رئيس التحرير
عصام كامل

شخصية تبحث عن مؤلف


في مسرحية "ست شخصيات تبحث عن مؤلف" لبيرانديلو تُولد الشخصيات في رأس الكاتب الذي يرفض وضعها على الورق، ومنحها الحياة لتعيش في عمل فني، ولكن اليوم نتحدث عن شخصية نأمل أن نُوفق في عرضها.. وهي عمدة "شباس عمير" في مسلسل (الوتد) الذي قرر ترشيح نفسه في الانتخابات البرلمانية أمام نائب الدائرة، وكانت المنافسة الانتخابية حامية بينهما، لأن أهالي القرية والقرى المجاورة لم يعلما من منهما قد يكون الفائز..


لكن بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على أحداث المسلسل، فإن أهالي قرية "شباس عمير" وباقي قرى ومدن مصر يعلمون جيدًا أن الرئيس السيسي لن يجد صعوبة في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه، خاصة في ظل وجود مرشح منافس لا يمتلك الشعبية الكافية التي تجعله قادرًا على الفوز.. ورغم ذلك تظل المشاركة السياسية في أحد الاستحقاقات الدستورية أمرًا مهمًا نشجع على القيام به.

جولة سريعة في شوارع العاصمة ستجعلنا نتأمل الكثير من اللافتات الدعائية التي خصصها مواطنون أو أصحاب أعمال تجارية أو شخصيات عامة لتأييد الرئيس السيسي بعيدًا عن الحملة الرسمية.. بعضهم نفذها بطريقة ذكية، وآخرون أقاموها على طريقة "كوهين" ينعي ولده ويصلح ساعات.

ومن دراما خيري شلبي إلى سينما وحيد حامد.. كان عادل إمام يتألق في فيلم (طيور الظلام) قبل عام واحد فقط من إنتاج مسلسل "الوتد".. وقد جمع أحد المشاهد بين الزعيم والفنان أحمد راتب حينما رفض الأخير مساعدته في العمل لصالح حملة انتخابية، مبررًا الأمر بأن تعليق اللافتات سيكون غير منطقي في ظل وجود عرايا يستحقون القماش بدلًا من كتابة الشعارات الانتخابية فوقه.

وهو مبدأ يمكن الاستفادة منه الآن ، خاصة في ظل إعلان الرئيس مسبقًا عن صندوق "تحيا مصر" الذي يعمل على تنفيذ مشروعات مهمة سواء تلك المتعلقة بالحد من ظاهرة أطفال بلا مأوى أو إنشاء المدن الجديدة وغيرها.. وبالتالي بدلًا من إغراق الشوارع في لافتات التأييد سيكون من الأفضل أن يتبرع أصحابها بتكاليفها لصندوق "تحيا مصر" لأن تأييد الرئيس في مساعيه للنهوض بالدولة من عثرتها سيكون أكثر صدقًا من الإعلان عن ذلك.
الجريدة الرسمية