رئيس التحرير
عصام كامل

سمير زاهر يفتح خزائن أسراره: جمال وعلاء مبارك كانوا بيلعبوا كورة في «عزبة أبو الفتوح».. «حمايا» رفض زواجي من ابنته بسبب «الكورة».. والزواج أنقذني من «الإصلاح الزراعي

سمير زاهر
سمير زاهر

قطار ذكريات الكابتن سمير زاهر الذي انطلق الحلقة الماضية من «عشش رأس البر» وتنقل بين محطتي «دمياط» و«فيكتوريا كوليدج»، يمر في الحلقة الثانية بعدة محطات، أبرزها محطة «كرة القدم»، وبداية اللعب في نادي دمياط، ثم انتقاله للنادي الأهلي، وكذلك محطة «الأيام الأخيرة في الكلية الحربية».


«قطار زاهر» سيمر أيضا بمحطة «حسام أبو الفتوح»، ويكشف حقيقة العلاقة التي تربطه ورجل الأعمال الشهير، وحكاية توكيل «.B. M W» وسر غضب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق زكريا عزمي عليه، وكذلك حقيقة العلاقة التي تربطه والفنانة القديرة يسرا.

«حُب عمرى»
محطة الزواج التي أصر الكابتن «سمير» عدم تجاوزها دون أن يتحدث عنها باستفاضة، وكشف أنها لم تكن على طول الخط «جميلة»، وأن نجوميته في «كرة القدم» كادت أن تحرمه من «حب عمره»، وفقا لوصفه، وأنقذته سمعة عائلته «آل زاهر».

منتخب «العشش».. عائلة «زاهر» تلعب «كورة»
«كنا عيلة رياضية من الطراز الأول».. بالجملة السابقة بدأ «زاهر» يقلب في «أوراق الذاكرة» عن «حكايته مع الكورة» حيث قال: عندما يكون رب الأسرة رياضيا، فلا بد أن تجده حريصا على أن يمارس كل أولاده الرياضة، ولا أتجمل عندما أقول إن أسرتنا بالكامل رياضية.. أنا وأشرف لعبنا الكورة وبقية أشقائي كانوا أبطال رماية، وحققوا نتائج متميزة على مستوى الجمهورية.

«وأذكر هنا أن بداية لعبي كرة القدم كانت على يد مدير النشاط بالمدرسة كابتن «ميدو»، والذي أدين له بالفضل، كان رجلا محبا للرياضة ونقل حبه إلينا نحن التلاميذ، وكان لا بد أن يمارس كل واحد رياضة معينة، وعندما التحقت بـ«فيكتوريا كوليدج» كنت في فريق يضم «حسام أبو الفتوح» والفنان أحمد رمزي، وعلى فكرة كان لاعبا متميزا ونفس الكلام مع إسماعيل عثمان، الذي تولى بعد ذلك رئاسة «المقاولون العرب» والنادي الإسماعيلي، ومنها عرفنا البدايات مع كرة القدم.

مهارتى في اللعب سرعان ما انقلبت لـ«حالة عشق»، وبدأ الجميع يتحدثون عن أدائي، وتوقع عدد منهم بأننى سأكون «ذا شأن» في الملعب، وأن «النجومية» تنتظرني داخل المستطيل الأخضر وخارجه أيضا.. وقد كان».

خطة «شبارة»..و«فلوس محافظ دمياط»
«وأذكر هنا أيضا أن ابن عمتى جلال رخا سكرتير عام نادي دمياط، كان وقتها فريق دمياط يلعب في الممتاز، فأقنعني بضرورة اللعب في ناد رياضي، وقال وقتها: «ويا سلام لو هذا النادي هو دمياط»، وبالفعل انتقلت للعب في دمياط، وقدمت أداء عاليا بمقاييس تلك الأيام، وكنت هداف الفريق بلا منازع، رغم أننا كنا نعلب ببلاش، وطبعا من غير خطة ولا يحزنون.. وما زلت أتذكر رحلة عودتي من القاهرة حيث الكلية الحربية إلى دمياط؛ للمشاركة في مباراة وخطة الكابتن «شبارة» رحمه الله، تتركز في كلمات قليلة «المحافظ فوق.. لازم نكسب.. عشان نقبض» هي دى الخطة لأن المحافظ يحرص دائما على حضور المباريات وصرف المكافآت في حالة الفوز، وبالتالى خطة الكابتن شبارة تتلخص في ضرورة الفوز بأى شكل حتى نقبض».

«ولأنني كنت هداف دمياط «وصيتي» انتشر بين الأندية، وكنت محط الأنظار، بدأ النادي الأهلي يفاوضني، في ظل تمسك شديد من جانب دمياط بى لكن انفرجت أزمة المفاوضات، عندما وافق دمياط على عرض الأهلي بمقايضتي بثلاثة لاعبين، هم: عوضين وعهدي أيوب وأنور صالح وفوقهم ٥٠٠ جنيه، وكان مبلغا خياليا بحسابات ذلك الوقت».

الأهلي و«طبنجة» مدير الكرة
«نجوميتي في دمياط لم يكتب لها الاستمرار بانتقالي إلى الأهلي، فكما يقولون «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد ذهبت للأهلي وكلي آمال في أن أكون «فناجيلي جديد» ونجم الشباك الأول.. وياله من حلم تعثر على سفينة الأهلي التي كانت معطلة في هذا التوقيت، حيث كان النادي يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه حيث كان ترتيبه متأخرا للغاية، وتقريبا كان في المركز الـ 12، وأتذكر أن الكابتن صلاح عثمان كان مدير الكرة وكان يصر على إظهار «الطبنجة في جنبه» خوفًا من اعتداء جماهير الأهلي، التي كانت في قمة غضبها من أداء الفريق واللاعبين».

ذكرى أول مباراة رغم مرور سنوات طويلة على إقامتها، لكنها لا تزال «محفورة» في «ذاكرة زاهر» قال عنها: أول مباراة لعبتها مع الأهلي بالفانلة الحمراء وكانت أمام الترسانة، وانتهت بالتعادل الإيجابي (1– 1) وأحرزت أول أهدافي بالفانلة الحمراء، وطبقا لذلك كنت ضمن الفريق الذي أصدر المشير عبد الحكيم عامر قرارا بإدخال فريق الأهلي معسكر جيش؛ من أجل تحسين مستواه، وفى معسكر الجيش حلقوا لنا على «الزيرو».. وكان اللواء محمد الديب، رحمه الله، يتولى مسئولية الإشراف على الفريق وقتها.

ذكرياتى في الأهلي ليست كثيرة؛ لأنى كما قلت كانت الظروف غير مواتية، والفريق كان في أسوأ حالاته، والمايسترو صالح سليم كان محترفا في النمسا، ونظرا لأني كنت في الكلية الحربية بدأت أعرف طريقي لـ«دكة البدلاء» وأؤكد هنا أيضا أن انتقالي للنادي الأهلي لم يكن على قدر أحلامي، فقد بدأت تتغير الظروف، وأجبرتنا نكسة 67 على الاعتزال والابتعاد عن الكرة، وتم استدعائي للجيش؛ لأن أحدا لم يعد يفكر من المسئولين لا في الفن ولا الرياضة، حيث بدأت الاتهامات تلاحق كبار المسئولين بأنهم تركوا مسئولياتهم في الجيش، وركزوا في الفن والرياضة، وتقريبا وقتها كنت قد تعرفت على جمال ابن المشير عبد الحكيم عامر وساعات كنا بنروح عندهم وكنا بنتأثر بالكلام عن حكاية سم المشير وسمعنا زى كل الناس لا حد أكد ولا حد نفى أو كدب».

زواج بـ«خمسين فدانا»
«النكسة» ومن قبلها فشل «زاهر» في الحصول على «نجومية الأهلي» كانت، وفقا لحديثه، دافعا لإنهاء تلك الفترة «الكئيبة» عن طريق التفكير في الارتباط بالإنسانة التي يطلق عليها «حب عمره»، حيث قال «زاهر» عن تلك الفترة: «بعد النكسة بدأت أفكر جديا في الارتباط، وكنت أعرف زوجتى الدكتور «فاطمة قليني» منذ فترة طويلة، خاصة أن عائلتها كانت تمتلك «عشة» في رأس البر، ووالدها كان أيضا من الأعيان ومن كبار العائلات في بورسعيد وعرفتها عن طريق ابن عمتها صديق سمير بسيوني.. وفيها قصة غريبة لما جيت أطلب إيدها من «أبوها» ذهبت إليه، وقلت له أنا سمير زاهر طالب القرب، فسأل الناس قالهم سمير زاهر ده شغال إيه؟ طبعا كنت نجم الشباك الأول في دمياط كنجم كورة، فكل ما يسأل واحد يقوله ده أفضل لاعب ونجم وبيلعب كورة، وفوجئت وقتها أنه رفض طلبي بالزواج بابنته، ولم يوافق إلا بعدما تدخل «ولاد الحلال» وأقنعوه بأنى الضابط سمير زاهر بن زكريا بك زاهر، وحفيد حسن بك زاهر، والكل طبعا يعرف عائلة زاهر في دمياط وبورسعيد وكل الدنيا.

«أما حكاية تعجيل كتب الكتاب فكان سببه الأساسي هو الإفلات من قانون الإصلاح الزراعي، حتى أحصل على إرثي وأثبت أن لي أسرة وأعامل معاملة الأسرة وليس فردا وعلى هذا الأساس ورثت ٥٠ فدانا بالتمام والكمال، وكما قلت حصلت على ميراثي كاملا، الذي سبق وقلت إننى أنفقته على الانتخابات سواء اتحاد الكورة أو مجلس النواب أو الشورى أو غيرها، والحمد لله على نعمة الستر».

«إشارة مرور» تفتح لى أبواب «B. M. W »
«الأهلي» ومن بعده «القوات المسلحة» محطتان لا يزال الكابتن سمير زاهر يمتلك الكثير لـ«يحكيه عنهما» لكنه سارع بالانتقال لمرحلة «التقاعد» من القوات المسلحة، وعلاقته بـ«حسام أبو الفتوح» وحكاية «ميعاد مصنع البلاط» والتي قال عنها: «بعد نصر أكتوبر قررت «التقاعد» من القوات المسلحة، وبالفعل أنهيت الإجراءات ورحلت، وأذكر وقتها أننى لم أكن على دراية بـ«مستقبلي»، ولم يكن هناك مشروع بعينه أحلم بتنفيذه، وكنت بقول لنفسي إني ابن عيلة، وعندي إرث كبير بصرف منه، لكن لازم أشتغل حاجة الأول كان اللي بيسألني بتشتغل إيه؟ كنت برد بثقة: «ضابط». أما الآن هقول: "ضابط متقاعد"، وأنا ما زلت في مقتبل العمر والدنيا أمامي، وكانت الأفكار «بتدور في دماغي» إلى أن حدث لقاء بالصدفة مع «زميلى في الدفعة» «حسام أبو الفتوح»، وقتها كنت واقفا في إشارة مرور وإذا بصوت ينادي علي: «يا سمير.. يا سمير» توجهت ناحية الصوت الذي ينادي وأفاجأ أنه «حسام أبو الفتوح» زميل الدراسة في فيكتوريا، الذي فرقتنا السبل بعد التخرج في المدرسة فهو حرص على إكمال تعليمه في الخارج، أما أنا فدخلت الكلية الحربية».

«المهم حسام قال لى عايز أشوفك ولازم أقعد معاك.. منتظرك بكره في مصنع البلاط.. كانت هذه آخر كلمات حسام لى قبل أن تفتح إشارة المرور ويذهب كل شخص إلى حال سبيله وأنا أفكر في شيء ولماذا طلب أن أقابله؟

«وبالفعل.. ذهبت إليه وليس في ذهني شيء، وكل ما أفكر فيه هو لقاء صديق العمر وأفضل من تعاملت معه.. مصنع البلاط كان مصنعا كبيرا.. بعد السلامات والكلمات الرقيقة فاجأني أبو الفتوح بقوله: «تشتغل معايا يا سمير؟»، صمت لوقت قصير وذهني يدور.. ماذا سأفعل؟ وما الوظيفة التي تنتظرني في مصنع البلاط.. وقبل أن يذهب تفكيري بعيدا، قال لي أبو الفتوح إنه بصدد الحصول على توكيل ماركة سيارات جديدة «B.M.W» وإنك هتكون مدير المبيعات.

الحق أقول أن «حسام أبو الفتوح» لم يعاملني في يوم من الأيام كموظف عنده، بل كان يعتبرني شريكه، فهو يعلم أني سمير زاهر سليل عائلة كبيرة ولم ينس يوما أننا كنا أصدقاء في المدرسة، وكان «أبو الفتوح» أقرب شخص لي، كان لا يسافر إلا برفقتي في أي مكان في العالم.. لفينا العالم وكل يوم نجاحنا يزيد، وبفضلنا أنا و«أبو الفتوح» أصبحت «B.M.W» سيارة الصفوة في مصر، ولا يركبها إلا الكبار في كل المجالات، سواء فنانين أو نجوم كورة أو كبار مسئولين أو كتاب كبار.

أنا وحسين فهمي.. والـ« كاسكادا »
«كانت «B.M.W» وش السعد عليا، ومن خلالها تعرفت على كل نجوم الفن، وأصبحت علاقتي بهم مباشرة، وكلهم ركبوا السيارة الجديدة.. ولا أنسى عندما اتصلت بحسين فهمي، ولم أكن أعرفه من قبل، حتى أقول له وأغريه بركوب السيارة الجديدة، فقال لي إنه معاه سيارة «كاسكادا»، فسألني إيه حكاية الـ «B.M.W» فقلت له مزاياها، سألني طب والفلوس قلت له مالكش دعوة، هناخد سيارتك القديمة تبقى المقدم والباقي أقساط، وعلاقتى زادت بنجوم الفن أكثر، وتعمقت مع حسين فهمي، وهو جار في شاليه فايد، وزوجته وقتها الفنانة ميرفت أمين، واسم بنت حسين فهمى وميرفت «منة» على اسم ابنتي «منة»، فنانون كثيرون ركبوا السيارة؛ مثل فؤاد المهندس ومديحة يسري ويونس شلبي وفيفي عبده وزوجها.

«جمال وعلاء» وفرقة «عزبة حسام»

وأكمل «زاهر» متحدثا عن أيامه في «B.M.W» بقوله: شفنا العز مع حسام «أبو الفتوح» وتوطدت علاقتنا بالكبار في كل المجالات، ووصلنا إلى الجميع وتعرفنا على جمال وعلاء مبارك، وكنا أصدقاء جدا، ودايما كانوا بيجيبوا فرقة كل أسبوع، ونلعب في عزبة حسام أبو الفتوح، وكان فاتحا مع جميع المسئولين وكان بيهادي كل الهيئات، مثلا الموتوسيكلات، كان بيوردها لوزارة الداخلية كهدية وسيارات فخمة للرئاسة، وعلى فكرة هو كان بيعتبر ده «واجب»، وأقل ما يمكن أن يقدمه للوطن، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وفتحت أبواب جهنم على «أبو الفتوح» من كل الاتجاهات، والمفترض إني أكون أول واحد يقف في ظهره، لكن انتشر موضوع السيديهات، وأبلغني مسئول أمني رفيع المستوى، بأنه «فيه شريط من الشرايط إياها مكتوب عليه سمير زاهر، ونصحني بالابتعاد.. ولما دخل السجن قعدت فترة لا أزوره، ولما نجحت في ترتيب زيارة غير رسمية، رفض أن يقابلني، وقد يكون له الحق».

«بوسة يسرا»
الـ «B. M. W» التي فتحت أبواب «الكبار» لـ«زاهر» لم تكن الطريق الوحيد الذي يربطه بـ«عالم الفن والمشاهير» فها هي عائلة زاهر تربطها علاقة وثيقة بعائلة الفنانة القديرة يسرا، التي كانت سببا في أزمة حقيقية بين «الكابتن» ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق زكريا عزمي، وحكى «زاهر» تلك الواقعة قائلا: عرفت في حياتي «ناس كثيرة» من كل المجالات، لكن اللي الناس ما تعرفوش، إن فيه صلة قرابة بيني وبين الفنانة يسرا، وكان جدها حكمدار القاهرة، وشقيقي شهبور تمت تسميته على اسم خالها، وكانت هناك وما زالت علاقات قوية وعمري ما أتردد في الوقوف بجوارها في أي موقف.

وفي مرة من المرات جمعتني جلسة مع الدكتور زكريا عزمي، الذي كان دائم التواجد في نادي هليوبوليس، وطبعا أنا لى ذكريات كثيرة في هذا النادي الذي بدأت سيرتي الرياضية من خلاله، وفي عضوية مجلس إدارته، كانت يسرا موجودة في النادي، وجاءت تسلم عليا فسلمت و«باستني»، وكان الدكتور زكريا موجودا، وقعد يسألني إنت تعرفها؟.. إنت عارفها؟ ويمكن ده اللي يفسر سر حالة الغيرة التي كانت تظهر على الدكتور زكريا، وتجعله يأخذ تجاهي مواقف عديدة طوال حياتي.. وفي مواقف كثيرة سيأتي ذكرها في الحلقات القادمة.
الجريدة الرسمية