وزارة العدل تواجه الفكر المتطرف.. حسام عبد الرحيم: مصر تتعرض لإرهاب عالمي تقف وراءه دول.. محيي الدين عفيفي: تركيا تحارب الأزهر.. والخلافة لـ«دغدغة» مشاعر الشباب
أكد وزير العدل المستشار حسام عبد الرحيم، أن مصر ستنجح في دحر الإرهاب الأسود الذي يستهدف أمنها واستقرارها، مشيرا إلى أن الدولة بكل مؤسساتها، تبذل جهودا حثيثة في هذا الصدد حيث تعمل على استئصال الإرهاب وضرب جذوره على الصعيدين الفكري والأمني.
جاء ذلك خلال كلمة لوزير العدل خلال الندوة التي تنظمها الوزارة على مدى يومين تحت عنوان (مواجهة الترويج للفكر الإرهابي وسبل مكافحته) بمشاركة ممثلين عن هيئات ووزارات مختلفة.
مكافحة الإرهاب
وقال وزير العدل إن القوات المسلحة والشرطة يبذلان جهودا كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له على المستوى الأمني والعسكري، مشيرا إلى أن الإرهاب الذي تتعرض له مصر، هو إرهاب عالمي وإقليمي وتقف من وراءه دول وتنظيمات، تمويلا وتدريبا، وتتخذ من الدين الإسلامي الحنيف ستارا لأفعالها المرفوضة والملفوظة والتي لا سند لها في صحيح الدين الإسلامي.
وأضاف أن تلك الدول التي تقوم على تمويل وتدريب الإرهاب، تعمل أيضا على تجنيد الشباب في تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي.. مؤكدا أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضد الإرهاب ستنجح في ظل الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره والقضاء عليه.
الأزهر مع الدولة
وقال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في كلمة له بالإنابة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن القوات المسلحة والشرطة تخوضان حربا شرسة وعادلة ضد الإرهاب الأسود والتنظيمات التكفيرية في سيناء وسائر أرجاء مصر.. مؤكدا أن الأزهر يقف صفا واحدا مع الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة في حربها ضد الإرهاب.
وأشار إلى أن الإرهاب الذي تتعرض له مصر ضد الإنسانية، وأن تلك الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، تستوجب أن يتم التصدي له بكل قوة وحسم.
دور الأزهر
وأكد عفيفي أن الأزهر الشريف يبذل جهودا حثيثة في مجال التصدي الفكري للإرهاب، موضحا أنه تم استحداث مقرر دراسي للثقافة الإسلامية في المعاهد الأزهرية في مختلف مراحل التعليم الأزهري من أجل تفنيد المصطلحات والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالتكفير والولاء والبراء، وقضية الجهاد وعدد من القضايا الفكرية التي تتبناها تلك التنظيمات الإرهابية، حيث عمل الأزهر على تحليلها وتوضيحها.
وأضاف أن مؤسسة الأزهر تؤمن بمفهموم المواطنة والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات وتبادل الثقافات والتركيز على فهم للإسلام يقوم على مواجهة الجمود الفكري والتطرف، فضلا عن أن الأزهر يقوم على التعددية الفكرية والمذهبية، وليس على المذهب الواحد، موضحا أن عددا من الدول تتبنى "المذهب الواحد" وأن هذه الأحادية تترتب عليها خلق مناخ للتعصب والتطرف.
وأوضح أن الأزهر الشريف يقوم بتدريس المذاهب الفقهية المتعددة والمختلفة، بما فيها تلك المذاهب التي يختلف الأزهر فكريا معها، وذلك حتى ينشأ طلاب الأزهر نشأة علمية منفتحة تقوم على قبول الآخر والأفكار المغايرة والتعايش السلمي.
لا نملك التكفير
وشدد الدكتور محيي الدين عفيفي على أن الاختلاف في الدين والعقيدة لا يمكن أن يكون مبررا للقتل تحت أي سند، لافتا إلى أن التكفير هو بمثابة المظلة التي تعطي التنظيمات الإرهابية الحرية والسند للقتل وسفك الدماء واستباحة الأعراض، وأن قضية التكفير ليست بيد أي شخص، وأن الأزهر، وشيخ الأزهر، لا يملكون تكفير أي شخص.
وتطرق عفيفي إلى إشكالية "الخلافة الإسلامية" مشددا على أنها ليست أصلا من أصول الإسلام، وإنما هي قضية فرعية، مشيرا إلى أن الحديث عن الخلافة من قبل عناصر التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كمبتغى لأفعالهم الإجرامية، هو مجرد حديث لدغدغة المشاعر والعواطف لدى الشباب ولايستند إلى أي أصل فقهي.
وأوضح أن الخلافة الإسلامية جاءت لتناسب مرحلة زمنية بعينها وجد بها هذا النظام في الحكم وقد انتهت هذا الأسلوب في الحكم، ولا يمكن القول إنها أصل من أصول الإسلام.
وأكد عفيفي أن مصطلح الجهاد الذي يلجأ إليه الإرهابيون، استنادا إلى الحديث النبوي الشريف (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله) يقوم على فهم خاطىء، حيث أجمع علماء التفسير على أن هذا الحديث الشريف لا يمكن أن يطلق على عموم الناس، وأنما صدر في شأن واقعة واحدة بعينها والمتمثلة في المشركين الذين كانوا يهددون ويعتدون على المسلمين وأرغموهم على الهجرة من مكة إلى المدينة.
وأشار إلى أن ليس كل حديث يمكن أن يعتبر قاعدة تشريعية، فهناك أحاديث قيلت في ظل ظروف ومناسبات ولسبب معين وفترة معينة، وهو ما يعرف لدى العلماء بعلم أسباب الورود، أي متى قيل هذا الحديث ولأي علة قيل الحديث.
وقال إن احترام التراث أمر مفهوم، ولكننا لسنا مع استدعاء التراث وتطبيقه بحذافيره في الوقت المعاصر، "وإلا فما الحكمة من خلق العقول ومحاسبة الله عز وجل لنا إذا كنا مسلوبي الإرادة"، مؤكدا أنه يجب إعمال العقول وتوظيف الجانب النقدي وهو الأمر الذي يعمل الأزهر الشريف على ترسيخه بين طلابه.
وأوضح أن الجهاد في الإسلام ليس على إطلاقه، حيث شرع الجهاد للدفاع عن النفس والأوطان والأعراض والمال وليس للعدوان على الآخرين، مؤكدا أن الإسلام أسمى وأكبر من تلك المفاهيم الضيقة، وأن الاختلاف في الدين والفكر ليس علة للقتل أبدا.
تركيا تحارب الأزهر
وقال الدكتور محيي الدين عفيفي إن الأزهر الشريف مستهدف ليس فقط من تركيا بل من دول أخرى تحاول السيطرة عليه، وسحب البساط من تحته وكانت تراهن على ذلك.
وتابع: "أطمئن الجميع أنه قد خاب ظنهم"، مشددا أن الأزهر شامخ باق، وعطاءه ممتد، فالأزهر ليس مباني فقط بل عطاء تاريخي ومنهج وفكر وشخصيات وأصالة.
وأكد أن مصر لا تقود حربا فقط ضد الإرهاب في سيناء بل تقود حربا شاملة وجهود متواصلة لحماية الحدود البحرية والجوية والبرية لمواجهة تهريب المخدرات التي انتشر بشكل كبير لتدمير شباب الوطن.
وأكد عفيفي أن تلك الجماعات المتطرفة تعيش حالة من التدين الشكلي وبات مفهوم الالتزام باللحية والنقاب، مشيرا إلى أن الموسيقى التصويرية التي تبثها جماعات الإرهاب عبر الأفلام التي تنتجها وتبثها عبر وسائل إعلامها تسهم أحيانا في تجنيد الشباب لأنها تصور لهم وكأنهم في الجنة.