رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: وهل يستحق سمير زاهر التكريم؟! رسالة للرئيس والوزير

فيتو

"الله يرحمك يا كابتن ويجعل مثواك الجنة" جملة رددتها وأنا أشيع جثمان الكابتن سمير زاهر إلى مثواه الأخير، ورددها الآلاف من المشيعين البسطاء والنجوم، لأن أحدا لا يختلف على شخص سمير زاهر.


اعترف أنني كنت محظوظا بالاقتراب منه منذ سنوات طويلة، كنت أحكي له كل شيء خاص وعام يخصني، وهو يطمئن على ويسأل عني في كل الأوقات، واقتربت أكثر منه بعد العودة من رحلة علاجه الطويلة في لندن، وكان حريصا على تسجيل قصة حياته المليئة بالأحداث التراجيدية أحيانا والكوميدية في أحيان أخرى...كان رجلا بسيطا رغم أنه من سلالة أولاد الأصول المأصلين أبا عن جد، وزامل أبناء الكبار في تعليمه، ولما لا وأبوه وجده من البهوات الرسميين.. منحه الله ملكة أن يدخل قلب كل شخص تعامل معه، ومتعه الله بذكاء خارق في حفظ الأسماء، وهو ما سهل عليه كثيرا.

لم يقف في طريق أحد بل كان يتدخل لإنهاء مصالح بعض من خانوه في يوم من الأيام، وينسي بسرعة من أساء إليه، ولكنه حتى اليوم الأخير في حياته ظل متمتعا بروحه الخفيفة وظل صابرا محتسبا على مرضه الشديد، حتى لقي وجه ربه ومحلاها (موتة) عندما يتجمع كل الناس حوله وقد عودتنا الأيام الصعبة التي نعيشها أن المسئول عندما يموت ينفض الناس من حوله، ولكن ها هو سمير زاهر الذي ترك اتحاد الكرة منذ سبع سنوات تجمع الكل لإلقاء نظرة الوداع عليه.. رحمك الله ياصاحب القلب الأبيض.

لم أكن أعرف هل أعزي أسرته؟ أم يعزيني الناس في أحب قلب إلى قلبي ولم أر في حياتي مثيلا له، لقد كان لي بمثابة الأب الذي فقدته منذ قرابة الثلاثين عاما، وعندما كان يعرفني على أحد كان يقول صديقي وأخويا ولكني كنت أردد..انت أبويا..سنوات طويلة وجدته يقدم الخدمات لكل خلق الله بدون مقابل، ودون أن يطلب شيئا.. يكلف نفسه عناء الذهاب للمسئول الفلاني أو العلاني ليقدم طلبا لشخص ربما لا يعرفه لقضاء مصلحة ما وهو في قمة السعادة.

 كل الناس اغتنت من الكورة وحققت ثروات طائلة، وأبدا لم يتغير شيء بالنسبة له، فمنذ عرفته في تسعينيات القرن الماضي في شقته بمصر الجديدة، لم يتغير عليها شيء أيضا رغم محاولات بعض الكارهين للتلسين، ولكن دائما كنت أقول له يا كابتن.. دعوات الغلابة الذين وقفت إلى جانبهم دائما حائط الصد بالنسبة لك وما أكثر المحن التي تعرض له والاتهامات التي واجهته، ولكن ظلت صفحته ناصعة البياض حتى وفاته لأن الله كان يسانده.

 نعم إنه سمير زاهر صاحب القلب الطيب والوجه البشوش، والذي لاتملك إلا أن تصاحبه بعد أول جلسة لك معه، وكان رحمه الله يتمتع بذكاء اجتماعي خارق تم ترجمته في جنازته أمس وترجمته الأكبر يوم العزاء غدا.

 لو جلست أكتب ما قدمه سمير زاهر للكرة المصرية، سأظل أكتب أياما وشهورا، ولكني على ثقة أن الدولة المصرية والرئيس السيسي لن يتردد في تكريم اسم رجل خدم مصر كثيرا، سواء كضابط بالقوات المسلحة أو صانع البسمة والفرحة لجماهير الكرة المصرية في أربع بطولات أمم أفريقية كنا بعيدين عنها تماما، وجعل من كرة القدم صناعة لم تعد تعتمد على ميزانية الدولة.

كل ما أرجوه من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الذي كان حريصا على أن يمثل الدولة أولا وشخصه ثانيا في الجنازة أن يرفع للرئيس تقريرا يطالب فيه بتكريم هذا الرجل الذي قدم لمصر الكثير.

 الكابتن سمير زاهر ليس أقل من الراحل صالح سليم ولا الكابتن محمود الجوهري، وعلي الدولة أن تفعل ذلك لتوجيه رسالة للجميع بأن مصر تقف وراء أبنائها المخلصين، وأنا لا أشك لحظة أن المهندس هاني أبوريدة رفيق رحلة زاهر لن يتردد في رعاية تكريم مناسب للرجل الذي جعل لكرسي رئيس الاتحاد المصري طعما آخر.

 وأخيرا وليس آخر أدعو الله من كل قلبي أن يتغمد فقيدنا بالرحمة وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
الجريدة الرسمية