رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة تأديب هيثم!


ليس "هيثم" طفلا مدللًا مشاغبًا يتسبب في مشكلات لأبويه إنما هو "شحط" مشاغب يتسبب في المشكلات لنفسه ولأهله! إنه "هيثم أبو خليل"، صاحب التمثيلية الشهيرة بالانشقاق عن الإخوان في خواتيم العام الحزين لمرسي وشركاه في الحكم بسبب "قمصة" من خيرت الشاطر، إلا أنه كان من أوائل الفارين الهاربين إلى خارج البلاد ليبدأ رحلة الاسترزاق على قفا المجانين في أنقرة.. ويقدم برنامجًا مثله.. يفتقد أي حضور حتى يمكنه بجدارة الحصول على جائزة أبرد برنامج العام الماضي والعام السابق له!


سي "هيثم" حاول أن يشرف بشخصه وببرنامجه على استفتاء يخص الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر مقدمًا لما يسميهم جمهوره اختيارين اثنين أولهما عن الحضور في الانتخابات والمشاركة أم المقاطعة ثم أعطى تعليقًا إضافيًا سلبيًا للاختيار الأول لينفر الناس منه وتعليقًا إضافيًا للاختيار الثاني ليشجع الناس عليه ثم بدأ التصويت وفق التصميم الإلكتروني للاستفتاءات، إلا أن المفاجأة التي أذهلت "هيثم" وربما أنهت على ما تبقى من عقله هو تزايد نسبة المؤيدين لحضور الانتخابات والمشاركة حتى بلغت في آخر ما رأيناه قبل كتابة هذا المقال إلى أكثر من 70% للحضور!

وهي نسبة لاستفتاء يجريه "هيثم" وليس مركزًا محايدًا أو صحيفة أو أي هيئة معتبرة لها وقارها واحترامها.. فما بالكم لو كانت كذلك؟! أي أن جمهوره الأساسي هو المنتمين لجماعته ومع ذلك كانت النتيجة السابقة.. فماذا جرى إذن؟ هذا بعينه ما نريد الكتابة عنه.. إذ أن يقظة شرفاء المصريين وتناديهم على شبكات التواصل الاجتماعي بلا أي تنسيق مسبق أدى إلى خسارة الجماعة معركة أرادوها.. وقد خسروها بفضيحة كبيرة انتهت بليلة ساخنة ربما أضاعت النوم من عيون سي "هيثم"!

هذا الوعي إن تيسر في كل المواجهات يمكن أن يغير معادلات مرتبكة على التواصل الاجتماعي تبدو فيه قوى الشر أكثر تفوقًا.. وها ما نريد تنميته وتقويته والتشجيع عليه.. إذ لا يصح أن تبقى الساحة خالية إلا منهم.. وقد أثبت الكثيرون من النشطاء الوطنيين قدرتهم على الفعل.. إلى حد تأديب "هيثم"! تحية لكل هؤلاء.. وإلى مواجهات أخرى في معركة ربما ستطول بعض الشيء!
الجريدة الرسمية