ستيفن كوهينج.. العالم يبكى أسطورة علمية هزم المحنة
هو مثال للعبقرية البشرية، التي لا يمنعها مرض أو عجز من الابتكار والاكتشاف، فرغم الشلل الكامل للعالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن كوهينج، إلا أنه من أكبر العلماء على مستوى العالم ووصل لمناصب حصل عليها رموز العلم أمثال نيوتن وأنشتاين، تهافتت عليه الشركات وسعت لتوفير كافة السبل من أجل الاستفادة بعمله، إضافة على ذلك كان له مواقف واضحة من القضية الفلسطينية وتوحد العالم.
وأعلنت أسرة هوكينج الذي توقع نهايو العالم في 2030، أعلنت صباح اليوم الأربعاء وفاة عالم الفيزياء الشهير، وقالت إنه توفي بسلام خلال نومه بمنزله في كامبريدج.
مؤهلاته
ودرس هوكينج المولود في 8 يناير عام 1942، في جامعة أوكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، ثم أكمل دراسته ليحصل على الدكتوراه في علم الكون بجامعة كامبريدج، وله العديد من الإسهامات العلمية فيما يتعلق بالكون والثقوب السوداء.
وفي عمر الـ32، حصل هوكينج على الزمالة بالجمعية الملكية، أبرز معهد أكاديمي في بريطانيا، وفي عام 1979 عين أستاذا للرياضيات في جامعة كامبريدج، وهو نفس المنصب الذي شغله إسحاق نيوتن.
بروزه
وبرز اسم ستيفن هوكينج خاصة، بعدما نجح في التغلب على عائق مرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض مميت أُصيب به في الحادية والعشرين من عمره، حتى إن الأطباء توقعوا أنه لن يعيش أكثر من عامين آخرين.
وأصبح هوكينج أبرز الخبراء في العالم في مجال الجاذبية والثقوب السوداء -وهي مجالات تتعلق بالقوانين العادية للفضاء والزمن.
مرضه
ورغم إصابته بمرض العصبون الحركي المزمن عندما كان يبلغ من العمر 21 عاما، ما جعله قعيدا وفي حاجة إلى استخدام تقنية للتواصل، فإن هوكينج لم يستسلم لحالته الطبية، بل عمل جاهدا لإيصال أفكاره المبدعة واكتشافاته الرائدة في المجال العلمي إلى الناس، وبفعل المرض أصبح العالم البريطاني الشهير مقعدا تماما وغير قادر على الحركة، ومع تطور مرضه، وبعد إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهاب القصبة، أصبح هوكينج غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، أي أصبح غير قادر على الحركة تمامًا.
وقامت شركة "إنتل" للنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقًا في الجهاز تمثل كلمات وأوامر.
علاقته بإسرائيل
وكان هوكينج علاقته معقدة بإسرائيل، ففي 2013 قاطع مؤتمرا بالقدس يكرم الرئيس الصهيوني السابق شيمون بيريز، بمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاده الـ90، وتلقى عدة خطابات من أكاديميين فلسطينيين، دعوه لاحترام المقاطعة وعدم حضور المؤتمر.
وفي عام 2009 خلال لقاء له مع قناة الجزيرة أدان الهجمات الإسرائيلية على غزة، أوضح أن الوضع في جنوب السودان لا يجب أن يستمر بهذا الشكل.
وخلال العام الماضي دعا هوكينج الملايين من متابعيه على فيس بوك للتبرع بأموال لتقديم سلسلة من المحاضرات من أجل الطلاب الفلسطينيين بغزة.
وزار هوكينج إسرائيل 4 مرات آخرها عام 2006، وألقى محاضرات بجامعات إسرائيلية وفلسطينية.
جوائز حصل عليها
وكان على علاقة جيدة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقدم له مدالية الحرية عام 2009، تكريما لإنجازاته.
نقده لترامب
وقال هوكينج إن شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفوق فهمه، وأظهر ازدراء للرئيس الأمريكي وقت الانتخابات الرئاسية، وأجاب عن سؤال وجه له خلال لقاء مع تليفزيون "أي تي في" البريطاني حول سر جاذبية رجل الأعمال الثري، قائلا إنه همجي ويناشد الفئة الدنيا من المجتمع الأمريكي.
كما عبر عن قلقه بشأن انسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ، وقال أن ترامب لجأ لهذا القرار لاسترضاء ناخبيه.
موقفه من الاتحاد الأوروبي
وفي مايو 2016 جدد هوكينج جدد مناشدته للناخبين البريطانيين لدعم تمويل الاتحاد الأوروبي للمشروعات المتعلقة بالعلم والاقتصاد والأمن.
وعن البريكست فرفضه هوكينج وأكد أن العالم يحتاج للتوحد في منظمة كبرى تتعاون في مجال الأمن والتجارة والخروج عنها ليس لمصلحة العالم.
مؤلفاته
ومن أبرز مؤلفات هوكينج العلمية كتاب "تاريخ موجز للزمن" الذي نشره عام 1988 وأوضح فيه مبادئ الكون بشكل سلس ومبسط، وحقق مبيعات خيالية، وكتاب "الثقوب السوداء والأكوان الناشئة" عام 1993، وكتاب "الكون في قشرة جوز" عام 2001، و"التصميم العظيم" بمشاركة ليونارد ملودينو عام 2010.
أثار موت العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، سيلا من التعليقات على مواقع التوصل الاجتماعي، وأشاد المعلقون ما قدمه عالم الفيزياء الذي سعى لتفسير بعض من أعقد الأسئلة عن الحياة واصفين إياه بأنه أعظم العلماء في جيله.
وكان هوكينج، عاش حياة حافلة بالعطاء والاستكشاف بعد أن وضع الأطباء حدا افتراضيا لحياته وأنها ستنتهي في سن مبكرة.
وفيما يلي تعليقات على وفاته:
* أبناؤه لوسي وروبرت وتيم:
كان عالما عظيما ورجلا غير عادي سيبقى عمله وإرثه لسنوات طويلة. كانت شجاعته ومثابرته مع التألق وروح الدعابة اللذين تحلى بهما مصدر إلهام للناس في أنحاء العالم. لقد قال يوما ‘لن يكون للكون معنى ما لم يكن مقاما للناس الذين تحبهم‘.. سنفتقده كثيرا".
* تيم بيرنرز لي مخترع الإنترنت:
فقدنا عقلا جبارا وروحا رائعة. ارقد بسلام يا ستيفن هوكينغ.
* البروفسور ستيفن توب نائب رئيس جامعة كمبردج:
كان البروفسور هوكينغ شخصية فريدة سنذكره دوما بحميمية وبحب ليس فقط في كمبردج لكن في جميع أنحاء العالم. مساهماته الاستثنائية في المعرفة العلمية ونشر العلوم والرياضيات بين عامة الناس تركت إرثا لا يمحى. كانت شخصيته إلهاما للملايين. سنفتقده كثيرا".
* البروفسور اللورد مارتن الأستاذ المتفرغ في الكونيات والفيزياء الفلكية في جامعة كمبردج:
بعد أن التحقت كطالب دراسات عليا بجامعة كمبردج عام 1964صادفت زميلا يسبقني بعامين في الدراسة كان يمشي بخطوات مهتزة ويتحدث بصعوبة كبيرة. كان هو ستيفن هوكينج...
عصفت المأساة بحياة ستيفن هوكينغ حينما كان في الثانية والعشرين. أصيب بمرض قاتل وتبددت أحلامه تماما. قال هو نفسه إن ما حدث بعد ذلك كان منحة. لكن حياته كانت مسيرة انتصار. سيخلد اسمه في سجلات العلم. لقد اتسعت الآفاق أمام الملايين بفضل كتبه الرائجة كما استلهمت ملايين أخرى حول العالم من نموذج فريد للإنجاز رغم كل الصعاب - مظهر من مظاهر قوة الإرادة والتصميم".
* إدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا:
"لقد طورت نظرياته عالما من الاحتمالات التي نكتشفها نحن والعالم. لتواصل التحليق مثل سوبرمان في الجاذبية الصغرى كما قلت لرواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية عام 2014.
* تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا
كان ستيفن عقلا متقدا استثنائيا وواحدا من أعظم العلماء في جيله. شجاعته وروحه المرحة وتصميمه على أن يأخذ من الحياة أقصى ما يستطيع كانت مصدر إلهام. إرثه لن يغيب".