رئيس التحرير
عصام كامل

لا تخافوا بعدي!


في الوقت الذي تتأهب فيه الصين لتعديل الدستور ليسمح ببقاء الرئيس الصيني الحالي بالاستمرار في منصبه أكثر من فترتين رئاسيتين، جدد الرئيس الروسي بوتين تأكيده أنه لن يغير الدستور الروسي وليست له أي خطط في هذا الصدد مستقبلا، حتى يستمر في منصبه أكثر من فترتين.. ووجه بوتين سؤالا مهما لمن يطالبون في روسيا بتغيير الدستور لضمان استمراره في منصبه قائلا: لماذا تخافون إلى هذه الدرجة من أن الذين سيأتون إلى السلطة بعدي سيزيدون تدمير ما حققته في السنوات الأخيرة؟


وبذلك رد بوتين على أهم مبرر لدى المطالبين بتغيير الدستور الروسي لضمان استمرار بوتين في منصبه للمحافظة على ما حققه من إنجازات لروسيا، أعادت لها هيبتها كقوة عظمى مهمة على الساحة الدولية.. فهو يعرف أنه وهو يستعد للفوز بفترة رئاسية رابعة هذا الشهر لن يخلد إلى الأبد في منصبه، وأن روسيا مثلما أنجبته فهي قادرة على تقديم زعماء آخرين في قوته ويحولون ذات قدرته في البناء على ما حققه من إنجازات لتصير روسيا قوية ومهابة على الساحة الدولية، وأنه لا يجب الخوف من أن يأتي بعده في السلطة من يحطم ويدمر ما أنجزه وحققه في هذا الصدد.

ولعل بوتين كان ينبه المواطنين الروس هنا إلى أن مستقبل روسيا بعده لن يترك في مهب الريح، وإنما الدولة الروسية مدركة لأهمية تخطيط مستقبلها السياسي، حتى لا يصير عرضة للعشوائية أو يكون متاحا للأجنبي أن يتدخل في صياغته ورسم ملامحه في المستقبل، على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفيتي السابق، خاصة أن أمريكا تعد روسيا الآن عسكريا هي العدو الأول لها ومن بعدها الصين وإيران وكوريا الشمالية، كما تقول عقيدتها النووية الجديدة.

ولعل ذلك يجعلنا نحن في مصر متنبهين لضرورة التخطيط لمستقبلنا السياسي أيضا، خاصة أن هناك قوى إقليمية وعالمية تريد أن تخطط لنا مستقبلنا السياسي، بل وتسعى بالفعل لذلك منذ أن فرضت علينا حكم الإخوان الفاشي، والرئيس السيسي مثل بوتين أعلن أيضا أنه لن يعدل الدستور المصري.
الجريدة الرسمية