فوائد العملية الانتخابية
بعيدا عن الخاسر والفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تبقى فرحة المصريين بهذا العرس الانتخابي الذي لا يتكرر سوى كل أربع سنوات، حيث يعيش الكثير من المصريين خلال هذه السنوات محرومين من بهجة يفط التأييد، وأنوار الزينة التي قد تضاف إليها، كما أن كثيرا منهم قد لا يعرفون عن جيرانهم شيئا سوى عن طريق هذه اللافتة التي يقوم بتعليقها بيت فلان لدعم علان، أو مدير الإدارة الفلانية الذي يؤيد ويبايع ويشارك فلان، ويتمنى له النجاح والتوفيق.
إلى جانب تأييد المرشح الفلاني تبقى المفاخرة بين العائلات، وأصحاب الأعمال، والسياسيين، والإعلان عن أرباب المهن، وحتى العمال على أشدها، حيث يتفاخر كل منهم بعدد هذه اللافتات، وبالمصاريف التي أنفقت فيها، وهي بالقطع تذهب إلى بعض الحرفيين والتجار وتكون سوقا رائجة لبعض الحرف والطوائف، وهو الأمر الذي يصب في صالح المواطنين، ومن ثم فإن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات والاكتفاء بالاستفتاء دعوى باطلة، يراد بها إيقاف هذه المهرجانات والاحتفالات التي تعم الشوارع، وإيقاف عجلة دوران الحياة، وقطع أرزاق بعض الحرف والطوائف الذين هم في أشد الاحتياج لها وينتظرون قدومها..
فالمصريون معروفون بأنهم شعب تستهويه الأجواء الاحتفالية، التي تشهدها مثل هذه العمليات، حيث ينفق المرشحون الكثير، وتجوب عرباتهم القري والكفور والنجوع، وتخرج منها من لا يرون الحياة إلا عبر شاشات التلفاز، ممن يمكثون في المناطق الريفية، وهؤلاء الذين لا يخرجون إلا حينما تذهب إليهم هذه العربات لإخراجهم، وللأسف هم كثير خاصة النساء والأطفال، وهو الأمر الذي يعد متنفسًا لهم للخروج، كما أن ذلك يظهر الوجه الحضاري لمصر، ويشعر المواطن بقيمته في أقدم دولة عرفها التاريخ الإنساني.