رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «الكومبراتيف».. جمعية تعاونية أنشأها الاحتلال في بورسعيد (فيديو)

فيتو

"الكومبراتيف".. كلمة متداولة بين أهالي محافظة بورسعيد من الأطفال وهم في سنوات عمرهم الأولى وصولا إلى سن الشيخوخة، فجميهم يعرف ما هي "الكومبراتيف" التي يحصلون منها على حصصهم التموينية.


وبالرغم من أن "الكومبراتيف" كلمة معتادة بين أهالي بورسعيد، إلا أن المواطنون من خارج المحافظة لا يعرفون معني تلك الكلمة.

معنى الكلمة
"الكومبراتيف" كلمة مستمدة من اللغة الفرنسية من كلمة "l'association coopérative" وتعني "جمعية تعاونية"، وكانت متواجدة من قبل تأميم قناة السويس كجمعية تعاونية للعاملين بقناة السويس لتوفير مستلزماتهم من أطعمة.

المكان والتاريخ
وتقع "الكومبراتيف" بشارع صلاح سالم، وكانت مصممة من الخارج على هيئة الطراز المعماري الفرنسي، وكانت توفر كل شيء سابقا للأهالي، فكانت أشبه ما تكون بمول ضخم يضم المخبوزات والمعجنات والخضراوات والملابس حتى الخردوات.

وفي فترة تواجد الأجانب في بورسعيد قبل عام 1956 كان مسموح للعاملين بالجمعية الحصول على ما يحتاجونه طعام وشراب وغير ذلك بنظام التقسيط بحد أدنى 25% من الراتب الشهري.

الفرن
وكان ملحق بالكومبراتيف فرن، واللافت للنظر أن جميع الأفران في بورسعيد قبل تأميم قناة السويس كانت تستخدم الحطب، ماعدا جمعية "الكومبراتيف" التي كان الفرن بها يستخدم شعلة تنبثق من أسفل الفرن إلى ساحته رأسيا، وكانت أيضا في المركز مما يتيح توزيع عادل للحرارة بداخل الفرن.

الخبز في فرنسا
وحرص المسئولون على "الكومبراتيف" أن يكون الخبز "الفينو" الذي ينتجه الفرن كالخبز المصنوع في فرنسا، وذلك لتوفير الطعام للجالية الفرنسية التي كانت تحكم قناة السويس في ذلك الوقت من مهندسين وغيرهم.

تغيير النشاط
وفي أواخر الستينات من القرن الماضي بدأت النقابات في محافظات مدن القناة، تعلن رفضها التعامل مع العاملين بالهيئة الذين يُقسِّطون المستحقات المالية المطلوب دفعها منهم مقابل شرائهم الطعام والشراب من جمعية "الكومبراتيف" حيث ناقشت تلك النقابات حقوق العاملين، حيث أن العامل كان يأتي عليه آخر الشهر لا يجد المرتب الخاص به بسبب الأقساط الشهرية.

وبالفعل طالبت النقابه الخاصة بالعاملين بإلغاء النظام الخاص بتقسيط المستحقات المالية، وعقب ذلك انسحبت شركة "بنزينوت" صاحبة نشاط بيع الطعام للمواطنين، واقتصر نشاط الجمعية على صرف المقررات التموينية، وتأجير الأفران للأهالي.

الارتباط بالبورسعيدية
وعلى مر الأعوام التي مرت على بورسعيد الباسلة، ارتبطت "الكومبراتيف" بتاريخ وذكريات الأهالي، فالكلمة تتردد على ألسنتهم بشكل متكرر، وأصبح المكان الذي تقع فيه الجميعية علامة يهتدي بها التائهون.
الجريدة الرسمية