رئيس التحرير
عصام كامل

«بصل كفرالشيخ» يحلم بأسواق شرق آسيا.. «المساندة» والروتين أزمات المصدرين

فيتو

يعد البصل الأحمر والأبيض من أشهر الزراعات التي تشتهر بها بعض قرى محافظة كفرالشيخ، مثل المنشية الكبيرة وشنو وغيرها، كما أن جودة ذلك المنتج الزراعي فتحت أمامه أبواب التصدير لدول الخليج العربي لينافس البصل الهندي والباكستاني والتركي.


قال عبد الحميد الجزار، أحد أهالي قرية المنشية الكبرى بمركز قلين وأحد مصدري البصل بكفرالشيخ، إن مصر من الدول المتميزة في زراعة البصل، ويعد البصل أيضًا من المحاصيل القومية والتي تدر عملات أجنبية، وكفرالشيخ تحديدًا مشهورة بزراعة البصل الأحمر والأبيض، والبصل الأحمر زراعته تبدأ في شهر ديسمبر وحصاده يكون في شهر مايو، أما تصدير المحصول فيكون على مدى العام، والبصل من الزراعات التي لا تستهلك مياه كثيرة.

المبيدات متوفرة
وتابع، الجزار لـ "فيتو"، أن زراعة البصل تحتاج إلى مبيدات حشرية متوفرة لدى وزارة الزراعة ولا يوجد بها أي مشكلات، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في المعوقات التي تواجه عملية التصدير، وتصدير البصل في بداية الموسم يكون أفضل بكثير، وينافس في الخارج بشكل جيد للغاية، أما نهاية الموسم فيوجد مشكلات به مثل "تزريع البصل" وعدم جودة القشرة والعفن الأسود.

الفرز
وأضاف أننا بعد أن نقوم بجمع البصل من المزارعين، تأتي عملية فرز البصل الصالح للتصدير، والقائم على عمليات الفرز هم عمال من النساء والرجال يصل عددهم إلى 400 شخص، ويقدر سعر الكيلو البصل في السوق المصرية بـجنيه للكيلو وفى بعض الأماكن يصل لـ 6 جنيهات وفقًا للتوزيع الجغرافي والطبقة المجتمعية، أما البصل المُصدر يصل سعر الكيلو به لـ 4 جنيهات للكيلو بواقع 4000 جنيه للطن، وتعتبر دولة السعودية من أكبر الدول المستوردة للبصل، حيث إنها تستورد 60% من البصل الأحمر المصرى، يليها دول الخليج، بالإضافة إلى أن حدوث أي مشكلة في سوق البصل الهندي يوسع الطريق أمام السوق المصرية للبصل؛ لأن الهند وحدها تنتج 40% من الإنتاج العالمي للبصل، وتفضل الدول العربية البصلة الصلبة ذات الحجم الكبير.

مشكلات التصدير
ولكن مشكلات التصدير الحقيقية تتمثل في زيادة عدد المصدرين المصريين الذين يملكون سجلات تجارية، حيث إن عدد السجلات التجارية حاليًا زاد 90% على ذي قبل، ويقوم هؤلاء بتصدير نوعيات بصل ذات جودة أقل لا ترقى للتصدير، وبالتالى يحدث هبوط في شحنات البصل المصرى بالسوق الخارجية، خاصة أن البصل الهندى والتركى والباكستانى ذو جودة عالية وينافس المصرى بقوة، لذا لابد أن تقوم وزارة التجارة والصناعة بعمل ما يسمى "الترتيب" في الأسواق الخارجية وخلق فرص لتسويق المنتج المصرى، كما أننا طالبنا قبل ذلك من وزارة المالية أيضًا؛ تحصيل الضرائب في الموانئ بدلًا من التراكم السنوى والذي يقدر بـ 300 لـ 400 ألف جنيه، وهو ما يسبب تعسرًا في السيولة المالية لدى المستورد.

المساندة
وتابع الحاج عبدالحميد: من أبرز العقبات التي نواجهها كمصدرين للبصل؛ التباطؤ في صرف "المساندة" أو مستحقات الدعم التي تعطيها الدولة للمصدر والتي تقدر بـ 8% ونتمنى وجود سرعة في إنهاء إجراءات صرف المساندة، بحيث يحصل عليها المُصدر بمجرد حصوله على إجراءات تمام التصدير من الميناء ويتجه للبنك لصرفها؛ لنتمكن من سداد الضرائب أو التأمينات والعمالة وغير ذلك، بدلًا من انتظارنا لعامين كاملين حتى صرف المساندة، وللعلم "المساندة" للمُصدر في تركيا مثلًا يصل لـ 50%، ولكن في مصر 8% فقط، ونتمنى أن يتم رفعها إلى 15% نظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد.

أيزو مزورة
وأيضًا من أبرز المعوقات، هو حصول بعض المصدرين على شهادات (أيزو) مزورة من الخارج بأقل سعر، وأساءت لسمعة المُصدر المصري في السوق الخارجية، ونناشد وزارة التجارة والصناعة بما أنكم فرضتم على المُصدر عمل شهادة أيزو، إذن وفروا 3 أو 4 شركات، تمنح تلك الشهادات بشكل سليم ومضمون للمُصدرين المصريين، ونناشد وزارة التجارة إرسال مناديب تابعين لها للإشراف على جودة المنتج المصري قبل تصديره، وحاليًا يتم فرز البصل قبل تصديره على الموانئ، بعد ذلك يتم إعطاء شهادة صلاحية للبضاعة موجهة لموانئ الدول الأخرى، ونناشد وزارة التجارة المصرية توفير مندوب من الدول المستوردة للمنتج المصرى بالموانئ بالمصرية للكشف على البضاعة قبل شحنها، وبالرغم من صدور شهادة صلاحية من الطبيب المصري هنا بصلاحية المنتج، فإن الطبيب الأجنبي قد يرى غير ذلك ويعيدها مرة أخرى، وبالتالى نفقد مصاريف الشحن هباءً والتي قد تصل إلى مئات الآلاف.

شرق آسيا
ونتمنى أيضًا أن يتم التعاون مع الدول الخارجية لفتح أسواق شرق آسيا أمام المنتجات المصرية؛ لأن تلك الأسواق تحتاج إلى منتجات بكميات ضخمه للغاية، ومن أكثر المشكلات التي نواجهها كمصدرين فيما يتعلق بمعمل بقايا المبيدات، وطبقًا لقرار وزير الزراعة أنه بمجرد تقديم بقايا المبيدات نتسلم تقرير الصلاحية بعدها بـ 48 ساعة، ولكن الواقع أننا نتسلم تقرير تأخير بقايا المبيدات بعد 20 يومًا، وهو ما تسبب في خسائر بمئات الآلاف؛ لأن البضاعة قلت جودتها نظرًا لتخزينها لفترة طويلة في انتظار التقرير، وبقايا المبيدات هو أحد المستندات الرئيسية المشروطة لتصدير المنتج للدول المستوردة.

الحل
ولحل المشكلة لابد من وجود أكثر من معمل بمصر مثلًا في وسط الدلتا معمل وفى الصعيد معمل وهكذا، ولكن المعمل الوحيد الذي يوجد الآن غير قادر على تلبية كل احتياجات المصدرين في وقت قصير، وبالتالى تتأخر النتائج، وهذا يسبب لنا خسائر فادحة، ونتمنى أيضًا أن تفتح الدولة المجال لتصدير الأبيض، خاصة أنه يزرع بكميات كبيرة وبجودة عالية في الصعيد والفيوم والمنيا وسوهاج وبنى سويف، و90% من هذا البصل الأبيض مطلوب بشدة في الدول الأوروبية، بينما تميل الدول العربية للبصل الأحمر.
الجريدة الرسمية