فتنة رامي جان تفجر معسكر الإخوان.. قناة الشرق تتملص من مسئوليتها عن الناشط القبطي وتعتبره «صنيعة الجماعة».. تكشف كواليس الساعات الأخيرة عن احتجازه في إسطنبول.. تسرب تقرير طبي صادم للإعلامي ا
لا يخصنا والإخوان هي المسئولة عن اختياره.. هكذا حاولت قناة "الشرق" التابعة لأيمن نور، والتي كان يعمل فيها الناشط القبطي "رامي جان"، قبل عودته المفاجئة للقاهرة، تجفيف الصدمة، وإبعادها عنها، ونقلها إلى ملعب آخر، عبر بيان نشرته في الساعات الأولى، من صباح اليوم الأربعاء، وبعد انتهاء لقاء «جان» على إحدى القنوات المصرية، والكشف عن كواليس ما يدور في الخارج، والمؤامرات التي تتعرض لها البلاد من جماعة الإخوان الإرهابية، وأعوانها.
أزمة مفتعلة
زعمت «الشرق» في بيان مطول، أن الأزمة مفتعلة من «جان» لتأمين عودته للقاهرة، دون المحاسبة على توحده في جبهات الإخوان طوال تلك السنوات، وحاولت إبعاد المسئولية عنها، مؤكدة أن الناشط القبطي، كان يعمل في قناة «مكملين»، إحدى أذرع الجماعة أيضًا، والتي كان يقدم برنامجًا استقصائيًا أسبوعيًا لدورة برامجية، ثم انضم لقناة "الشرق" لمدة دورتين برامجيتين قدم خلالها برنامج «غربة»، المعني بمشكلات وقضايا المصريين المغتربين والعرب بالغربة، كما كشفت العديد من الملفات بطرق ملتوية، منها الملف الطبي للناشط القبطي، وأنه حامل لفيروس سي، بهدف تفريع القضية وتشويش أي رؤية موحدة تجاهها.
وأضافت القناة: مع اقتراب نهاية الدورة البرامجية الحالية، لم يبد "رامى جان" رغبة في تقديم دورة جديدة، ولكنه لم يخطر إدارة الشرق، برغبته في ترك العمل، أو العودة لمصر، ولكن لوحظ لدى إدارة القناة أنه يمر بعدة أزمات شخصية ونفسية حادة؛ لأسباب تتصل بمشاجرة وقعت بينه وبين شخص تركي «مؤجر محل سكنه».
بلاغ كاذب
وتابعت في بيانها: عقب هذه المشاجرة نشر «رامي»، العديد من التغريدات تشير وتتهم المؤجر باقتحام غرفته ووضع أجهزة تنصت، وأشار في بعض هذه البوستات إلى أنه يتهم جماعة الإخوان –أو أفراد منها لم يحددهم– بالإيعاز لهذا الشخص بالتنصت عليه لصالحهم، فوجهت له القناة النصح بعدم التعجل في توجيه مثل هذه الاتهامات، حتى لا يُتهم بالبلاغ الكاذب من قبل المؤجر التركي، كما نصحوه بحل مشكلته مع المؤجر بشكل ودي، أو يترك هذا السكن لغيره.
واستكملت قناة "الشرق": قام «جان» خلافًا لنصيحة الإدارة الشخصية له بتقديم بلاغ رسمي في الشرطة التركية ضد المؤجر، وتبين للشرطة أنه يحمل إقامة سياحية منتهية الصلاحية منذ مايو 2017، ومخالف لشروط الإقامة القانونية –وهو ما لم يحط به علم إدارة القناة من قبل– وبناءً على ذلك احتُجز وأُحيل لشرطة الأجانب التي قررت ترحيله خارج تركيا.
وتابعت: تدخلت إدارة الشرق وأوكلت مكتب محاماة تركى شهير للدفاع عن «جان» وإنهاء أوراق إقامته القانونية لإلغاء قرار الترحيل، وبعد جهود وإتصالات متعددة تبين أن هناك سببًا طبيًا يمنع تجديد الإقامة وفقًا لتحليل فيروسات الكبد، ورغم هذا حصلنا على موافقة الجهات على إلغاء الترحيل، ولكن «رامي» أصر على السفر إلى مصر فورًا.
وبدت لإدارة القناة أنه أجرى اتصالات مع الإعلامي وائل الإبراشى لترتيب أمر عودته، ولم يعد راغبًا في أي حلول تم التوصل إليها مع الجهات الرسمي التركية، وقد تسلم بناء على رغبته كامل مستحقاته حتى بداية شهر مارس 2018 وتم توصيله لمطار إسطنبول للعودة كمسافر عادى إلى القاهرة بعد إلغاء إجراءات الترحيل الرسمية.
اتهامات مغلوطة
واردفت: رامي جان أراد أن يؤمن عودته بنشر بعض البوستات الموحية بما يسئ إليه ويشكك فيه، ويعطى انطباعًا غير صحيح، مغلفًا رغبته وحقه الطبيعى في العودة بأسباب سياسية ودينية وغيرها من الأغاليط التي لم يكن لها وجود حتى أيام قليلة من قراره بالعودة، وهذه هي الحقيقة دون مغايرة لما هو ثابت ومعلوم للجميع، خاصة أن فترة عمل رامى لم تشهد أي خلافات له مع الإدارة، ولم نلحظ عليه سلوكًا مهنيًا أو شخصيًا مرفوضًا سوى بعض الخلافات التي وقعت بينه وبين مساعدين له وأحد المترجمين، والتي انتهت بإحالته للتحقيق ووقفه عن العمل لمدة شهر، عاد بعدها لتقديم برنامجه واستكمال دورته البرامجية دون أدنى مشكلة.
وأضافت: قناة "الشرق" في العموم ليست مسئولة عما يفعله الآخرون، أو يتخذونه من قرارات شخصية، بل هي مسئولة فقط عما تفعله هي أو تقرره هي تجاه الآخرين، وما تقدمه من خلال شاشاتها.
واختتمت: "الشرق" شركة مساهمة بها أكثر من 300 مساهم مصري، هم الممول الأول لانطلاق القناة، واستمرارها، ولا يتناقض هذا مع ملكية شركة إنسان التركية لنسبة 96.5% من أسهم الشرق وهى شركة مملوكة لأيمن نور، ولها الحق الحصرى للإعلان على شاشة الشرق، وأى حديث عن تمويل وأرقام وخلافه هي محض أوهام، لا دليل عليها، وما ذكره الزميل رامى جان في شأن خلافات أو نزاعات على الملكية أو الإدارة لا أساس له، غير أوهام البعض ورغبتهم في ترويج شائعات، لزعزعة الثقة في هذه المؤسسة للنيل منها.
جماعة ضد الوطن
من ناحيته، قال إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان جماعة تعمل ضد الوطن، وليس بمستغرب هذه الأفعال التي قيلت وخرجت، وستخرج حتما، موضحًا أن القناع القديم للجماعة، تمت إزاحته عنها، وتبين للجميع، أنها جماعة مكيافيلية، ولا يهمها سوى مصالحها.
وأوضح "ربيع"، أن الإخوان لن تتوانى، عن تشويه كل من يخرج عن الخط المرسوم له على كل المستويات، وهي صاحبة مدرسة في ذلك، مؤكدًا أن الأيام المقبلة ستكشف عن المزيد من الأسرار التي لم يكن أحد يتوقعها أو يصدقها عن هؤلاء المدعين، قبل أعوام مضت، ولكنها الحقيقة الكاملة دون تزييف، بحسب وصفه.