رئيس التحرير
عصام كامل

العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية عداء علني يخفي مصالح حقيقية.. (تقرير)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتادت إسرائيل دومًا أن تلوح بضرب إيران، ولم تفوت الأخيرة فرصة إلا وتحدثت عن محو دولة الاحتلال من على الخريطة، ولكن في الخفاء العلاقات بينهما على مايرام، بل يمكن وصفها بأنها الأفضل وذلك على مدى عقود، ولكن اللافت هو اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بإظهار هذا التقارب على عكس ما هو متعارف عليه.


برلين ساحة للتعاون

ونشأ تعاون جديد ومثير للاهتمام بين مسئولة عن زاوية عرض إيرانية وبين إعلامي إسرائيلي في معرض سياحة في برلين.

وأكدت التقارير الإسرائيلية أن المعرض السنوي الكبير، "‏ITB‏"، يضم مئات زوايا العرض والممثلين من أنحاء العالم الذين يحاولون إقناع المشاركين لماذا يجدر بهم التنزه في بلدهم.

وشارك في المعرض مدير عام شركة "عناني تكشورت" الإسرائيلية، شارون لمبرجر، الذي يخطط لإنتاج مسلسل خاص حول إيران وبثه في برنامجه التليفزيوني في قناة الرحلات.

ووفقًا للإعلام الإسرائيلي فإنه عرض في زاوية العرض بالقرب من لمبرجر مقطع فيديو، ظهرت فيه مواقع إيرانية سياحية مختارة، عندها لاحظ لمبرجر أنه يمكن خلق تعاون بين البلدين وبين المواطنين الإيرانيين والإسرائيليين عبر السياحة بدلا من السياسة.

دعم الثورة الإيرانية
ومن الطبيعي أن يكون هناك تعاون قوي بين نظام الخميني، وبين تل أبيب كون الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني عام 1979، تمت بدعم مباشر من المخابرات الإسرائيلية، وكانت الغاية منها زرع دولة شيعية في المنطقة ذات الأغلبية السنية؛ لإثارة النعرات والنزاعات الطائفية في المنطقة.

علاقات متجذرة
والعلاقات بين الطرفين متجذرة رغم ادعاءات العداء كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عام 1981 عن تعاون عسكري بين الطرفين، حيث أكدت الصحيفة أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة.
في عام 1982 أقر "مناحيم بيجن" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بأن "تل أبيب" كانت تمد إيران بالسلاح، بهداف اضعاف عراق صدام حسيين، وفي العام ذاته أفادت مجلة "ميدل إيست" البريطانية أن مباحثات كانت تجري بين إيران إسرائيل بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.

الناحية الاقتصادية
ومن الناحية الاقتصادية تقول صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن أكثرمن 30 مليار دولار حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، بمعدل أكثر من 200 شركة إسرائيلية، وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران.

وتضيف الصحيفة أن 200 شركة إسرائيلية على الأقل، تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران.

ويشير الكاتب الأمريكي "تريتا بارسي" في كتابه "التحالف الغادر - التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة" إلى أن العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي، تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو-إستراتيجي، وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية.

ويكشف الكتاب عن الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السرية التي تجري خلف الكواليس، كما يؤكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أن أحدًا من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبق خطاباته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.

ويقول بارسي إن إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتحدة وإسرائيل، كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وأفغانستان بقيادة الطالبان، فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية، وذلك كرافعة سياسية ودبلوماسي فقط.

أشار إلى أنها تستخدم التصريحات الاستفزازية، ولكنها لا تتصرف بناءً عليها بأسلوب متهور وأرعن من شأنه أن يزعزع نظامها، وعليه فيمكن توقع تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور "لا تشكل "خطرا لا يمكن احتواءه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
الجريدة الرسمية