غادة والي: الاهتمام بالمكون الاجتماعي والثقافي لمكافحة الإرهاب
ترأست وزيرة التضامن الدكتورة غادة والي، الجلسة الختامية للملتقى العربي لدعم وتشجيع ثقافة الحوار بصفتها رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، ورئيس اللجنة المكلفة بتنفيذ قرار القمة العربية رقم 699.
وأوضحت في كلمتها أنها سعيدة بالوجود في مقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ذلك الصرح الكبير، الذي يمثل إحدى أذرع المنظومة الفنية لجامعة الدول العربية، مؤكدة أهمية التعاون معها بما يضمن جهود مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب لتحقيق التنمية الاجتماعية في الدول العربية.
وأعربت عن ارتياحها لما قدم من أوراق عمل أعدها الخبراء وتم مناقشتها في الملتقى وأنها بصفتها رئيس اللجنة المكلفة من القادة العرب في قمة الأردن بمتابعة تنفيذ قرار القمة رقم (699) بشأن الإرهاب والتنمية الاجتماعية، وفى إطار تنفيذ الإعلان العربي الذي أقرته القمة تحت عنوان "دعم العمل العربي للقضاء على الإرهاب" ترى أن هذه الأوراق ستمثل خطوة مهمه في أرساء ثقافة الحوار المبنية على التسامح وقبول الآخر ونشر الأفكار الإيجابية التي تنبذ العنف.
وأكدت "والى" أن ما شهدته ومازالت تشهده الدول العربية بل دول العالم أجمع من عمليات إرهابية غاشمة استهدفت الأبرياء والعزل يكشف أنه لن يتسنى لنا القضاء على أفتى التطرف والإرهاب إلا بمواجهة الفكر المظلم بالفكر المستنير ونشر ثقافة الحوار كإحدى آليات فض النزاعات، وبما يتيح الانفتاح على الآخر نفسيًا وفكريًا.
وأضافت أنه انطلاقا من ذلك جاءت محاور الملتقى لتأخذ في الاعتبار وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها فى العلاقات الاجتماعية وما قد تسببه من تطرف جاء نتيجة استغلال التنظيمات الإرهابية لغياب الفكر المستنير لدى الشباب وخاصة الشباب في مناطق النزاعات والاحتلال، وفى المناطق الفقيرة والمهمشة.
وقالت أرى أن إيجاد آلية لرسم خرائط حول الثقافات المختلفة، ليس فقط بين الدول بعضها البعض بل داخل الدولة الواحدة، فلابد من مراعاة الفوارق بين الريف والحضر، ووضع وسائل استهداف سليمه يأتي في مقدمتها التعليم ثم التعليم، فهو الأساس الذي يشكل الأفكار ويمثل القضاء على الأمية وعلى الفقر بمختلف أبعاده أيضًا إحدى الوسائل الناجحة للقضاء على الفكر المتطرف المؤدى إلى الإرهاب.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أن ما تم استعراضه من تجارب عربيه خلال الملتقى، وما تم تحقيقه من إنجازات وما تم مواجهته من تحديات يؤكد ضرورة دعم المؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية كشركاء رئيسيين في هذه العملية وأنه لا يمكن إغفال دور رجال الدين والفكر والنخبة من المثقفين والفنانين وغيرهم من النماذج التي تؤثر في وجدان أطفالنا وشبابنا، ولا يمكن إغفال أيضًا تمكين المرأة وتثقيفها وتعليمها فهي نواة ثقافة الأبناء والأسرة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأضف إلى كل ذلك الانفتاح على العالم وعلى كل ما يدور به لنأخذ منه ما يناسبنا ونعظم ما يعكس كل ما هو إيجابي في ثقافتنا.
وقالت والى: "انطلاقا مما تقدم فيجب أن تكون توصياتنا محدده ليس فقط بالنسبة للجهات والأشخاص اللذين سيقومون بعملية التنفيذ بل أيضًا إلى من ومتى وكيف ستوجه حتى نحقق الأهداف المرجوة".
وطالبت "والى" فريق الخبراء برئاسة الدكتور مفيد شهاب وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب بأخذ ذلك في الاعتبار وبلورته في التوصيات التي ستشكل مدخلا رئيسيا في تصور خطة العمل العربية الشاملة للقضاء على الإرهاب وبالتركيز على التحليل الاجتماعي للظاهرة والتي سترفع إلى القمة العربية كداعم رئيسي للجهود الرامية للقضاء على الإرهاب.
وفى ختام كلمتها أكدت والى على أن الحكومات على قناعة كبيرة بأن الجهد الأمني ضروريا واساسيا الا أنه ليس كاف وحده وانه لابد من الاهتمام بالمكون الثقافي والاجتماعي والتعليمي كمدخل أساسي في مكافحة الإرهاب.
كما وجهت الشكر إلى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وإلى مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب وأنها ستحرص على رفع تقرير إلى القادة العرب في القمة العربية القادمة بالرياض، لاطلاع القادة العرب على هذا الجهد المهم لتأكيد العزيمة العربية على مختلف الأصعدة للقضاء على التطرف والإرهاب واستكمال مسيرة التنمية العربية، رغم كل التحديات لينعم المواطن العربي بالأمن والأمان وتنشأ أجيال عربية في سلام وتؤكد سماحة الأديان.
وأثناء استقباله لوزيرة التضامن سلم رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله البنيان درع الجامعة لوزيرة التضامن غادة والى تقديرًا لجهودها في دعم مسيرة العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك، في مأدبة غداء رسمية حضرها د مفيد شهاب رئيس لجنة الخبراء ود صابر عرب مقرر اللجنة ودكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة الأشهر ولفيف من عمداء الكليات ووكلائها.
تم مناقشة تفعيل التوصيات الناجمة عن ورشة العمل حول ثقافة الحوار وسبل ترجمتها لمشروعات وبرامج على الأرض تستفيد منها كل الدول العربية.