رئيس التحرير
عصام كامل

«الصراف الآلي» يهدد ٢٠ ألف موظف بالنقل.. البداية في مترو الأنفاق.. وتطلعات لـ«تعميم التجربة».. الهيئة تتجه لتطبيق النظام الجديد.. وتوقعات بالتراجع عن التعاقد مع 600 موظف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الأزمات التي يعاني منها مترو الأنفاق، لا يمكن اختصارها في البنية التحتية التي أكدت قيادات وزارة النقل، أنها قاربت على الانهيار، وتحديدًا البنية التحتية لـ«الخط الأول» الذي يمتد من «حلوان» إلى «المرج الجديدة»، فبجانب هذه الأزمة، هناك أزمات عدة تطارد وسيلة النقل الأهم في القاهرة الكبرى، أبرزها أزمة العجز في تعداد الصرافين، التي تفرض على الوزارة ضرورة تعيين ما يقترب من 600 صراف لسد العجز، وهو رقم من شأنه إضافة ثقل جديد على الميزانية التي تعاني عجزًا شديدًا.


الصراف الآلي
وفى إطار سعي وزارة النقل لـتوفيق الأوضاع وإيجاد حلول ناجزة للأزمات التي يعاني منها مترو الأنفاق، لجأت إلى تنفيذ خطة «الصراف الآلي»، وتخطط هيئة مترو الأنفاق للتعاقد على شراء ما يقرب من 600 ماكينة، يتم توزيعها بكل المحطات ويمكن للراكب في لحظات الزحام التوجه إليها والحصول على التذكرة الخاصة به دون أي تدخل بشري.

من ناحية أخرى في حالة نجاح خطة «الصراف الآلي» سيتم نقل الصرافين لوظائف أخرى بمواقع مختلفة، وذلك للاستفادة بهم في وظائف أخرى ويبلغ عدد الصرافين بالمترو نحو ألفي صراف، ويتم توزيعهم على العديد من الورديات الصباحية والمسائية.

تعميم التجربة
ووفقًا لمعلومات مؤكدة حصلت عليها “فيتو” فإنه من المتوقع أن يتم تعميم تجربة «الصراف الآلي» داخل بقية وسائل المواصلات بالقاهرة الكبرى، وقطارات السكك الحديدية، وهو ما سيوفر عددًا كبيرًا من العمالة ويساعدها في إعادة البناء الداخلي للشركات وتوفير مبالغ مالية كبيرة لصالح هذه المؤسسات والشركات.

وتستهدف وسائل النقل العام تطبيق المشروع للاستغناء عما يقرب من 8 آلاف كمسري بكل سيارات النقل العام التي تعمل بالقاهرة الكبرى بكل أنحاء الجمهورية.

المثير في الأمر هنا أن نجاح التجربة في «مترو الأنفاق» جميع الشواهد تؤكد أن تطبيقها في قطارات السكك الحديد، سيكون محفوفًا بالمخاطر، والتي يعمل بها ١٠ آلاف كمسري وصراف هو ما أجمع عليه عدد كبير من المسئولين، الذين أكدوا صعوبة التطبيق بالهيئة العتيقة سوى على القطارات المكيفة فقط والتي تتميز بأنها محكمة الغلق، وبالتالي يمكن التحكم في إصدار التذكرة للراكب على القطار، ولكن لابد من الإبقاء على المفتشين خاصة مع طول مسافة القطار، والعدد الكبير من المحطات التي يتوقف بها مما يصعب من تنفيذ الفكرة.

الفشل
من جانبه قال طارق فهمي، نائب رئيس نقابة كمسارية السكك الحديد: فكرة وجود ماكينة لإصدار التذاكر محكوم عليها بالفشل، خاصة أن شركة «ترانس آى تي» المملوكة للسكك الحديد، تعمل منذ 15 عامًا تقريبًا على ميكنة التذاكر، ولم تفلح حتى الآن، وبالتالى فإنها لن تتمكن من التطور لدرجة إصدار تذكرة من خلال الماكينة الإلكترونية.

«فهمي» طالب بالعمل على تدريب الكمسارية على ماكينات حديثة وتدريب الصرافين وغيرهم، بدلا من الحديث عن منظومة من الصعب الاستعانة بها في السكك الحديد في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه يمكن الاستعانة بها في المترو والنقل العام أو حتى القطارات المكهربة إذا تم الانتهاء منها.

في ذات السياق  قال علاء سعداوي، عضو الاتحاد الدولى للنقل: الفترة المقبلة لا بد أن تشهد عمليات التوسع في المعدات الحديثة، بدلا من الاعتماد على العنصر البشري الذي ثبت فشله وخاصة في السكك الحديد.

وتابع: الماكينة الخاصة بإصدار التذاكر مشروع جيد جدًا خاصة في مترو الأنفاق والذي يشهد زحامًا غير طبيعي في ساعات الصباح المبكر، وبالتالى فإن هذه الماكينات تسهم في تخفيف الزحام بنسب لن تقل عن 100%.

وطالب «سعداوي» بالإسراع في عمليات الميكنة، مشيرًا إلى أن حوادث السكك الحديد جميعها بسبب العنصر البشري، ولا بد من تقليل الاعتماد على العناصر البشرية والتوسع في التكنولوجيا في كل قطاعات السكك الحديد، بدلا من الاعتماد على عمالة غير مدربة وغير مؤهلة.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية