دير الأنبا بيشوي، بوادي النطرون، والإسكندرية، والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وكنيسة العذراء بمنطقة الزيتون، وتعرف الاستراحة بـ"القلاية"، وهي غرفة النوم التي كان البابا يستريح فيها.
رحل البابا شنودة وتكشفت أشياء ما كانت أن تعلن في حياته، ولعل أبرزها السكن الخاص بالبطريرك الـ117، فـ"قلاية البابا" بالمقر البابوي بالكاتدرائية، كانت جناحين الأيمن يحتوى على غرفة نوم وصالون وحمام ومطبخ، وكان مقرا لسكرترية البطريرك، والجناح الأيسر به مكتبة تضم أكثر من 4 آلاف من الكتب المسيحية والإسلامية والفقهية والفلسفية، ومكتب أثرى اعتاد البابا أن يكتب عليه مقالاته ومؤلفاته.
المصدر الذي كشف تفاصيل "قلاية البطريرك"، ألمح أيضا إلى أنه بعد فك تشميع القلاية عثر على خزينته السرية التي تضم مقتنياته وشهاداته ومتعلقاته الشخصية، وصور لعائلته وأيام طفولته، بجانب مجموعة من الأوراق التي سجل فيها يومياته.
هذا بعض ما نشر عن قلاية البطريرك بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أما كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون، فخصصت طابقا كاملا لمقتنيات البابا شنودة، وجعلته مزارا يتبارك به شعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"الشخص القوى لا تجرفه البيئة المنحرفة بل يصمد ويقاومها".. "بالوداعة والتواضع يمكن مسالمة الكثيرين".. عبارتان كتبتا فوق مدخل استراحة "غرفة نوم" البابا شنودة بكنيسة العذراء بالزيتون، مكتب البطريرك أول ما تجده على يمينك فور أن تدخل من الباب، صور للعذراء وللبابا تنتشر في كل مكان.
"أنتريه" باللون الأخضر يفصل بين مكتب البابا شنودة، وبين السرير الخاص به، الدولاب نصف دائرة ويمتد بطول الغرفة، يحتوي على كل مقتنيات ومتعلقات وملابس البطريرك ىالـ117.
سرير البطريرك الذي أفصح وطرح للزوار في كنيسة العذراء بالزيتون، يكذب جميع تخيلات المدعين أنه من الماس والذهب والألماظ، فتميز السرير بالبساطة، لونه الأصفر منحه رونقا خاصا، على يمين السرير "ترابيزة" خالية تمام، بجوارها منضدة تحمل "أبجورة"، وعلى الجانب الأيسر منضدة أخرى خالية.
هكذا تميزت استراحة البابا شنودة بالبساطة، أو هكذا ظهرت، أو أعلن عنها، خاصة أنه يمنع دخول القلاية غير الرهبان، فما بالك إن كانت قلاية بطريرك.
فوق سرير البابا شنودة بالزيتون، حكايات أحلام شباب حملها وألقاها فوق "السرير البركة"، أملا في أن يستجيب له الله بشفاعة حبيبه البابا شنودة، شباب يبحث عن وظيفة تناسب مؤهله، آخر يريد الزواج، زوجة تحلم بطفل، كلها أحلام وأمنيات دونها أصحابها على ورق وألقى بها فوق السرير منتظر الاستجابة.