آنا تشابمان.. القصة الكاملة لـ«جاسوسة بوتين».. تلقب بـ«قنبلة الجنس».. اتجهت لعروض الأزياء بعد الإفراج عنها.. وعادت إلى روسيا في صفقة تبادل جواسيس لتنضم إلى أكثر من ١٠٠ امرأة جذابة
كان من المستحيل أن يعتقد سكان ضاحية مونتكلير، في نيوجيرسى أن جارتهم التي تتميز بالهدوء والتواضع جاسوسة روسية.. “آنا تشابمان” أو “جاسوسة بوتين”، جمعت كل مواصفات الجاسوسة الناجحة، بداية من جمالها الأخاذ وذكائها إلى قدرتها على اتخاذ القرارات في الأوقات العصيبة وشبكة علاقاتها.
ولدت تشابمان في فولغوغراد في فبراير 1982 لأب يعمل بالسفارة السوفيتية في نيروبي، كينيا، وكان مسئولا كبيرا في الاستخبارات السوفيتية، والتحقت بجامعة موسكو وحصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من نفس الجامعة مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى من نفس الجامعة.
في عام 2001، انتقلت إلى لندن وعملت بعدد من الشركات حتى التقت بزوجها السابق أليكس في حفلة بلندن، وتزوجا في موسكو، ونتيجة لذلك حصلت على الجنسية البريطانية.
لكنها انتقلت في عام 2009 إلى نيويورك بعد طلاقها من أليكس، وأنشأت شركة بيع عقارات دولية، وقال أليكس لوسائل الإعلام: “إن الشركة كانت تعانى من المديونية في أول عامين، ثم فجأة أصبح لديها 50 موظفا ومشروع تجارى ناجح”.
قضت تشابمان وقتها بين عامى 2009 و2010 بمواعدة مايكل بيتان وهو مالك مطعم شهير في نيويورك حتى تم اعتقالها.
ففى 27 يونيو 2010، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالى آنا مع ثمانية جواسيس روس آخرين في مانهاتن، وتصدر هذا الخبر عناوين وسائل الإعلام، وأثار ضجة وصفها البعض بالضجة التي أحدثتها الحرب الباردة، بل إن قصتها ألهمت صناع الدراما لإنشاء برنامج عن التجسس باسم “الأمريكيون The Americans”.
لم تتوقع آنا أن اتصالا مع والدها ضابط الـ”كيه جى بي” سيؤدى إلى إسراع السلطات الأمريكية في اعتقال الجواسيس الروس العشرة في الولايات المتحدة، حيث خضعت آنا لمراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي، وحاول وكيل متخفٍ لـ “إف بى آي” سحبها في فخ في مقهى “مانهاتن”، وانتحل شخصية ضابط مخابرات روسى وقدم لها جواز سفر وهميًّا مع تعليمات لتوصيله إلى جاسوس آخر، ولم تتردد آنا ووافقت على أداء المهمة الصعبة رغم تحذيرات المخابرات الروسية بعدم مقابلة أي شخص وجها لوجه.
كانت آنا تساورها الشكوك وقررت إجراء عدة مكالمات مع والدها في موسكو لأخذ رأيه، وانتهت إلى الالتفات عن مشورة والدها وسلمت جواز السفر إلى مركز للشرطة المحلية، وألقى القبض عليها بعد وقت قصير، حيث استطاع مكتب التحقيق الفيدرالى تسجيل الفخ والتنصت على المكالمات.
وبعد إدانة الجواسيس الروس، أجرت روسيا والولايات المتحدة صفقة تبادل جواسيس عُرِفت بأنها الأكبر من نوعها منذ عام 1986، وعادت تشابمان إلى روسيا رغم أنها أبدت رغبتها في الانتقال إلى المملكة المتحدة باعتبار أنها تملك الجنسية البريطانية، لكن سرعان ما تم سحب الجنسية البريطانية منها وحرمانها من السفر إلى المملكة المتحدة مرة أخرى.
ويبدو أن تشابمان تقبلت الأمر الواقع، وقررت بدء حياة غير عادية في موسكو، حيث تم تعيينها في مجلس الحراس الشباب للاتحاد الروسي.
وفى أكتوبر 2010، ظهرت على غلاف النسخة الروسية من مجلة “مكسيك للملابس الداخلية”، وضمت المجلة أيضا تشابمان إلى قائمة “أكثر 100 سيدة جذابة في روسيا”.
وفى يناير 2011، عملت كمقدمة لبرنامج أسبوعي، وظهرت كعارضة أزياء في أسبوع الموضة بموسكو وتركيا، وأطلقت خطًّا لموضة الثياب الفضفاضة في عام 2014.
لكنها أثارت الجدل مرة أخرى عندما تلقت مهمة إغواء عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، الذي فضح طرق التجسس الأمريكية وتنصتها على هواتف قادة العالم.
وكلف المسئولون في المخابرات الروسية “قنبلة الجنس تشابمان”، كما يطلقون عليها، لإغراء سنودن لإبقائه مدى الحياة في موسكو، وعرضت عليه الزواج بتغريدة عبر تويتر، قالت فيها: “هل تتزوجني، يا سنودن؟”، ورد عليها بالموافقة.
وأصبحت آنا من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر صورا ومقاطع فيديو لنفسها، وتبدو عادة بملابس أنيقة براقة وسط مناظر يكسوها الثلج في إسطبلات الخيل واستوديوهات التليفزيون.
"نقلا عن العدد الورقي"..