وزارة التعليم راسبة في منع الغياب الجماعي.. حضور المدرسين وغياب الطلاب ظاهرة مصرية.. تطبيق الكارت الذكي بمدارس دمياط لإجبار التلاميذ على الحضور.. فشل تجربة درجات السلوك
ابتدعت وزارة التربية والتعليم كافة الطرق والوسائل لمنع غياب طلاب المدارس عن المؤسسات التعليمية، تارة باستخدام العنف وتارة أخرى باللين وثالثة بالتحفيز، لكن «يبقى الحال على ما هو عليه»، فما زالت المدارس خصوصا التعليم الثانوي خاوية على عروشها، فرغم الاستعانة بكافة التجارب وتطبيق مختلف الإجراءات، ما زالت وزارة التربية والتعليم فاشلة في امتحان «الغياب الجماعي».
الكارت الذكي
باستخدام طريقة التحفيز، طبقت مديرية التعليم في دمياط تجربة جديدة استوحتها من نظام التعليم في الفلبين، تعرف باسم تطبيق "الكارت الذكي"، الذي هو عبارة عن كارت إلكتروني مربوط بالتليفون المحمول الخاص بمعلم الفصل، ويكون هذا التليفون مربوطًا بجهاز كمبيوتر موجود داخل الفصل.
أعلن السيد سويلم، وكيل مديرية التربية والتعليم بدمياط، بدء تطبيق التجربة داخل مدارس المحافظة، حيث إن كل تلميذ في الفصل معه كارت مسجل عليه بياناته الكاملة، وفي بداية الحصة يدخل المعلم إلى الفصل، ويطلب من التلاميذ رفع الكارت لأعلى، ثم يقوم بالمعلم بفتح كاميرا تليفونه المحمول لتقوم في ثوان معدودة بتسجيل أسماء التلاميذ الحاضرين داخل الفصل في حصته، مما يساعد في تسجيل الحضور والغياب في أسرع وقت ممكن وهدوء تام.
تفاعل التلاميذ
الكارت الذكي في مدارس دمياط له ميزة أخرى، يساعد في تفاعل التلاميذ مع المعلم داخل الفصل من خلال الحروف المكتوبة على زوايا الكارت الأربعة، فبعد شرح الدرس، يقوم المعلم بتوجيه أسئلة اختيار من متعدد للتلاميذ، بحيث يكون أمام التلميذ سؤال له 4 اختيارات، ثم يقوم التلاميذ برفع الكارت بالزاوية المسجل عليها الحرف المعبر عن الإجابة المطلوبة، ثم يقوم المعلم بفتح كاميرا تليفونه وتوجيهها على التلاميذ لمعرفة التلاميذ الذين أجابوا إجابة صحيحة والتلاميذ الذين اختاروا إجابة خاطئة ليتم تصحيح المعلومة لهم في أسرع وقت، كما أنه يسجل بداخله عدد المرات التي أجاب فيها التلميذ إجابات صحيحة وعدد المرات التي أجاب فيها إجابة خاطئة، مما يساعد في معرفة التقييمات الأسبوعية والشهرية لكل تلميذ بسهولة تامة.
الفصل ونظام المنازل
فرض العقوبات والتهديد كان سبيل الوزارة أيضا لمنع غياب الطلاب، فقد إعلان الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق في نوفمبر 2016، وأكد عليها وزير التعليم الحالي طارق شوقي، أن الطالب الذي يتجاوز نسبة الغياب القانونية، المتمثلة في عدم تحقيق 75% من الحضور و85% بالنسبة لطلاب التعليم العام، سيتم منعه من دخول الامتحانات.
وأعلن الشربيني تعجبه من تظاهر الطلاب بعد فصلهم لتخطيهم نسبة الغياب، مؤكدا على أن الطالب الذي يتكاسل عن الحضور للمدرسة يذهب لنظام المنازل فورا.
الغياب الإلكتروني
ومع بداية العام الدراسي 2016، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تفعيل موقع متابعة الغياب الإلكتروني بالرقم القومي والنوع وتاريخ الميلاد وإرسالها لموقع الوزارة، لإعادة الانضباط والنشاط إلى المدارس الثانوية، وتعالت الأصوات آنذاك المطالبة بتجميد وإلغاء هذا النظام.
واشتكى الأهالي والطلبة من إجبارهم على الحضور في مدارس لا يقوم المدرسون فيها بواجبهم الأمثل للتدريس مما يضطرهم إلى اللجوء لمجاميع التقوية أو مراكز الدروس الخصوصية، معربين عن حيرتهم بين الوزارة من ناحية والمعلم من ناحية أخرى، وإن كان البعض الآخر يعتبره وسيلة لإحياء دور المدرسة ومتابعة انضباط الأبناء.
درجات الحضور
وفي سبيل محاصرة الطلاب وإلزامهم بالحضور إلى المدرسة ومنع الغياب، أصدر الهلالي الشربيني وزير التعليم السابق قرارا، في سبتمبر 2015، بتطبيق نظام الـ10 درجات السلوك والحضور على طلاب الثانوية العامة في هذا العام.
وقال الوزير آنذاك، إن إضافة درجات السلوك والحضور سيكون من خلال تطبيق منظومة الغياب الإلكتروني على طلاب الثانوية العامة بتفعيل قاعدة بيانات تحتوي على أسماء الطلاب ومدارسهم موجودة لدى مركز التطوير التكنولوجي بالوزارة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي توضع من خلالها تلك الدرجات للطلاب كفيلة بمنح كل طالب الدرجات التي يستحقها، موضحا أن الوزارة ستتلقى بشكل يومي نسب الحضور والغياب للطلاب في جميع المدارس الثانوية.