بالأرقام.. بيزنس «الأوقاف» الجديد.. استثمار ١٠٠ مليار جنيه في المنتجعات والفنادق.. ومشروعات مشتركة مع الإسكان والصحة والإنتاج الحربي.. تنفيذ مشروع مدينة الحرفيين «الغردقة- البحر الأحمر&
وزارة تهدف إلى الربح.. الوصف الأدق لمستقبل وزارة الأوقاف، التي بدأت تطرق أبواب “الاستثمار” والمشروعات التنموية، وذلك بعد أن تخطت العقبة الأولى في موافقة الحكومة على قانون هيئة الأوقاف؛ وتستعد في الوقت الحالي لتخطي العقبة الثانية، التي تتمثل في انتهاء الهيئة من حصر جميع أملاكها بمحافظات الجمهورية وإزالة التعديات المخالفة على أملاكها وتطوير الهيكل الإداري داخلها.
مشروعات عدة سواء المتعلقة بالمستشفيات أم الإسكان والتعليم والصحة، دخلت فيها وزارة الأوقاف، ليس هذا فحسب، لكنها وقعت العديد من البروتوكولات مع عدد من الوزارات ودخلت بالتوازي في مرحلة حصر الأراضي على مستوى محافظات الجمهورية، ومن المقرر أن تعلن هيئة الأوقاف خلال مارس الجاري الانتهاء من حصر جميع أعيان الوقف ومطابقة الرفع المساحي بالمسح الورقي لتبدأ مرحلة جني ثمار المال والأعمال التي تدخلها مع الشركات الاستثمارية.
الوزارة التي ظلت لسنوات طويلة تمتلك “ثروة” لكنها لا تعرف كيفية التعامل معها، اتخذت أولى خطواتها في “سوق البيزنس” بتوقيعها بروتوكول تعاون مع وزارة الإسكان ممثلة في قطاع هيئة المجتمعات العمرانية، للاستثمار المشترك لبعض أراضي البناء غير المستغلة بهيئة الأوقاف، وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة، بما يعود بالنفع على الوزارتين والمجتمع بأكمله؛ وهو ما أكده الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف حينما أعلن أن الوزارة ستمنح أراضي الأوقاف غير المستغلة لوزارة الإسكان، بنظام المشاركة بالنسب، لتنفيذ وطرح عقارات للطبقتين المتوسطة والفقيرة، للاستغلال الأمثل لأموال الوقف.
كما وقعت هيئة الأوقاف عدة بروتوكولات تعاون كان أبرزها البروتوكول الذي وقعته مع وزارة الإنتاج الحربي، للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة، لوضع خطط منهجية لجمع وتصنيف وتخزين ومعالجة البيانات وتطوير الأصول الموجودة مع تحديد موقعها والغرض منها، وبدأت الأوقاف في إسناد أكبر محفظة استثمارية بقيمة 600 مليون جنيه لبعض الشركات منها ما هو متعلق بالشركات المقيدة في البورصة مثل شركة الصناعات الكيماوية وبنكي التعمير والإسكان وفيصل الإسلامي، والعربية للمفروشات والسجاد.
كما تعمل الهيئة على الاستثمار في القطاع العقاري، والخدمات المالية، حيث قال الدكتور أحمد عبد الحافظ رئيس مجلس إدارة الهيئة: هناك شراكة مع شركة قطاع الأعمال العام “إيجوث” في فندق، ويتم حاليا دراسة حلول التصرف فيه إضافة إلى العمل في تطوير 950 ألف فدان في محافظة الإسكندرية واستكمال مشروع زهرة المعمورة وهو مشروع سكني سياحي توقف 12 عاما وإنهائه خلال 18 شهرا ويتجاوز سعر المتر فيه 10 آلاف جنيه ومتوقع أن تصل إيراداته 1.2 مليار جنيه حسبما أكد رئيس الهيئة.
وتعكف هيئة الأوقاف في الوقت الحالي على تنفيذ مشروع مدينة الحرفيين الغردقة البحر الأحمر بتكلفة وصلت إلى 350 مليون جنيه، على مساحة 60 فدانًا، وتشمل المدينة 1253 ورشة، وعدد 134 محل قطع غيار وعدد 48 سكنا حرفيا.
هذا الكم الهائل من المشروعات الاستثمارية دفع هيئة الأوقاف لاتخاذ خطوات جادة في تنفيذ مخطط “إعادة الهيكلة”، عن طريق استقدام خبراء من خارجها خاصة في ظل عدم وجود الكفاءات اللازمة والعقول الاستثمارية والاقتصادية داخلها، وكان آخر من ضمهم الدكتور أحمد عبد الحافظ رئيس مجلس إدارة الهيئة، شريف سامي، رئيس الرقابة المالية السابق، الذي ضمه إلى لجنة تطوير الاستثمار في الهيئة وهو ما أكدته مصادر بالهيئة.
ووفقا لمصدر تحدثت إليه “فيتو”، فإنه من المتوقع أن يتم استبعاد عدد من وكلاء الوزارة بناءً على رغبة «عبد الحافظ»، وضم عقول استثمارية لتناسب تطورات المرحلة المقبلة في الهيئة، مشيرا إلى أن رئيس مجلس الإدارة شكل لجنة تسمى «تطوير الاستثمار في الهيئة» ويضم فيها ثلاثة من رجالة لمساعدته وتقديم أفضل المقترحات والبحوث والتحليلات المالية والفنية والاقتصادية.
وعن المشروعات الاستثمارية الجديد أشار المصدر إلى أن الهيئة دخلت في مشروعات كبيرة بتكلفة لا تقل عن 100 مليار جنيه، في مجال المنتجعات وإسكان الشباب ومؤخرا وقعت وزارة الأوقاف بروتوكول تعاون مع الإسكان لبناء وحدات سكنية لجميع الفئات، وبدأت بـ20 قطعة من أراضى الأوقاف غير المستغلة التي تمنحها لوزارة الإسكان بنظام النسب، ويتم العمل بها حاليا في المنيا والزقازيق ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة تنفيذ العديد من المشروعات بمحافظتي الإسكندرية وكفر الشيخ، مشيرا إلى أن الهيئة تتعاون مع مطورين عقاريين منهم شركات “إعمار” و”بالم هيلز” و”سوديك” من خلال مناقصات عن كل مشروع.
وأشار إلى أن الهيئة دخلت في تعاون مع شركة ابن «سينا» لتوزيع الأدوية بتكلفة 110 ملايين جنيه، وتتعاون مع وزارة الصحة بتخصيص أراض لبناء مستشفيات متخصصة في السياحة العلاجية التي يتوافد عليها الأجانب، بالإضافة إلى تخصيص قطع أراض لبناء مدارس دولية، مؤكدا أن هناك تكتما كبيرا داخل الهيئة على تفاصيل البروتوكولات تلك.
"نقلا عن العدد الورقي.."