أمينة غريب.. تولت رئاسة موريشيوس رغما عنها وتركتها بفضيحة (بروفايل)

أمينة غارب فقيم، عالمة الكيمياء العضوية، مسلمة وباحثة متخصصة في التنوع البيولوجي ومؤلفة، لم تعقها نظرات المجتمع للمرأة، وأنها الجزء الأضعف، وأخذت على عاتقها مهمة إثبات أن المرأة جديرة بالثقة، وأنها قادرة على فعل أي شيء، وبالفعل نجحت في ذلك، واستطاعت في عام 2015 أن تحصل على لقب أول امرأة تترأس "جزر موريشيوس"، إحدى الدول البارزة في ارتفاع مستوى المعيشة، وأصبحت بذلك سادسة رؤساء البلاد منذ انتقالها إلى النظام الرئاسي.

وكان برافيند جوجناوث رئيس وزراء موريشيوس، أعلن أمس، أن رئيسة موريشيوس أمينة غارب فقيم، المتورطة في فضيحة مالية لاستخدامها بطاقة مصرفية قدمتها لمنظمة غير حكومية؛ للقيام بعمليات شراء شخصية، ستستقيل من منصبها مباشرة بعد الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال في 12 مارس الجاري.

أصول هندية
ولدت أمينة غريب فقيم، يوم 17 أكتوبر 1959، في قرية "سورينام" بجزر موريشيوس، فهي مسلمة ترجع إلى أصول هندية، نشأت في قرية "بجنوب شرق موريشيوس" والتي تعد إحدى أغنى دول أفريقيا، إذ يبلغ دخل الفرد فيها نحو 19600 دولار سنويًا.

دكتوراة فخرية
درست أمينة فقيم بالمدرسة الابتدائية في "سان باتريس" بجزر موريشيوس، ثم انتقلت إلى قرية "ماهيبورغو"، لتحصل على شهادة من المدرسة العليا في "كواتر بورنييه"، ومن بعدها غادرت إلى بريطانيا للحصول على الماجستير في الكيمياء.

حصلت أمينة فقيم، على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة "سري" ببريطانيا عام 1983، وبعدها نالت الدكتوراة الفخرية بجامعة "إكستر"، وعادت إلى بلادها من بعدها عام 1987.

المناصب
استطاعت أمينة فقيم، بعد عودتها من بريطانيا أن تعمل بأكثر من منصب بالجامعة، حيث عينت رئيسة لجامعة موريشيوس، وعميدة لكلية العلوم، بالإضافة إلى تدريس مادة الكيمياء العضوية.

كما اختيرت لتكون قائدة لأول مشروع بحث إقليمي لدراسة النباتات الطبية والعطرية من المحيط الهندي، بتمويل من الصندوق الأوروبي للتنمية ورعاية لجنة المحيط الهندي بين عامي "1987 و1992".

وانتخبت رئيسة للمجلس الدولي للاتحاد العلمي، المكتب الإقليمي لأفريقيا للفترة "2011-2014"، وعملت أيضا في مجلس البحوث بموريشيوس مديرة للبحوث "1995-1997"، وعملت كعضو منتدب في المركز الدولي للبحث والابتكار.

قائمة حصر النباتات
يعود الفضل لأمينة فقيم في إعداد أول قائمة حصر بالنباتات العطرية والطبية في موريشيوس وجزيرة رودريجز المجاورة، وهو التحليل العلمي الذي أتاح معرفة الخصائص المضادة للأمراض الجرثومية والفطرية وداء السكري، المتوفرة في عدد من النباتات؛ للبدء باستخدام هذه الأخيرة مواد بديلة وفعالة للأدوية التجارية.

جلسة خاصة
لم تختر أمينة فقيم، السياسة ولكن السياسة اختارتها، فقد وجدت نفسها مرشحة لمنصب رئيس جزر موريشيوس، بعد أن قام رئيس الوزراء "أنيرود جوغنوث" في جلسة خاصة داخل المجلس بإبلاغها قرار ترشيحها، ومن بعدها أكد أنهم يريدون شخصا لا علاقة له بالسياسة وله مصداقية محلية ودولية".

وفي 2015 أجمع البرلمان على تعيين أمينة فقيم بعد استقالة "راجكيسفور بورياج"، لتتولى المنصب في بداية يونيو.

نقطة تحول
جرت الانتخابات على مراحل؛ بدأت بتصوت الشعب لانتخاب الحزب أولا، ومن ثم يصوت البرلمان لاختيار الرئيس، أما نقطة التحول التاريخية في انتخابات 2015 فكانت في طرح اسمين للرئاسة، من ضمنهما "أمينة غريب" مرشحة مسلمة، رغم أن المسلمين أقلية في البلاد.

اعترافات
وفي أبرز آرائها، كانت أمينة فقيم تقول "إن المرأة تتعرض للاضطهاد في العديد من دول العالم، ويحظر عليها العمل في مجال العلوم والبحوث، لكنها مع مرور الوقت بدأت تتفوق على الرجل في عدد من المجالات".

قفزة نوعية
وكانت أمينة فقيم، أشارت في حوار سابق لها بإحدى القنوات التليفزيونية، إن بلادها قفزت قفزة نوعية بمجرد وصول أول امرأة إلى منصب الرئاسة، وأكدت أن المرأة حاضرة في كل الميادين حضورًا مميزًا، ما عدا الميدان السياسي، الذي لا تحبذ فيه سياسة المرأة النسبية لتمكين الوجود النسوي، ولكن أحيانًا نضطر إلى ذلك.

قانون نابليون
عن طبيعة النظام السائد في "موريشيوس" بعدما أصبحت جزيرة صغيرة وسط المحيط الهندي، والتي استقلت عن بريطانيا عام 1968، أوضحت أمينة فقيم عما تركه الاستعماران الفرنسي والبريطاني من آثار في النظامين القانوني والسياسي للبلاد، مشيرة إلى أن «لديهم "قانون نابليون" وهو القانون المدني الفرنسي، ونتبع نموذج "وستمنستر" البريطاني في نظام الحكم».

رئيس شكلي
لم يكن منصبها رئيسة جمهورية يسمح لها أن تتخطى أو تعارض رئيس الوزراء، فكل القرارات في البلاد هي بيد رئيس الوزراء، كما أنه صار جدل في إحدى المرات حينما حاولت معارضته.