إبراهيم ربيع القيادي السابق بالجماعة: الجيل الحالي من شباب الإخوان تربى على كراهية كل ما هو مصري
- قسم الأخوات يدير شبكة أموال الجماعة الإرهابية
- أتمنى أن يكون لدى الشعب نفس صرامة القيادة السياسية لإنهاء سرطان الإخوان
- الكيان الصهيوني يختزل التاريخ في اليهود.. والإخوان يختزلون تاريخ الأمة في عناصرهم وكيانهم
- "راشد الغنوشي" يجيد الكذب واللعب بالألفاظ وعصام تليمة بوق لأمريكا وبريطانيا
- شركات ومدارس معروفة تاريخيًا بانتمائها للإخوان نقلت ملكيتها إلى مغمورين آخرين
- الإخوان أداة تعمل بالوكالة لتفكيك الارتباط بين الوطن والمواطن
- حزب الحرية والعدالة كان تنظيمًا سريا على منهج الجماعة.. وأتحداهم أن يعلنوا بشفافية أيديولوجيتهم الحزبية
أدار الحوار: ورود ياسين ـــ أحمد فوزي سالم
أعدته للنشر: هند نجيب
تصوير: أميرة سيد
كشف إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والقيادي السابق بالإخوان، الكثير من أسرار الجماعة، السياسية والاقتصادية، وفجر مفاجأة كبرى، مؤكدا أن قسم الأخوات هو من يدير شبكة أموال الجماعة الآن، وفتح حزينة أسرار التنظيم، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد لإعادة الدولة المصرية إلى مكانها، مسح الإخوان من ذاكرة الوطن للأبد.. ومن هنا بادرنا بالسؤال:
◘ لماذا تبخرت شعبية الإخوان في الشارع المصري في الوقت الحالي؟
لفهم القضية، يجب معرفة الغرض من تأسس تنظيم الإخوان المسلمين، من الأساس، هو لم يكن نابعا من الشعب، ومن كان الهدف منه مصلحة وطنية ولا تعمير بلد، ولكنه تم تأسيسه ككيان وأداة تعمل بالوكالة، لتفكيك الارتباط بين الوطن والمواطن، لكي تقوم بعد ذلك الكيانات الوظيفية تحت مسمى "6 إبريل" وحركة كفاية والاشتراكيون الثوريون، بإثارة الفوضى، ونشر روح الإحباط واليأس تمهيدا للإنتحار القومي، وهذا هو الهدف الإستراتيجي للجماعة.
ومنذ عام 1930م كان حزب الإخوان وليدا جديدا، أوعز وقتها المدير الإنجليزي لهيئة قناة السويس البارون دي بنوا، إلى حسن البنا للتسجيل في الشئون الاجتماعية لمساعدته ماليا، وبعد مرور 6 أشهر، استدعاه مسيو بلوم، سكرتير البارون، الأمر الذي ذكره حسن البنا في مذكراته "الدعوة والداعية" والتي أكدتها أيضا الوثائق البريطانية التي أفرج عنها عقب مرور 50 عاما، أن البارون تبرع بمبلغ 500 جنيه كمساعدة مبدئيه لحسن البنا، وهذا ما يفسر الانفضاض الشعبي عنهم وقتها، بعد قبولهم مساعدة دولة، كانت تحتل مصر، وهذا بالضبط ما مارسته، وفهمه الشعب بعد 25 يناير، 2011، لذا أقول لو كانت الجماعة لها حزب شعبي نابع من الأمة، ويدافع عن مصالح الوطن، ويحمل همومه لوجد الشعب يحميه ويدافع عنه.
◘ وهل هذا يكفي لما نراه من تحول وانصراف تام عن الإخوان بعد الثورة؟
هناك أشياء أخرى، أهمها الاستغلال واللعب بالدين، بجانب اللعب على تناقضات الأنظمة الحاكمة، هؤلاء عندما تمكنوا من السلطة، عقب ثورة 25 يناير ظهر للشعب النوايا الحقيقية للإخوان، التي لم يكن ليصدقها قبل قيام الثورة، منها الخيانة والعمالة؛ كانوا يريدون إمساك الدولة من فوق النخاع الشوكي، بحيث لا تستطيع الهروب، ولكن الشعب فهم الأمر جيدا.
وكانت انتفاضته في ثورة 30 يونيو، التي وقف فيها الجيش مع الشعب وقد كان ما كان، ولو كان الإخوان فعلا يعبرون عن الشعب، كان انتموا إليه، والمليارات التي دفعت للتعاقد مع 7 شركات علاقات عامة أمريكية 4 منهم من خلال دولة قطر و3 شركات من خلال تركيا، كشفت للشعب أنهم يعملون لحساب القوى الاستعمارية ممثلة في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل المثلث الاستعماري، ومن يخدم عليهم من دول أوروبية منها ألمانيا وغيرها وإقليميا دولتي تركيا وقطر، وكل ذلك لتضليل المصريين وإثارتهم وإحباطهم، ولو كانوا ينتمون لهذا الشعب فعلا، لصرفوا هذه الأموال عليه، لذا فهم المصريون ذلك جيدا، وتحولوا عن الإخوان تماما، واعتبروها من الماضي.
◘ الإخوان تروج دائما أن حزب الحرية والعدالة كان يضم 55% من المصريين.. ما مدى صدق هذه المعلومة وأين هم الآن؟
غير صحيح، حزب الحرية والعدالة، كان تنظيمًا سريا، يعمل بطريقة الجماعة تمامًا، وأتحداهم أن يعلنوا بشفافية أيديولوجيتهم الحزبية، قبل عام 2013 كانوا يسيطرون على الساحة السياسية، ولديهم 80% من أعضاء البرلمان، و100% من مجلس الشورى، ورغم ذلك لم يعلنوا برنامج الحزب، ولا كيفية اختيار كوادره، وأكبر مثال على ذلك الانتخابات التي دارت بين عصام العريان ومحمد سعد الكتاتني، على رئاسة الحرية والعدالة، وخلالها تم توجيه المناطق والشعب الإخوانية، في المحافظات لرفع نسب التصويت في مناطق بعينها، لتكون الأغلبية في النهاية لصالح محمد سعد الكتاتني، على الرغم من أن الشباب، كان لديهم حماسة شديدة تجاه عصام العريان، لأنه رمز شبابي ومنفتح عليهم، أكثر من الكتاتني، وبالمناسبة هم لم يكن كذلك، بل كان وصوليًا أكثر من سعد الكتاتني نفسه، وبالتالي هذا الزعم مستحيل، ولم يكن هناك أعضاء من خارج الإخوان، إلا إذا كان أحدهم في لجنة الشباب، أو ما شابه وبنسب ضعيفة للغاية، ولكن في قوام الحزب من الهيئة العليا للحزب والمحافظات والقرى، لا يوجد غير عضو الإخوان، والمنتظم الحاصل على الختم، ولا يوجد أي مكان للمنتسب بالأساس حتى يفتحوها للعوام.
◘ الشيخ محمد سعيد رسلان قال إن المتعاطفين مع الإخوان جهلاء بعضهم يرتقى لمرتبة الخيانة.. كيف تراهم أنت؟
بعض التعاطف مازال موجودًا حتى الآن مع الإخوان لعدة أسباب، منها عدم قيام الإعلام بدور توضيحي، وتفكيك الوعي، وتصحيح الصورة الذهنية عن تنظيم الإخوان لدى الجماهير، فالجماعة هي الكيان الصهيوني في مصر، وعندما نقارن بينهما نجد أن «تيودور هرتزل» مؤسس الصهيونية، كان شخصًا غامضًا، ولا يعرف له شكل، نفس الأمر نجده في مؤسس الإخوان حسن البنا، ليس معروفًا «أصله وفصله»، وكلا الكيانين منغلقان على أنفسهما، وكلاهما يهربان إلى الأمام، ويرفضان الاعتراف بأخطائهم وتحمل المسئولية، والكيان الصهيوني يختزل التاريخ في اليهود، والإخوان يختزلون تاريخ الأمة في عناصرهم وكيانهم.
كشف إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والقيادي السابق بالإخوان، الكثير من أسرار الجماعة، السياسية والاقتصادية، وفجر مفاجأة كبرى، مؤكدا أن قسم الأخوات هو من يدير شبكة أموال الجماعة الآن، وفتح حزينة أسرار التنظيم، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد لإعادة الدولة المصرية إلى مكانها، مسح الإخوان من ذاكرة الوطن للأبد.. ومن هنا بادرنا بالسؤال:
◘ لماذا تبخرت شعبية الإخوان في الشارع المصري في الوقت الحالي؟
لفهم القضية، يجب معرفة الغرض من تأسس تنظيم الإخوان المسلمين، من الأساس، هو لم يكن نابعا من الشعب، ومن كان الهدف منه مصلحة وطنية ولا تعمير بلد، ولكنه تم تأسيسه ككيان وأداة تعمل بالوكالة، لتفكيك الارتباط بين الوطن والمواطن، لكي تقوم بعد ذلك الكيانات الوظيفية تحت مسمى "6 إبريل" وحركة كفاية والاشتراكيون الثوريون، بإثارة الفوضى، ونشر روح الإحباط واليأس تمهيدا للإنتحار القومي، وهذا هو الهدف الإستراتيجي للجماعة.
ومنذ عام 1930م كان حزب الإخوان وليدا جديدا، أوعز وقتها المدير الإنجليزي لهيئة قناة السويس البارون دي بنوا، إلى حسن البنا للتسجيل في الشئون الاجتماعية لمساعدته ماليا، وبعد مرور 6 أشهر، استدعاه مسيو بلوم، سكرتير البارون، الأمر الذي ذكره حسن البنا في مذكراته "الدعوة والداعية" والتي أكدتها أيضا الوثائق البريطانية التي أفرج عنها عقب مرور 50 عاما، أن البارون تبرع بمبلغ 500 جنيه كمساعدة مبدئيه لحسن البنا، وهذا ما يفسر الانفضاض الشعبي عنهم وقتها، بعد قبولهم مساعدة دولة، كانت تحتل مصر، وهذا بالضبط ما مارسته، وفهمه الشعب بعد 25 يناير، 2011، لذا أقول لو كانت الجماعة لها حزب شعبي نابع من الأمة، ويدافع عن مصالح الوطن، ويحمل همومه لوجد الشعب يحميه ويدافع عنه.
◘ وهل هذا يكفي لما نراه من تحول وانصراف تام عن الإخوان بعد الثورة؟
هناك أشياء أخرى، أهمها الاستغلال واللعب بالدين، بجانب اللعب على تناقضات الأنظمة الحاكمة، هؤلاء عندما تمكنوا من السلطة، عقب ثورة 25 يناير ظهر للشعب النوايا الحقيقية للإخوان، التي لم يكن ليصدقها قبل قيام الثورة، منها الخيانة والعمالة؛ كانوا يريدون إمساك الدولة من فوق النخاع الشوكي، بحيث لا تستطيع الهروب، ولكن الشعب فهم الأمر جيدا.
وكانت انتفاضته في ثورة 30 يونيو، التي وقف فيها الجيش مع الشعب وقد كان ما كان، ولو كان الإخوان فعلا يعبرون عن الشعب، كان انتموا إليه، والمليارات التي دفعت للتعاقد مع 7 شركات علاقات عامة أمريكية 4 منهم من خلال دولة قطر و3 شركات من خلال تركيا، كشفت للشعب أنهم يعملون لحساب القوى الاستعمارية ممثلة في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل المثلث الاستعماري، ومن يخدم عليهم من دول أوروبية منها ألمانيا وغيرها وإقليميا دولتي تركيا وقطر، وكل ذلك لتضليل المصريين وإثارتهم وإحباطهم، ولو كانوا ينتمون لهذا الشعب فعلا، لصرفوا هذه الأموال عليه، لذا فهم المصريون ذلك جيدا، وتحولوا عن الإخوان تماما، واعتبروها من الماضي.
◘ الإخوان تروج دائما أن حزب الحرية والعدالة كان يضم 55% من المصريين.. ما مدى صدق هذه المعلومة وأين هم الآن؟
غير صحيح، حزب الحرية والعدالة، كان تنظيمًا سريا، يعمل بطريقة الجماعة تمامًا، وأتحداهم أن يعلنوا بشفافية أيديولوجيتهم الحزبية، قبل عام 2013 كانوا يسيطرون على الساحة السياسية، ولديهم 80% من أعضاء البرلمان، و100% من مجلس الشورى، ورغم ذلك لم يعلنوا برنامج الحزب، ولا كيفية اختيار كوادره، وأكبر مثال على ذلك الانتخابات التي دارت بين عصام العريان ومحمد سعد الكتاتني، على رئاسة الحرية والعدالة، وخلالها تم توجيه المناطق والشعب الإخوانية، في المحافظات لرفع نسب التصويت في مناطق بعينها، لتكون الأغلبية في النهاية لصالح محمد سعد الكتاتني، على الرغم من أن الشباب، كان لديهم حماسة شديدة تجاه عصام العريان، لأنه رمز شبابي ومنفتح عليهم، أكثر من الكتاتني، وبالمناسبة هم لم يكن كذلك، بل كان وصوليًا أكثر من سعد الكتاتني نفسه، وبالتالي هذا الزعم مستحيل، ولم يكن هناك أعضاء من خارج الإخوان، إلا إذا كان أحدهم في لجنة الشباب، أو ما شابه وبنسب ضعيفة للغاية، ولكن في قوام الحزب من الهيئة العليا للحزب والمحافظات والقرى، لا يوجد غير عضو الإخوان، والمنتظم الحاصل على الختم، ولا يوجد أي مكان للمنتسب بالأساس حتى يفتحوها للعوام.
◘ الشيخ محمد سعيد رسلان قال إن المتعاطفين مع الإخوان جهلاء بعضهم يرتقى لمرتبة الخيانة.. كيف تراهم أنت؟
بعض التعاطف مازال موجودًا حتى الآن مع الإخوان لعدة أسباب، منها عدم قيام الإعلام بدور توضيحي، وتفكيك الوعي، وتصحيح الصورة الذهنية عن تنظيم الإخوان لدى الجماهير، فالجماعة هي الكيان الصهيوني في مصر، وعندما نقارن بينهما نجد أن «تيودور هرتزل» مؤسس الصهيونية، كان شخصًا غامضًا، ولا يعرف له شكل، نفس الأمر نجده في مؤسس الإخوان حسن البنا، ليس معروفًا «أصله وفصله»، وكلا الكيانين منغلقان على أنفسهما، وكلاهما يهربان إلى الأمام، ويرفضان الاعتراف بأخطائهم وتحمل المسئولية، والكيان الصهيوني يختزل التاريخ في اليهود، والإخوان يختزلون تاريخ الأمة في عناصرهم وكيانهم.
وكلا الكيانين يمارس الانتهازية والاضطهاد ويجيدون استخدام الهالة الإعلامية للتضليل والتشويش، الصهيونية في معناها السياسي هي جعل الدين هو الجنسية والهوية وإلغاء الحدود، والإخوان هم من أسسوا الصهيونية الإخوانية أن جاز التعبير.
الأمر الثاني، أن الإخوان يعملون من خلال شبكة مصالح مترابطة بينهم، على عدة محاور، الأول، الكارهين للوطن الذين تربطهم علاقة بالاشتراكيين واليسار، وأبناء مبارك، وهم لديهم شبكة علاقات، وتجمعهم جلسات المقاهي في وسط البلد، والمحور الثاني المنشقين، وليسوا الذين ابتعدوا عن التنظيم تماما، وتبرأوا منه، والمحور الثالث "دكاكين التمويل" غير الشرعي، الذي يخدم في النهاية، على تنظيم الإخوان، ويروج لأفكارهم، ويربك المواطنين، ويشوش فكرهم في حسم الموقف تجاه تنظيم الإخوان، أما المحور الرابع، يتخلص في المؤسسات غير الشرعية الموالية للجماعة، مثل الجمعية الشرعية، وأنصار السنة، والسلفيين، وهؤلاء مثل أي تنظيم سري، يجب حله وتسلم أمواله وشبكة علاقاته للدولة.
◘ معنى ذلك أنك تؤيد رواية اختراق السلفيين والتنظيمات الدينية الأخرى من الإخوان؟
بالتأكيد، حازم أبو إسماعيل نفسه، وهو معبود السلفيين، كان «إخوانيا تنظيميا» وتم توجيهه من الجماعة، مع صفوت حجازي عام 2006، للظهور في القنوات الفضائية، متخذا سمتًا سلفيًا، عقب تأسيس قناة الناس، عن طريق ممول سعودي، وكان الهدف مواجهة توغل شيوخ السلفيين، من أمثال محمد حسين يعقوب، ومحمد حسان، ونجحوا في ذلك، وامتلكوا قاعدة جماهيرية، وأصبحت لهم شعبية جارفة.
◘ ولكن البعض يرى أن الإخوان كانت تتعمد توريط السلفيين في مواجهات مع المجتمع والسلطة في آن واحد.. ما هدف الاختراق إذًا؟
الهدف سحب البساط من تحت أرجلهم، ولكنهم في الواقع كانوا يهدفون لإرباك شيوخ السلفيين، بالأسئلة التي لا يستطيعون الإجابة عنها، مثل أسئلة هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد؟ فإذا جاوب بالموافقة، سيخسر شعبيته، وإذا أجاب بـ "لا"، سيقع في مشكلات عدة مع الإخوة المسيحيين والدولة، هذه الأسئلة كانت بواسطة القسم السياسي للتنظيم.
◘ وما موقف الإخوان أنفسهم من هذه الأسئلة وهم ينتمون لنفس التيار؟
ردهم الرسمي كان مطاطًا جدًا و"مايعًا"، عند التمكن من الحكم وفرض سيطرتهم، سيقولون هم كفرة ولا يجوز تهنئتهم، وعند الضعف والاستكانة، هم إخوة في الوطن ولهم مكانة، الإخوان يجيدون اللعب على المتناقضات، وتبرير الشيء ونقيضه ببراعة، وأكبر دليل على ذلك، انتخابات 2011، كان قيادات الإخوان، محمد مرسي ومحمد سعد الكتاتني، يظهرون في الصفوف الأولى باحتفالات أعياد الميلاد، وبعد تولي محمد مرسي الرئاسة، انتشرت فتاوى تحريم التهنئة في الكنيسة من شيوخ الإخوان.
◘ طوال عقود كان خيرت الشاطر عقل التنظم المالي.. من البديل الآن؟
هناك إستراتيجية في الجماعة، وقت الأزمات، يقود تنظيم الأخوات، اقتصاد التنظيم، والشركات، وإدارة أموال، وتلقي التمويل من الخارج والداخل ولو تتبعنا خيطا إخوانيا نسائيا، سنجد شركات بأسماء سيدات، وكانت قبل عامين باسم أحد رجال الإخوان، باختصار قسم الأخوات، هو المسئول حاليًا عن إدارة التنظيم ماليًا.
◘ وهل وصلت هذه المعلومة إلى لجنة إدارة أموال الجماعة؟
اللجنة عملت بكل أمانة والتزمت بالقوانين، وحاصرت بدرجة غير مسبوقة أذرع التنظيم المالية، لكن وقت تدشين اللجنة، هناك العديد من الشركات والمدارس، المعروفة تاريخيًا، أنها تابعة للإخوان، ونقلت ملكيتها إلى آخرين، لا يثبت عليهم تهمة انتمائهم للتنظيم.
◘ وهل هناك من يتولى الآن مهمة التنسيق السياسي بين الإخوان والأجهزة السيادية في الدولة؟
ليس لدي تحديد شخص، ولكن التنظيم السري في وقت الأزمات، لا يعلن عن أشخاص، ولكن بصفة عامة، القضية التي يتولاها شخص معروف تتحول إلى شخص آخر مغمور، حتى لو كان أقل كفاءة، المهم المحافظة على الاستمرارية في كل الملفات، ولو بشكل ضعيف.
◘ البعض يرى أن شواهد الأحداث توكد غلق ملف المصالحة من الدولة تمامًا وقطع أي طريق لعودة الجماعة.. كيف ترى ذلك؟
لا أعتقد أن الدولة ممثلة في القيادة السياسية والجيش، لديها أدنى رغبة في عمل تفاهمات من أي نوع مع الإخوان، هم اتخذوا قرارا نهائيا يوم 3/ 7 وكنت أتمنى للمؤسسات الإعلامية والمدنية والأحزاب أن يتخذوا نفس الموقف، بدلا من الميوعة الشعبية والأحزاب" وأتمنى أن يكون لدى الشعب نفس الصرامة لإنهاء سرطان الإخوان، خصوصًا بعد دماء الشهداء، والخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مصر بسبب هذا التنظيم.
◘ كيف ترى ملف الاختلاسات المالية داخل تنظيم الإخوان الذي ظهر مؤخرًا واستفحل بشدة وكشفته الجبهات المتصارعة في الجماعة؟
لا يوجد في تنظيم سري ملائكة، جميعهم شياطين؛ الاختلاسات المالية، وكل الموبقات، وترويج الشائعات، والاكاذيب، لغة حصرية عند التنظيم، ولك أن تعرف أن هناك أعضاء من الجماعة، استقلوا ببعض الشركات، التي وضعوا أيديهم عليها، وانشقوا بها عن التنظيم، وكان هناك أزمة شهيرة، في دار التوزيع والنشر الإسلامية، التي كان ممثلها القانوني، أحد أعضاء مكتب الإرشاد، وأواخر التسعينيات كان المدون في السجل، والترخيص باسم "صلاح شادي"، وهو أحد الضباط الإخوان في عهد الملك فاروق، وعضو الهيئة التأسيسية، ولما توفي، استولى نجله على الشركة، ورفض إعادتها للتنظيم.
◘ وماذا يكون رد فعل التنظيم تجاه من يسيطرون بهذه الطريقة على شركاتهم وأموالهم؟
يشنون حملات تشويه ضده داخل التنظيم، لبعض الوقت دون أن يتمادى في الضغط على من يستولون على الشركات من أعضائهم، خصوصا أنهم يخافون دائمًا من ردود الأفعال، التي قد تكشف عن اسرار متعلقة بالكيان والمشروع، لأجهزة الدولة.
◘ كيف ترى موقف المكتب العام للجماعة تجاه القيادات التاريخية وحال الحرب بينهما؟
الموضوع يمكن مناقشته من شقين، تاريخي وفلسفي يرتبط بفلسفة التنظيمات السرية، الشق التاريخي، يؤكد أن إخوان الخارج، يشعرون دائما بالامتعاض، من سيطرة إخوان مصر، على كل المناصب في التنظيم الدولي، فالنسبة الأعلى دائما من مكتب الإرشاد والمرشد، وفقا للائحة يكون من إخوان مصر، بينما الأذرع في تونس والجزائر وسوريا ولبنان، لديهم بعض الطموح لتولى هذه المناصب، ولكن كانت اللائحة، تحول دون تحقيق ذلك، والتي تنص أن تولية 12 عضوا من مصر، من أصل 16 عضوا في مكتب الإرشاد، بجانب أن يكون المرشد مصريا.
أما الشق الفلسفي، لا يوجد تنظيم سري يشوه نفسه، أو يحدث انقسامات، على الرغم من أن الانشقاق والانشطار عن التنظيم حقيقة تاريخية، فإن كل من خرج بكيان، كان أشرس من تنظيم الإخوان، ولكنهم وقت الأزمات، يُخدّمون على الإخوان، وهذا ما يحدث الآن.
◘ ولكن عصام تليمة ومجموعته من إخوان مصر وهم أساس الأزمة؟
عصام تليمة أمر مختلف، فهو تم توظيفه في الوقت الحالي، كأداة لخدمة مصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وذيلها قطر، من خلال قناة الجزيرة لعمل نوع من الشوشرة، تواكب ظهور شباب الإخوان، وهم يتمردون لاتخاذ موقف حاسم شكلا وموضوعا من التنظيم، وفي رأيي الجيل الحالي من شباب الإخوان، هو الأسوأ في تاريخ الجماعة، هم متوحشون، لأنهم تربوا على الحقد والكراهية، لكل ماهو مصري، والخيانة نمت تحت جلودهم، بجانب أنهم مدعومين، من جميع أجهزة المخابرات في العالم، لذا وضعوا لهم 7 شركات علاقات عامة، تسوغ رسالتهم الإعلامية، والحدث الميداني، وتجهز لهم الملفات، وتعلمهم كيفية مخاطبة الشباب والمرأة.
◘ ولكن الكبار لديهم الغلبة في فرض موقفهم السياسي والتنظيمي حتى الآن؟
الأجيال السابقة للإخوان "غلابة" أمام الجيل الحالي، الكاره للجيش والشرطة كعقيدة، وليس لديهم موائمات سياسية، لذا الكبار يتحكمون في العصا بقدرتهم على التخفي والبراجماتية، لكن الجيل الجديد، تربى على عقيده بداخله، تجعله يرغب بشدة، في هدم الجيش والشرطة، وكل مؤسسات الدولة.
◘ إخوان تونس تركوا الدعوة وأصبحوا حزبا سياسيا.. هل يمكن نسخ نفس التجربة في مصر؟
لا أنظر للتجربة التونسية بهذا الشكل، "راشد الغنوشي" أكثر شراسة وراديكالية في الإخوان من جماعة مصر، وهو رجل يجيد الكذب واللعب بالألفاظ على أعلي مستوى، ولا تصدقوا أنه أصبح سياسيا، بأي حال كيان الإخوان يجب أن ينتهي تماما.
◘ معنى حديثك أن فرص الإخوان في الاندماج مع المجتمع انتهت تمامًا؟
يسلمون أوراقهم وأموالهم، والمجرمين الذين ارتكبوا الجرائم منهم، إلى الدولة أولا، وبعدما يحق لمن يرغب منهم ممارسة السياسة، الانتماء إلى الحزب الأقرب إلى مبادئه أو تأسيس حزب جديد، دون أن يكون له مرجعية، أو علاقة بالتنظيم القديم.
◘ وماذا عن الأحزاب المنطقة من أيديولوجية إسلامية والقائمة بالفعل؟
جميعهم دكاكين تنظيمية، ثم ماذا قدموا لنا حتى نثق أنهم ليسوا تنظميين؟ الدول المستقرة والمتقدمة مثل ألمانيا وإنجلترا وروسيا لديهم معايير صارمة لتأسيس الأحزاب، أما في مصر، فمازلنا نعاني من السيولة السياسية والأخلاقية والمالية.
◘ التعامل الرخو مع التنظيم وعدم إجباره على انتهاج سياسة شرعية علنية وفقا للقانون من سوءات عصر مبارك.. هل تتفق مع ذلك؟
بالطبع، الإخوان بسبب هذه الطريقة انتشروا في العشوائيات، وانطلقوا يملأون الفراغات التي تركتها الدولة، في التعليم والصحة والخدمات والعمل الأهلي، وكل ذلك كان يحدث بتطوطؤ من النخب والمفكرين والمثقفين.
◘ النخبة ترى دائما أن مناخ الحريات والتضييق عليهم لا يسمح لهم بالقيام بدورهم؟
المناخ لا الذي يتوفر يتصنع، كانوا يحصلون على أموال الدولة وجوائزاها، ثم ينتقدونها وهذا العبث بعينه، لو أرادوا عمل شيء لفعلوا.
◘ نهاية.. الإخوان إلى أين؟
هذا السؤال سيظل معلقا، حتى يحسم الإعلام موقفه، ويظهر محددات واضحة في التعامل مع الإخوان باعتبارهم تنظيمًا سريًا يعمل على تفكيك الوطن؟!