رئيس التحرير
عصام كامل

الابتزاز بالموت.. سلاح جديد في الحرب الدائرة بين جبهات الإخوان.. قيادي متطرف ينعت القائم بأعمال المرشد بـ«المرحوم».. «الجماعة» ترد برسالة من محمود عزت في نفس اليوم.. وباحث: استفزاز

فيتو

المرحوم محمود عزت.. كلمة في بوست عابر، قالها أشرف عبد الغفار، القيادي الإخواني المتطرف، بجبهة المكتب العام لجماعة الإخوان الإرهابية، ويقصد بها القائم بأعمال مرشد الجماعة، والمختفي منذ عام 2013، دون أي تأكيد أو نفي حتى الآن، من القيادات التاريخية، ليخلف «عبد الستار» وراءه عشرات الأسئلة، مات كيف، ومتى، وأين دُفن، وهل حدث ذلك خِفية، أم ما يحدث مجرد استمرار للمزايدات الرخيصة من كل جبهة على الأخرى ؟


انحدار أخلاقي

فجرت تصريحات «عبد الغفار»، حالة من الجدل على مواقع التواصل، بين جبهات الإخوان، وخصوصا المنتمين للجبهة الشبابية، الذين يجتهدون في تشويه الكبار، لإزاحتهم عن السلطة، إلا أن رسالة من محمود عزت، في نفس اليوم تقريبا، ربما تشي بالكثير عن حالة «الانحدار الأخلاقي» الذي أصاب الجماعة بكل مكوناتها، الأمر الذي دعاهم إلى ابتزاز بعضهم بالموت، أو بالوشاية للأمن.



رسالة من القائم بأعمال المرشد: العمل والوحدة طريقنا لتحرير القدس

الغريب أن رسالة من هذا النوع، لم يفرد لها «عبد الغفار» المساحة الكافية، ولم يخصها بأي معلومة إضافية، إلا لو كان يرى القائم بأعمال المرشد، ضئيلا لهذه الدرجة، التي تجعله يخصص له، كلمة عابرة في بوست، يتحدث من خلاله عن سوءات القيادات التاريخية، وهو ما ينقص من مصداقية طرح القيادي المثير للجدل، الذي سبق له الإفتاء بضرب محطات الكهرباء في مصر، وأيد العمليات النوعية الإجرامية، لإرباك الدولة.

وهي نقيصة أخرى، تضيف مزيدا من الشكوك فيما يقول، خصوصا أن "عبد الغفار" يحارب الكبار، منذ أن تركته ولم تنصفه، بل أثبتت عليه الاتهامات، التي قيلت في حقه لدى الإدارة الأمريكية، خلال محاولة إعلان الجماعة إرهابية في الولايات المتحدة، حيث كان ضمن الشخصيات التي وردت في التقرير المقدم للكونجرس الأمريكى، حول «إرهاب الإخوان»، والذي قدمه السيناتور الأمريكى «تيد كروز».

ونقل السيناتور الأمريكي، عددا من تصريحات القيادي المتطرف، على معظم القنوات الإخوانية، خلال عام ٢٠١٥، وطالب فيها بدعم الإخوان للعنف، والعمل المسلح ضد مؤسسات الدولة المصرية، قبل أن يتم السيطرة عليه لاحقا، عبر ضربات ناجحة من أجهزة الأمن.



أشرف عبد الغفار ينعت مرشد الإخوان بـ«المرحوم»

يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن ما يقوله عبد الغفار، قد يكون حقيقيا، إذا لم يرد محمود عزت خلال الأيام القادمة، من خلال رسالة صوتية، مثلما حدث سابقا، قبل عامين؛ وقتها ترددت شائعات كثيرة من داخل الإخوان عن وفاته، واضطر وقتها للخروج نافيا الخبر.

ويؤكد "عيد"، أن قطاعات كبيرة في الجماعة، صارت متشككة في وجود محمود عزت، على قيد الحياة، وهو ما يجعل الجبهة الأخرى تلجأ للاستفزاز، وتروج معلومات تتحدث عن وفاته، ليخرج وينفي، إن كان حيا، وإن كان ميتا، استغلوها ثغرة خطيرة، لضرب مصداقية القيادات الباقية، ونزع السلطة من بين أيديهم.
الجريدة الرسمية