رئيس التحرير
عصام كامل

دلالة الاحتفال الكبير بيوم الشهيد!


تقريبا الأطفال في مصر حتى نهاية المرحلة الإعدادية لا يعرفون من هو الشهيد البطل عبد المنعم رياض، وهناك من سيرى أن الأمر يمتد إلى طلبة المرحلة الثانوية!


وكثيرون من الكبار ممن تجاوزوا الأربعين يعرفون عبد المنعم رياض، لكن لا يعرفون كيف استشهد؟ ولماذا استشهد؟ بينما العملية الأسطورية للثأر له فأقلية فقط تعرفها خلافا لعموم المصريين!

كيف ذلك؟ وكيف حدث ذلك؟ وإن كان ذلك يحدث مع سيد شهداء الجيش المصري وقد استشهد وهو برتبة رئيس أركان الجيش العظيم فماذا عن باقي الشهداء؟

للأسف الأسئلة كثيرة والإجابة عنها طويلة لكن اختصارا فقد كانت السلطة السياسية في مصر طوال أربعين عاما تريد أن تفعل أمرين اثنين: إثبات الالتزام باتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلي، والثاني تشويه فترة حكم النظام الذي كان في حالة عداء مع إسرائيل والتلميح أن مصر في عهده -عهد جمال عبد الناصر يعني- كانت هي المعتدية وعلى خلاف الحقيقة والواقع والتاريخ وعلى خلاف التركيبة العدوانية للكيان الصهيوني!

وطوال هذه السنوات كان الهجوم على فكرة الحرب ذاتها وليس على حرب بعينها وتم السخرية إعلاميا أيضا من فكرة الحرب (فكرة الحرب ذاتها أيضا وليس العدوان على الآخرين) وألغيت تقريبا الأغاني الوطنية الحماسية باعتبارها جزءًا من "العدوانية" دون أن يتحسب أحد أنه ربما لا نريد الحرب لكن ماذا لو فرضت الحرب علينا لأي سبب؟!

وبينما ذلك يحدث هنا كانت مناهج التعليم العسكري تتزايد في مدارس العدو الإسرائيلي ورأينا أطفالا في التعليم قبل الابتدائي يتعلمون الصعود إلى الدبابات!! من باب تشجيعهم المبكر على القتال وعندما سألوا بعضهم -والفيديو موجود- ماذا تريد أن تفعل إن كنت قائدا لهذه الدبابة؟ أجابوا تقريبا فيشبه إجماع بدهس العرب وقتلهم، بينما تلاميذ الابتدائية والإعدادية يتدربون على فك وتركيب الأسلحة الرشاشة!!!

من قرروا ذلك في مصر تسببوا في مشكلات جيل كامل مع الانتماء لبلدهم وافتقدوا الرؤية السليمة الصحيحة فلا تناقض أصلا بين كراهية العدوان والاستعداد لغدر الأعداء في أي لحظة!

اليوم نعيد الاعتبار لليوم الغالي.. بينما عوضت جاهزية الجيش الدائمة وجهازه الإعلامي الوطني الذكي سنوات طويلة وتواجه مصر أعداءها في صورة إرهابيين مجرمين وندفع ثمن الدفاع عن بلدنا شهداء أبرار يلحقون بمن سبقوهم إلى الجنة في قدر هم له وهو لهم!

اليوم نحتفل بشكل لافت سياسيا وإعلاميا باليوم العظيم.. واليوم نعيد بناء الوجدان المصري ونصحح أخطاء كبيرة لم ينتبه إليها أحد.. لكن آثارها خطيرة وسنحتاج وقتا لعلاجها وربما كان إلزام المدارس بنشيد الصاعقة في طوابير الصباح خطوة مهمة.. لا يقدر الكثيرون أهميتها.. لكنها مع خطوات أخرى قادمة ستصحح المسار الخاطئ الذي كنا فيه!
المجد للشهداء.. والنصر للأبطال!
الجريدة الرسمية