«أيظن» أول قصيدة تغنيها نجاة الصغيرة لـ«نزار قباني»
في مجلة الكواكب عام 1998 كتبت نجاة الصغيرة ضمن بعض ذكرياتها مع أغانى نزار قباني بمناسبة وفاته قالت فيه:
"بعد رحيل شاعرنا الرومانسي الكبير نزار قباني ما زال هناك شعراء يحاولون تقليده، وكتاب يسرقون مقاطع كاملة من شعره ضمن مقالاتهم واستعين على هؤلاء بجمال الأصل النزاري".
وتابعت:" ما زال هناك متحذلقون يتهمونه بالتفاهة والسطحية وأعرض عن هؤلاء بسماع عبد الحليم حافظ يغني "اشتقت إليك فعلمني كي لا اشتاق، ولازال هناك متطرفون يكفرونه ويفسقونه واستعين على هؤلاء بقوله تعالى " كتب ربكم على نفسه الرحمة ".
وأضافت:" عدت بذاكرتي إلى تلك الأيام الحلوة التي شهدت بداية اللقاء بين شعر نزار وبيني، عدت أتذكر كيف غنيت رائعة نزار "أيظن، وصحبتنى الذكريات" إلى يوم أن كنت في زيارة للشاعر الكبير كامل الشناوى، الذي كانت تربطني به علاقة عميقة من الود والتعاطف والتفاهم والتشجيع، وفاجأني الأستاذ الشناوى بسؤال لم أتوقعه. قال: إلى متى نتكلم ونغني بالعامية ؟ لماذا يا نجاة لا تغني قصائد مختارة ؟ ووجدتني أسأله : زى إيه يا أستاذ كامل ؟ قال بحماس : زى القصيدة دى".
واستطردت الفنانة الكبيرة في مقالها: " أمسكت بالقصيدة، وزحفت عيناي وثابة فوق الكلمات والسطور، وكان عنوان القصيدة "أيظن" وكانت الكلمات تقول :
أيظن أنى لعبة في يديه؟.....أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد..كأن شيئا لم يكن....وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : أني رفيقة دربه... وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إلى كيف أرده... وصباي مرسوم على شفتيه
وواصلت قائلة: " سعدت بالقصيدة جدا وأعجبني موضوعها وعبقرية الصور الفنية التي رسمها الشاعر الفنان نزار قباني، وما هي إلا دقائق وكنا ـــــ كامل الشناوى وأنا ــــ في منزل الأستاذ عبد الوهاب. أعجب عبد الوهاب بالقصيدة وعلى الفور قام بالاتصال بنزار الذي أبدى سعادة كبيرة عندما عرف أن عبد الوهاب سيلحن قصيدة أيظن لتغنيها نجاة الصغيرة، فقد كانت أول قصيدة تغني من دواوينه في مصر".
واختتمت مقالها: " بعد ذلك التقيت نزار قباني أول مرة في بيت الأستاذ عبد الوهاب عندما جاء إلى القاهرة، رأيته شابا وسيما رقيقا مثل نبلاء العصور الوسطى شاعر حتى في مفردات حديثه العادي".