رئيس التحرير
عصام كامل

اتهام يوسف وهبي بسرقة «أولاد الذوات»

فيتو

في مجلة "الهلال" عام 1945 كتب الفنان يوسف وهبي مقالا يحكى ذكرياته مع فيلم "أولاد الذوات" الذي عرض في 14 مارس عام 1932 وكان أول فيلما ناطقا قال فيه:


"لقد اقنع نجاح فيلمى "أولاد الذوات "و"الدفاع" الكثيرين بمستقبل صناعة السينما، فتم تأسيس ستوديو مصر كشركة مساهمة، إلا أن الاقتصادى طلعت حرب لم يفكر في استدعائى للمساهمة في إنتاج أفلام شركة مصر طوال حياته، ولم أدخل الاستوديو إلا بعد وفاته".

وأضاف: "يبدو لى أن زكي عكاشة هو صاحب السر في إعراض طلعت حرب عنى، وما أقنعنى بذلك أن زوجتى عائشة هانم فهمى التي كانت تسعى إلى إبعادى عن خشبة المسرح طلبت من طلعت حرب أن تساهم هي بعشرين ألف جنيه في شركة الاستوديو بشرط أن أتولى أنا ـــ يوسف وهبى ــــ إدارة الاستوديو فرفض طلعت حرب هذا المبلغ الكبير وقال: "إحنا مش عايزين مدير اتعلم في نابولى الضرب بالسكاكين".

وتابع: "يعلم الله أنى لم أتعلم البلطجة في نابولى ولا غير نابولى، ولست من زمرة البلطجية، إلا أننى وقتها فهمت أن طلعت حرب لم ينس لفرقة رمسيس إطاحتها لفرقة عكاشة التي كان راعيها ومؤسسها".

واستطرد في مقاله: "لقد كان النجاح له ضريبة عداءات البعض، لكنى كنت مستعد لصد أي هجوم على، وكانت هذه العداءات تدفعنى لأن أكون أكثر نجاحا.. وقد تعرضت لمؤامرة كانت جديدة على المجتمع ومبتكرة حين اتهمت بسرقة مسرحية "أولاد الذوات "واستعانوا بمؤلف ناشئ رفع قضية ضدى في المحاكم بتهمة سرقة موضوع المسرحية".

وواصل قائلا: "نظرت القضية في محكمة عابدين وكان المؤلف الناشئ صاحب الدعوى هو السعيد موسى الذي قال في المحكمة أيضا إن يوسف وهبى يستأجر بلطجية بشارع عماد الدين لضرب النقاد والصحفيين الذين ينتقدون مسرحياته".

وتابع الفنان القدير: "ويوم الجلسة وقفت أمام هيئة المحكمة وقلت لقد سبق يا سيدى الرئيس وقدمت عدة مسرحيات من تأليفى ومنها "المجنون، الاستعباد، انتقام المهراجا، أولاد الفقراء وأولاد الذوات وغيرها.. فما الدافع الذي يدفعنى إلى السطو على مسرحية ألفها غيرى بينما أستطيع أن أشترى حقوق التأليف من المؤلف بمبلغ زهيد لا يتعدى عشرين جنيها، فهل من أجل أن أوفر عشرين جنيها أسطو على فكرة لشخص لم يسبق له التأليف مثل السيد سعيد موسى، وأعرض نفسى للمشكلات.. قاطعنى القاضى قائلا: مفيش لزوم تكمل يا أستاذ، تقدر ترفع عليه قضية وتطلب التعويض اللى أنت عاوزه".

واختتم يوسف وهبي مقاله قائلا: "حكم القاضى بعد شهر على سعيد موسى بدفع 200 جنيه غرامة كتعويض لى، وفى نفس يوم الحكم جاء المدعو سعيد موسى إلى المسرح وارتمى على قدمى وهو يبكى ويستحلفنى أن أصفح عنه واعترف لى بأنه كان مخلب قط وان الذين رفعوا القضية أعطوه خمسة جنيهات نظير ادعاء تأليف المسرحية.. تنازلت عن القضية وعن التعويض بعدما علمت أن صديقى محمود كامل المحامى كان وراء كل هذه الخطط للتشهير بى وكانت المؤامرة تحاك في منزل السيدة روز اليوسف".
الجريدة الرسمية