رئيس التحرير
عصام كامل

السفيرة نبيلة مكرم: أي محاولات من الجماعات في الخارج لعرقلة الانتخابات ستتم مواجهتها بكل حزم

السفيرة نبيلة مكرم،
السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة

لسنوات طويلة كان خط التواصل مع الجاليات المصرية في الخارج لا يمتد على استقامته، لم يعط أحد ملف "الطيور المهاجرة" الأهمية التي يستحقها، ما كان له بالغ الأثر على علاقتهم بـ"البلد الأم"، غير أن السنوات القليلة الماضية، شهدت ما يمكن وصفه بمحاولات "تحسين الصورة"، ومد الخط على استقامته، حيث خرجت إلى النور وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، وأوكلت لها مهمة التواصل مع المصريين في الخارج، والاستماع إليهم وتذليل كافة العقبات التي تواجههم.


الانتخابات الرئاسية.. واحدة من المهمات الصعبة التي أدارتها الوزارة، وعلى رأسها السفيرة نبيلة مكرم، التي لم تكتف بالجلوس في مكتبها والاطلاع على التقارير التي تردها من الخارج، لكنها أخذت على عاتقها مهمة "المواجهة"، حيث بدأت جولات عدة في عدد من الدول العربية والأوروبية، التقت خلالها الجاليات المصرية، تحدثت معهم عن التحديات التي تواجه مصر، وكشفت لهم حجم الإنجاز الذي تحقق، واستمعت إلى شكواهم، وتعاونت مع وزارة الخارجية وعدد من الوزارات في تذليل العقبات تلك.

وعن الدور الذي لعبته الوزارة في حث وتحفيز المصريين في الخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، المقرر أن تبدأ في الخارج خلال أيام 16 - 17 -18 مارس الجاري، وتفاصيل الجولات الخارجية التي تمت، كان الحوار التالي مع السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج:

بداية.. ما أهم المحاور التي عملت عليها وزارة الهجرة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لحث المصريين في الخارج على المشاركة؟
التزمنا في الوزارة بعدد من المحاور المهمة، بهدف تشجيع وحث المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من بينها عرض إنجازات الدولة المصرية التي حدثت خلال السنوات الماضية، إلى جانب إلقاء الضوء على التحديات التي تواجهها مصر، فضلا عن التعريف بحقيقة الأوضاع في مصر لتصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض، هذا بالإضافة للوقوف على كل المعوقات التي تعرقل مشاركة المصريين بالعملية الانتخابية ومحاولة تذليلها وتقديم كل التسهيلات والخدمات للمصريين في هذه الفترة، لمساعدتهم في المشاركة، كذلك قمنا بحملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي استهدفت ملايين المصريين بالخارج في أكثر من 10 دول، بهدف الرد على الاستفسارات الخاصة بالعملية الانتخابية، عن طريق غرف عمليات مستمرة بالتعاون بين الوزارة والهيئة الوطنية للانتخابات، لتعريفهم أيضا بأماكن القنصليات والسفارات التي من المقرر أن توجد داخلها لجان الاقتراع، فضلا عن تعريف المصريين بالخارج بحقهم الدستوري في الانتخاب، حيث إن لكل مصري بالخارج الحق في الانتخاب سواء بالرقم القومي أو جواز السفر المصري.

أجريت عدد من الجولات في الخارج لتشجيع المغتربين على المشاركة.. حدثينا عن أبرز هذه الجولات؟
بالفعل.. قمت بجولة في مختلف دول العالم شملت دول الخليج السعودية والكويت والأردن، إضافة لفرنسا، إنجلترا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا وأستراليا.

كيف كانت نتائج الجولات تلك؟
وجدت حرصا كبيرا من جميع الجاليات المصرية في مختلف دول العالم على المشاركة في العملية الانتخابية، وذلك لشعورهم بدورهم الوطني المهم في تلك الفترة، ورغبة كل مصري بالخارج أن يشارك في مستقبل بلده، وأن يصبح عنصرا فاعلا في اتخاذ القرار السياسي المصري.

المرشح الرئاسى موسى مصطفى موسى يعاني مما يمكن وصفه بـ"الغياب الخارجي".. فهل تم طرح اسمه والتعريف به خلال جولاتك الخارجية؟
وزارة الهجرة ليس من شأنها التعريف بالمرشحين، كما أنها تقف على مسافة واحدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمرشح المهندس موسى محمد موسى، ودور الوزارة الهجرة يتمثل فقط في حث وتشجيع المصريين على المشاركة في العملية الانتخابية، ومحاولة إيجاد كافة التسهيلات لهم لتشجيعهم على هذه المشاركة.

هل واجهتك أية معوقات من جانب عناصر جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، أثناء جولاتك الخارجية؟
عندما تذهب لأي دولة في العالم سترى مدى التلاحم بين المصريين بالخارج، وحدة الصف المصري بالخارج ستلمسها في كل تحركاتك، فوعي المصريين بضرورة الالتفاف حول وطنهم الأم والدفاع عنها حقيقة على الأرض، وأي محاولات من قبل أي جماعات لعرقلة العملية الانتخابية ستتم مواجهتها بكل حزم وقوة من قبل المصريين بالخارج ودون تهاون.

كونك دبلوماسية سابقة.. كيف تابعت الهجمة التي نفذتها بعض المنظمات الحقوقية الدولية على مصر قبيل الانتخابات الرئاسية؟
علينا إدراك أن البعض في الخارج لا يزال بحاجة لأن يعرف حقيقة الوضع في مصر، ويرى ما يتم من إنجازات لمشروعات عملاقة في مختلف المجالات، وكذلك يلمس تجاه الدولة لبناء مؤسساتها، أما فيما يتعلق بالهجمات ضد مصر فمتوقعة، فمع كل إنجاز يتحقق سنرى مثل هذه الهجمات، لكن مصر مستمرة في حربها الأولى على الإرهاب بالنيابة عن العالم، والثانية معركة "التقدم والنمو".

عدد من وسائل الإعلام الغربية تبنت حملة ممنهجة ضد القاهرة مؤخرا وأخذت في التصعيد، ما هو الدور الذي قامت به الوزارة لتوضيح الحقائق للجاليات؟
وزارة الهجرة تعي جيدا حجم التحديات التي تواجهها مصر في تلك الفترة، ومن بينها الحملات الممنهجة للنيل من استقرار ونهوض هذا البلد، فتحرك وزارة الهجرة لم يكن وليد اللحظة للتصدي لمثل هذه الهجمات، إنما كان هناك تحرك على الأرض منذ مجيء الوزارة، عن طريق استخدام القوة الكبيرة للمصريين بالخارج وتعريفهم بحجم التحديات وما يحدث على الأرض من إنجاز، وكذلك حقيقة الأوضاع في مصر، كما نظمت الوزارة بالتعاون مع وزارة الدفاع عددا من الدورات التعريفية في الأمن القومي لأبناء الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج، فالمصريون بالخارج هم حائط الصد والدفاع الأول عن مصر خارجيا، من خلال تصديهم لهذه الأفكار التي يتم الترويج لها.

هل هناك تنسيق بين وزارة الهجرة ووزارة الخارجية فيما يتعلق بالجولات الخارجية والانتخابات الرئاسية؟
بالطبع.. يتم التنسيق بشكل كامل ومستمر بين وزارتي الهجرة والخارجية فيما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية، حيث إن جميع جولاتنا الخارجية تمت بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية، كما أن ما يتم الاتفاق عليه من تسهيلات وتيسيرات مع رموز الجاليات المصرية بالخارج يتم بتنسيق وتحت إشراف "الخارجية"، فضلا عن التسهيلات المقدمة من عدد من الدول للمصريين خلال أيام العملية الانتخابية.

ما توقعاتك لحجم المشاركة؟
أتوقع نسب مشاركة عالية من المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فما لمسته خلال الجولات المتعددة في مختلف دول العالم يؤكد مدى الوعي لدى المصريين بالخارج بأهمية دورهم في المشاركة، فضلا عن رغبتهم في المشاركة في رسم مستقبل وطنهم.

أخيرًا.. ما رسالتك للمصريين في الخارج قبل انطلاق التصويت خلال الأيام القليلة المقبلة؟
أقول لهم إن المشاركة في الانتخابات الرئاسية حق دستوري لكل مصر، ويجب عليهم استغلال هذا الحق الذي يكفل له المشاركة في صنع القرار السياسي المصري، وعلى المصريين بالخارج أن يعوا حجم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، وما يتم من إنجازات ضخمة على الأرض، إضافة إلى نظرة الدولة المصرية لأبنائها بالخارج باعتبارهم حائط الصد الأول عنها ضد أية أفكار مغلوطة يتم الترويج لها للنيل من بلدهم الأم، فعلى كل مصري له حق التصويت، النزول والمشاركة في اختيار رئيسه المقبل، لرسم مستقبل أفضل له وأولاده.
الجريدة الرسمية