حزب الله ينسحب من الحسكة ومناطق أخرى في سوريا
قرر «حزب الله» الانسحاب من مناطق عدة في سورية وإبقاء قوات - بناءً على طلب الرئيس السوري بشار الأسد - في بعض المحافظات التي لها علاقةً مباشرة بحماية خاصرة لبنان أولًا وبالصراع مع إسرائيل ثانيًا، إلا أن هذا لا يعني أن الحرب السورية قد انتهت تداعياتُها وفصولها بل أن بلاد الشام مقسّمة وستبقى كذلك لسنوات طويلة. وهذا يعني بقاء أمريكا وتركيا إلى أمد غير محدّد.
وعلمت «الرأي الكويتية» من مصادر مطلعة أن «حزب الله» سينسحب من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة وحلب ومحيط إدلب وحماة والسويداء. وهو لا يتواجد في محافظات الرقة وطرطوس واللاذقية كقوة عسكرية فاعلة على الأرض (تَواجد في اللاذقية عند تحرير كسب وأرياف اللاذقية).
وهكذا يبقى «حزب الله» موجودًا في محافظة دمشق وحمص ودرعا والقنيطرة ليُبقي قوات له داعِمة للجبهة مع لبنان بما يسمح له بالتدخل ومنْع «التكفيريين» من التغلغل داخل الأراضي اللبنانية، وكذلك يُبقي على تواجد عسكري في السلسلة الشرقية حيث تناقلتْ أخبار متعددة وجود قوة صاروخية مهمة معنية بالحرب مع إسرائيل. وفي تلك المنطقة أقام «حزب الله» مجسمات لمدن إسرائيلية ودرّب وحداته الخاصة، «الرضوان»، على اقتحام هذه المدن الضخمة، في حال قرّر الردّ على أي حرب إسرائيلية بالمبادرة إلى الهجوم وعدم الاكتفاء بالدفاع فقط.
وقد تمرّس «حزب الله» على المهاجمة وأَدْخَلَ ثقافة عسكرية جديدة إلى طريقة عمله التي كانت تقتصر على الدفاع عن الأراضي اللبنانية الملاصقة لإسرائيل. وهو اختبر بنجاح القتال في المدن الكبيرة المساحة والسهول والجبال والمناطق المفتوحة والصحاري طوال مشاركته في الحرب في سورية فعليًا وبقوات كبيرة منذ العام 2013.
أما المحافظات الأخرى كحمص ودرعا والقنيطرة فسيبقى وجود «حزب الله» فيها لاعتبارات تتعلّق أيضًا بالصراع مع إسرائيل. إذ بات هناك في سورية قوات سوريّة وطنية تدرّبت على يد «حزب الله» ونقل إليها تجربته في حروبه في البوسنة والعراق وسورية، ونقل إليها أيضًا عقيدته القتالية التي أصبحت راسخة عند عدة آلاف من القوات السورية الرديفة والتي أصبحت تقاتل للدفاع عن وجودها وعن البلاد، بغض النظر عن طريقة قتال الجيوش الكلاسيكية.
وحسب المصادر، فإن هذا لا يعني أن الحرب في سورية قد حطت رحالها إلى الأبد، بل على العكس، فالمعركة في الغوطة هي معركة مرحلية يُراد منها فقط إزعاج دمشق وموسكو لإبقاء الخطر على العاصمة السورية، وهذا ما يفسر الدعم الإعلامي الدولي وتضخيم الأمور في الغوطة التي أصبحت مقسّمة إلى ثلاثة أقسام، في حين تستمرّ المحادثات بين رؤساء عشائر الغوطة والمسلّحين والمتطرفين للوصول إلى تفاهمات تسمح بإخراج المسلحين ولا سيما بعد محاصرة مناطقهم.
ومن الواضح أن الفصائل المسلحة داخل الغوطة تعلم أن الحملة الإعلامية والدولية مفعولها موقت ولن تنفعها في البقاء في خاصرة دمشق التي صممت الحكومة - ومعها موسكو - على إنهاء أي تواجد ميليشيوي و«جهادي» فيها. ولذلك فإن خروج المدنيين سيكون مربوطًا بخروج المسلحين من دون أي شك، ولكنها فقط مسألة فقط.