«عزة بصل».. امرأة ضد الفساد.. رفضت رشاوى لتمرير مخالفات قانونية لصالح أحد التجار.. وترفع شعار «لا للمال الحرام».. بدأت حياتها موظفة.. والقضاء على الرشوة حلمها
في الوقت الذي تواصل فيه الجهات المختصة التحقيق مع محافظ بتهمة الرشوة، رفضت “رئيس قرية” من دمياط الوقوع في فخ الحرام، وضربت مثالا في الشرف والنزاهة والأمانة.
في قرية البستان، التابعة لمركز دمياط، تجلس “عزة بصل”، رئيسة الوحدة المحلية للقرية، على مكتبها المتواضع، وتحاول جاهدة أن تقدم عملا مختلفا، وأن تثبت للجميع أن هناك خريطة عمل للقضاء على الفساد في كافة القرى والمراكز، وأن هناك تنفيذيين يرفضون الرشاوى والمحسوبيات في العمل.
بداية الحكاية
الحكاية بدأت ببلاغ قدمته “بصل” لهيئة الرقابة الإدارية عن عرض تاجر أثاث يدعى “السيد. م. ح”، رشوة مالية قدرها 15 ألف جنيه، مقابل التغاضى عن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مخالفات البناء وتوصيل المرافق لعقار يملكه بالمخالفة.. المبلغ قد يبدو بسيطا في نظر البعض غير أنه بالنظر إلى أن الواقعة حدثت في قرية بريف دمياط، فهو مبلغ ليس بالقليل.
القبض على التاجر
بعد اتخاذ كافة الإجراءات وبالتعاون الكامل بين الوحدة المحلية وهيئة الرقابة الإدارية تم القبض على التاجر في مكتب رئيسة الوحدة المحلية لقرية البستان متلبسًا بتقديم الرشوة، وإحالته للنيابة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
وتشتهر “بصل” ابنة قرية شرباص التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، بين زملائها بدماثة الخلق والسمعة الطيبة، تقدم الخدمات للجميع سواء في العمل أو غيره، تتمنى كأى مسئول واثق أنه يوما سيقابل ربه وسُيسأل عن رعيته، أن ترى مصر بدون فساد ولا فاسدين، لذلك أخذت عهدًا على نفسها ألا تخالف ضميرها المهنى أو الإنسانى وأن تضرب بيد من حديد على يد كل تسول له نفسه المتاجرة بأرواح المواطنين.
روح القانون
تتحدث بصل عن تفاصيل الواقعة: “أتعامل بروح القانون، ورفضت عروض الراشى أكثر من مرة وحذرته من ذلك الفعل المشين وقلت له لن أسمح بالفساد ولن أستجيب لمطالبك لكنه أصر على اتباع نفس الطرق الملتوية فلم يكن أمامى سوى إبلاغ الجهات المختصة”.
وتابعت: “كان يتعاون معه 2 موظفين بالقسم الفنى بالقرية، وحذرتهما وبعدها نجحت في نقلهما من القرية لكى لا يتم توصيل المرافق بالمخالفة للراشي، وبعدها توجهت إلى الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط، وأبلغته بالواقعة، وبالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية فرع محافظة دمياط، تم ضبط المتهم متلبسا بالمبلغ المالي، وإحالته للنيابة للتحقيق معه”.
وأضافت: “تلقيت أكثر من تهديد من مجهولين، كما فوجئت بتحطيم زجاج سيارتى مرتين عقب القبض على المتهم، في محاولة لترهيبي، وتم إخطار المسئولين بالتهديدات ووقائع التعدى على السيارة”.
لا مجال للرشوة
وعن الصعوبات التي تواجهها وهل تعرضت لنفس الموقف من قبل قالت: “ليست الواقعة الأولى التي أتعرض لها، هناك وقائع مستمرة ولكننى أتعامل معها ولكن المتهم هذه المرة أصرَّ وحاول أكثر من مرة الضغط على لأقبل الرشوة وأوصل المرافق له بالمخالفة”.
بدأت “بصل” عملها رئيسة للوحدة المحلية لقرية البستان بمركز دمياط، منذ أغسطس 2016 الماضي.. وعن هذا تقول: “كنت موظفة في فارسكور وبعدها سكرتيرة لقرية أولاد خلف التابعة لمركز فارسكور بدمياط، وحصلت على شهادات تقدير وجائزة أفضل سكرتير قرية في المحافظة، وربانى والدى رحمة الله عليه ألا أستسلم لضغوط أو أتوانى عن محاربة الفساد وكان دائما ما يقول لى إن دوري تقديم الخدمات للمواطنين والتصدى للفساد بكل ما أملك من قوة، وهو ما أقوم به، حيث إن والدى حاصل على ثانوية عامة وكان أكبر أشقائه وكان دائما ما يحملنى مسئولية تجاه وطني”.
"نقلا عن العدد الورقي.."