رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس شركة مصر للصوت والضوء: نظرية «السايح اللي عايزنا يجيلنا».. كلام مصاطب

فيتو

  •  الصحافة ضخمت أزمة السياحة الروسية

واحدة من أهم عناصر الجذب والتشويق للوفود السياحية القادمة من الخارج، ووسيلة تعريفية للسائح عن الحضارة الفرعونية القديمة بطريقة مبهرة، ودائما ما تحرص الوفود الخارجية وكبار المسئولين حول العالم على حضور ولو عرض واحد فقط منها لمعرفة أسرار الحضارة المصرية بطريقة مشوقة، وللحديث عن عروض الصوت والضوء كان لـ”فيتو” حوار مع المستشار سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية.. وإلى نص الحوار:



> بداية.. حدثنا عن مشروع تطوير منطقة الهرم.
منطقة الأهرامات ستشهد طفرة حضارية كبيرة، وسيتم تغيير مسار الزيارة بالمنطقة ويمنع دخول المتطفلين والباعة الجائلين والأحصنة وعربات الحنطور تماما، على أن يكون مدخل المنطقة باتجاه طريق الفيوم، ويصاحبها ارتقاء تام في الخدمات المقدمة للزوار وسيكون جاهزا للافتتاح قبل النصف الثاني من العام الحالي وفقا لما أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار.

> وماذا عن تطوير منطقة الصوت والضوء بمنطقة أبو الهول؟
تم التعاقد مع شركة فرنسية مقرها بالإمارات، وستقوم بتغيير العروض من الناحية التقنية وطريقة وشكل العروض والخدمات المقدمة للمشاهد، وتم مؤخرا عمل حوالة حقوق لنقل التعاقد مع شركة استثمارية مصرية، وأن الشركة قامت بعمل رسومات أولية لمنطقة أبو الهول، وأن مشروع التطوير يتضمن إنشاء مسرح مدرج للعرض يحتوي على أنواع مختلفة من الدراجات والمقاعد لاستقبال رؤساء الجمهوريات والشخصيات العامة، خاصة أن المقاعد الحالية لم يتم تطويرها منذ الستينيات، وسيتم إنشاء برجين للعرض بدلا من برج واحد موجود حاليا بإجمالي عدد 186 جهاز “بروجيكتور عرض” وأنظمة إضاءة على أعلى مستوى من لمبات وكابلات الكهرباء، وذلك بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة العليا الهندسية لوزارة الآثار وهدفها المحافظة على الأثر في الأساس، ويجري حاليا عمل الرسومات التفصيلية لعرض تفاصيل الإنشاءات المتوقع بناؤها على الأرض للمحافظة على الأثر، وسيتم الانتهاء من عمليات التطوير بنهاية العام الجاري وفقا للتعاقد المبرم مع الشركة المنفذة.

> وماذا عن المناطق الأخرى التي تقع في نطاقها ملكية عروض الصوت والضوء؟
شركة الصوت والضوء تقدم عروضا في 5 مناطق وهي “معابد الكرنك وإدفو وأبو سمبل وفيلة”، لكن قلة الأعداد السياحية بعد عام 2011 أدى إلى وجود خسائر كبيرة لدى الشركة، وليس لدينا سيولة مالية حاليا للبدء في عمليات التطوير بالأربع مناطق الأخرى التابعة للشركة، ونبحث حاليا عن الدخول في شراكات مع المستثمرين لتطوير المناطق الأخرى وفقا لسياسة الدولة بالدخول في شراكة مع القطاع الخاص، فتكنولوجيا العروض بالأربع مناطق لم تطور منذ زمن بعيد، فآخر تحديث تم عرضه في عام 2010 في معبد إدفو، ومعبد أبو سمبل في عام 2000، خاصة أن تغيرت مطالب المشاهد الجديد، ولم ولن يتم إقامة أي عرض بأي لغة إلا بعد موافقة وزارة الآثار، لكن انحسار أعداد السائحين خاصة للسياحة الثقافية أدى إلى عدم وجود مستثمر لديه القدرة على المغامرة، والوضع حاليا بدأ في التغيير وفقا للإحصائيات الأخيرة بالنسبة لقطاعات السياحة، حيث وصل إجمالي عدد السائحين في عام 2015 إلى 9 ملايين و200 ألف سائح، وفي عام 2016 وصل إلى 5 ملايين و300 ألف سائح، وفي عام 2017 ارتفع مرة أخرى ووصل إلى 8 ملايين سائح.

> ما الدول ذات الاهتمام بالسياحة الثقافية؟
دول أوروبا وأمريكا اللاتينية بصفة عامة، وسائحو الصين واليابان والهند بصفة خاصة، وتعتبر السياحة الثقافية مكونا أساسيا خلال زيارتهم لمصر، فهي لا تعتمد على الرحلات الشارتر، والدخل العام للدولة منها مرتفع جدا، وعدد الغرف المتاحة لها يتراوح من 13 إلى 18% من إجمالي أعداد الغرف على مستوى الجمهورية، وباقي الغرف خاضعة للسياحة الشاطئية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء، وهناك 300 مركب عائم مدرجة ضمن رحلات السياحة الثقافية بين محافظتي الأقصر وأسوان، يعمل منهم 70 فندقا فقط بسبب قلة الوفود السياحية، وأن نسبة السياحة الثقافية تصل حاليا إلى 7% من إجمالي الغرف المتاحة، وهي لا تعتبر سياحة أعداد، والعائد منها كبير جدا للدولة، حيث يصل متوسط إنفاق السائح بها إلى 700 دولار “170 دولار دخول مزارات و220 دولارا أخرى تذكرة طائرات، و300 دولار أخرى تنقلات وإقامة ومشتريات وغيره”.

> ما أبرز الوفود التي مرت على عروض الصوت والضوء في فترة وجودك؟
قدمنا دعوة إلى وزارة الداخلية لإرسال الجنود المتميزين لمشاهدة تاريخ أجدادهم بالمجان وهي عبارة عن مكافأة معنوية للملتزمين في أعمالهم، وعدد كبير من الرؤساء والوفود الخارجية حرص على حضور عروض الصوت والضوء على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكانت في حالة انبهار تام، وتعتبر زيارتها عاملا أساسيا في عودة السياحة الألمانية إلى مصر، وكافة عروض الصوت والضوء والوفود الخارجية التي تحضر تعتبر ترويجا مباشرا وغير مباشر للسياحة المصرية.

> ما رأيك في إقامة المعارض الخارجية للآثار المصرية؟
هي أفضل طريقة للترويج للمقاصد السياحية المصرية، وأقوى وسيلة الدعاية عن الحضارة المصرية، ونظرية “اللي عايزنا يجيلنا كلام مصاطب ومن يرددها لا يفهم في التسويق”، وهي وسيلة ذات قيمة مادية ومعنوية للترويج للسياحة المصرية، و”لو كنت مكان وزير الآثار وقالوا تعالى ببلاش هروح، والمعارض الخارجية أفضل وسيلة لعودة السياحة الثقافية في مصر”.

> وماذا عن أوبرا عايدة والقيمة التي ستعود على السياحة الثقافية؟
في البداية آخر أوبرا عايدة تم تنظيمها في مصر كانت عام 1999، وكانت تقوم بها دار الأوبرا ووزارة الثقافة، ولم تكتمل بسبب عدم تسويقها جيدا، وعدم إعلان أسماء المطربين المشاركين في الحفل، وكانت هناك عوامل سياسية في اختيار الحضور، والتجربة العام الجاري تتميز بالجدية وتم تجهيز مسرح العروض، وشركة الصوت والضوء قدمت كافة الدعم اللوجستي للمستثمر صاحب العرض.

> كيف تعود السياحة الثقافية لمصر مرة أخرى؟
السياحة الثقافية لن تعود من وراء الإعلانات، ولا بد من تضافر كافة الجهود مع بعضها البعض لعودة السياحة بشكل كامل ومنها السياحة الثقافية، وعام 2010 تميز بوجود وحدات تدريب في كافة أنحاء الجمهورية وهو ما أدى إلى تحسن السياحة والأعداد، بالإضافة إلى إقامة عدد كبير من الفعاليات على أرض مصر، وهو ما أدى إلى وصول عدد السائحين إلى 14 مليون سائح، وهو ما نبحث عنه الآن، ويجب على الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، النظر في تجربة ما قبل 2010 وإعادة تحقيقها على الأرض مرة أخرى.

> وماذا كان يطلب من شركة الصوت والضوء في تجربة الرواج السياحى بعام 2010؟
طلب منا إقامة عدد كبير من الحفلات والفعاليات، لكن الحفلات العالمية التي تم تنظيمها خلال الـ5 سنوات الماضية لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة، وسابقا كان يتم إقامة حفلات مختلفة لعدد من كبار المشاهير، ونحتاج إلى ثورة في تخفيض التكاليف من كافة الجهات بما فيهم شركة الصوت والضوء لترغيب المستثمر في إقامة حفلات مرة أخرى، ولا يكون عائدها مبالغا فيه، وبدلا من إقامة 5 حفلات في العام يتم إقامة 20 حفلا.

> وماذا عن أسعار التذاكر؟
سيتم رفع قيمة التذاكر في أكتوبر المقبل لتصل إلى 240 جنيها للسائح الأجنبي بدلا من 200، ورفع سعر تذكرة المواطن المصري إلى 65 بدلا من 50 جنيها في كافة المواقع التابعة للصوت والضوء.

> ماذا عن عقد الشراكة مع الشركة الفرنسية التي ستقوم بتطوير عروض الصوت والضوء بمنطقة أبو الهول؟
العقد ينص على أن تقوم الشركة بتغيير كامل في العروض والخدمات بتكلفة تبدأ من 50 مليون دولار ويمتد العقد لمدة 20 سنة، على أن تحصل وزارة الآثار وشركة الصوت والضوء على نسبة 30% من الأرباح في الخمس سنوات الأولى، وترتفع بعدها إلى 40% حتى السنة الـ15، وترتفع مرة أخرى إلى 50% من السنة الـ15 في العقد حتى نهايته، والعقد اشتركت فيه كافة الأجهزة الرقابية المعنية والأمنية ووزارة الآثار.

> كما عدد اللغات التي تقدم بها عروض الصوت والضوء؟
عروض الصوت والضوء لها لغة أساسية في العرض ولغة أخرى في سماعات الترجمة، ويصل عدد اللغات في منطقة الهرم إلى 12 لغة أساسية وسماعات الترجمة، ونبحث لإدخال اللغتين الصينية واليابانية في العروض واستبدالهما بلغات أقل إقبالا.

> وماذا عن السائح الروسي؟
الصحافة ضخمت حجم السياحة الروسية لمصر، ومصر ليست في حاجة لتقديم أي تنازلات لعودتها، ويجب الاهتمام بالسياحة الثقافية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية