رئيس التحرير
عصام كامل

صراعات «حركة الصابرين».. إيران تكرر تجربة العراق في غزة

حركة الصابرين
حركة الصابرين

تعيش حركة الصابرين الشيعية، المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، هذه الأيام صراعا داخليا، صادما للمتابعين والمؤيدين للحركة الشيعية داخل غزة وخارجها.


ويرى المتخصصون والخبراء العارفين ببواطن الأمور ونهج طهران، أن الخلافات داخل حركة الصابرين هي مؤشر على "تقسيم المقسم" وإعادة تجربة " جيش المهدي- الشيعي العراقي" في قطاع غزة ومع حركة "الصابرين الشيعية الفلسطينية".

"هشام سالم" و"رمضان أبو الندى"

تشهد حركة الصابرين الشيعية، اليوم صراعا بين مؤسس والأمين العام للحركة هشام سالم، وجناح مؤسس الحركة والقيادي بها رمضان أبو الندى، اتهامات باختلاسات وسرقة وغيرها من الأمور التي تشعل الصراع وتزيد من حالات الانشقاقات داخل الحركة المدعومة والممولة من قبل إيران.

وتعد حركة "الصابرين"، تأسست في 2014، الذراع الرئيسي لإيران في قطاع غزة بعد الخلافات مع حماس والجهاد، وتعمل على تمويلها بأموال كبيرة تدر بعضها على مجموعات عسكرية من فتح وفصائل أخرى كدعم ثابت من إيران لها.

واشتعل الصراع بين "سالم" و"أبو الندى" حيث اتهم جناح الأخير الأمين العام لحركة الصابرين بالسرقة والاختلاس، فيما رد جناح" سالم" بأن هدف" أبو الندى" هو تقسيم الحركة.

وذكرت مصادر لـ"فيتو" أن جهات إيرانية رسمية أكدت تأييدها ووقوفها إلى جانب هشام أبو سالم حيث أوضحت في صفحة فيس بوك الشيعية "أهل غزة مع إيران" أن التجريح بهشام عار من الصحة.

إيران وتقسيم المقسم
ومن المعروف أن حركة الصابرين الشيعية منبثقة عن حركة الجهاد الإسلامي، وهي أيضا من الجماعات المدعومة إيرانيا، والمقربة من طهران، ولكن ليست جماعة شيعية، بل هي جماعة سنية مقاومة ولكن تتأثر بشكل كبير بالسياسة الإيرانية.

وفي إطار "تقسيم المقسم" قامت إيران بزرع نواة حركة الصابرين داخل حركة الجهاد الإسلامي، كنوع من التيار الإصلاحي في الحركة والذي ظهر جليا في عام 2010، ولكن سرعان ما تحولت الفكرة بقيادة هشام سالم لأي حركة في مايو 2014، حيث دعا تيار "الصابرين" إلى ثورة ذات مرجعية إسلامية على طريقة الخميني والثورة الإيرانية.

"تقسيم المقسم" هي سياسية أجادها الحرس الثوري الإيراني في تقسيم الجماعة الواحدة إلى جماعات صغيرة يستطيع اللعب بها واستخدامها كأدوات تنفيذية لسياسته في الدول العربية والمنطقة، وهي تجربة ناجحة بقوة في العراق عبر تقسيم "جيش المهدي - الشيعي" إلى أكثر من جماعة أبرزهم حاليا " حركة عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وحركة" النجباء" بقيادة أكرم الكعبي، والذي كان قياديا في جيش المهدي و"عصائب أهل الحق".

مستقبل الصابرين

ما يحدث في حركة الصابرين الشيعية المدعومة إيرانيا، ليس أكثر من "تقسيم المقسم" بصناعة أكثر من كيان شيعي وفصيل مسلح في قطاع غزة من أجل إظهار الحضور الإيراني بشكل كبير وواسع.

وكلما زاد عدد الفصائل كلما "تعب" المفاوض الفلسطيني والعربي في توحيد الفصائل الفلسطينية، أو إيجاد موقف واحد وموحد لهذه الفصائل في العديد من القضايا الداخلية والخارجية المتعلق بالقضية الفلسطينية، ومعها يستطيع الحرس الثوري الإيراني أن تبقي قضية فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص ورقة في يده لمساومة دول عربية وإقليمية ودولية على ملفات المنطقة.


الجريدة الرسمية