مواطن بلا رئيس
يقولون إن مرسى تناول قضية إفلاس مصر على طريقة «كايدة العزال أنا من يومى»، ويقولون إنه قال إن مصر لن تركع أبداً، وتجاهل أنها تركع لله مع أنه المتوكل على الله، ويقولون إنه قال: ألا إنهم هم المفلسون، ويقولون إنه عندما قال ذلك صفق له أهله وعشيرته من الحضور، على أساس أن مرسى بما قال إنما أطعم الجوعى، وسقى العطشى، وغمر مصر ببركاته، وبركات كبيرهم الذى علمهم.
ولأننى بفضل الله لم أكن من المتورطين فى انتخاب هذا الرجل رئيسا لمصر، فإننى والحمد لله أشعر أننى مواطن بلا رئيس، وفى هذا خير كبير، فما أجمل أن ترى المعذبين بنيرانه حتى لو كانوا أشقاءك.. أو كتابك المفضلين، الذين حاولوا أن يسوقوك إلى مذبح توريط مصر فى رئيس عصابة، لا رئيس دولة.
عندما تعيش وليس فى ذهنك رئيس، أنت حر كما لو كنت طائرا يمتلك السماء كلها، يتجول فيها، فلايجد إخوانا ولا مرشدين، ولا ذقون مضروبة، ولا أراجوزات ملتحية .. ما أجمل أن تكون «مواطن بلا رئيس».
عندما تكون "مواطن بلا رئيس"، لن يشغلك أن يتعامل مع مواطنيه الذين لست منهم.. بشىء من الفكاهة، أو السخرية، أو الاستهانة، كأن يقول «أبلج ولجلج» ومثل هذه الألفاظ التى يتصورها العامة ألفاظا خادشة للحياء.
المهم أن رئيسهم مرسى قال لهم فى مجلسهم الذى كان شورى، وأصابته خضة التشريع، فأصبح «مشرعاً» إن مصر لن تفلس أبدا، ونحن نقول لرئيسهم مرسى: إن مصر فى ظل حالة الاستهبال، والعبط السياسى، والسطحية الاقتصادية، وتجار الشنطة من جماعتك غير الموقرة، لن تفلس فقط وإنما ستباع محافظة تلو الأخرى.
إن مصر بفضل ترهلكم الإدارى وسذاجتكم الاقتصادية، لن تحظى بشرف أنها دولة مفلسة، وسيكون الإفلاس قيمة عظيمة لن يطولها من يحكمهم مرسى، ولا المتعاطفون معه.
وميزة أن تكون بلا رئيس ألا « يعلم» عليك أحد بما قاله رئيسك، خاصة لو كان رئيسك من ذلك النوع الذى جاء منه مرسى، أو من على شاكلته، أو من يتصور أن مصر لن تفلس، لأن رئيسها يصلى الفجر وسط حراسة مشددة، كما يصلى الجمعة وسط حراسة أكثر تشديداً.
وعبقرية أن تكون بلا رئيس، أنك لا تبالى بما يهلفط به أى رئيس أو خفير، حيث لا يشغلك أن يكون رئيسهم واحدا من هذا النوع الذى يتسلى بالعباد بواقع خطبتين يوميا فى الصيف، وثلاث فى الشتاء، وأخيرا يكفيك.. وأنت بلا رئيس أنك لن تعترف بأن واحدا من جماعة محظورة استمد شرعيته منك كمواطن.
من أجل ذلك فإننى أدعو الفريق الذى لم يتورط فى انتخاب مرسى، أن ينضم إلينا لتكوين جماعة «مش رئيسى»، وهى الجماعة التى ستفخر بأنها تعيش فى وطن بلا رئيس.
