رئيس التحرير
عصام كامل

ترخيص قناة الجزيرة والأمن القومى


لا أحد يستطيع أن ينكر على قطر حقها فى البحث عن دور ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط بل فى العالم كله، من حقها السعى لخلق نفوذ لها واستغلال كل إمكانياتها طالما أن لديها القدرة على ذلك.


أيضا من حقها أن تستثمر أموالها فى أى مجال أو أى مكان فى العالم حتى فى تل أبيب، ومن حقها كذلك أن يكون لها تواجد بين الكبار من خلال محاولات نقل جامعة الدول العربية إلى الدوحة وتنظيم كأس العالم حتى ولو كان ذلك بدفع رشاوى لأعضاء الفيفا وهذه قضية مثارة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم قد تتسبب فى إلغاء تنظيمها للبطولة.

كما أنه من حق قطر أن تكون لها شبكة إعلامية تساندها فى تحقيق أهدافها التى تطمع إليها، وقناة الجزيرة قامت بهذا الدور على أكمل وجه حتى قيل "إنها قناة خلقت دولة"، إذن من حق قطر أن تسلك كل الطرق التى تحقق أهدافها، لكن ليس من حقها أن تنشئ قناة متخصصة تحمل اسم مصر وتنقل أخبارها فقط.

من حق قناة الجزيرة العامة أن يكون لها مكتب إعلامى فى مصر وينقل أخبارها كجزء من خدمة إخبارية عامة تقدمها القناة مثل كل المكاتب الموجودة على أرض المحروسة سواء كانت قنوات فضائية أو وكالات أنباء أو صحفا لكن ليس من حقها أن تكون لها قناة فى مصر متخصصة فقط فى أخبارها لأن هذا لا يحدث فقط إلا فى حالات الاحتلال كما حدث مع العراق أثناء الاحتلال الأمريكى حينما أنشأت أمريكا قناة الحرة العراقية.

وانطلاقا من ذلك فإن ترخيص "قناة الجزيرة مباشر مصر" معناه احتلال قطرى لمصر أى إهانة لمصر وتهديد لسيادتها الوطنية، ولهذا السبب كان أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق قد أوقف بثها من مصر وتعرض لهجوم شديد من جماعة الإخوان المسلمين لكن مؤخرا وبضغوط إخوانية قامت الهيئة العامة للاستثمار بترخيص القناة كشركة مساهمة مصرية تعمل فى الأحداث الجارية بالمخالفة للقوانين المصرية التى تمنح هذا الحق فقط لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى كما أنه يرأسها رجل أعمال عربى رغم أنها شركة مصرية كما هو واضح من الاسم، هذا بالإضافة لانتهاكها للسيادة الوطنية المصرية.

صحيح أن قناة الجزيرة "باستثناء الرياضية حيث الدوريات الأوربية" لم تعد تستحوذ على اهتمام المواطن المصرى كما كانت قبل الثورة ونسبة مشاهدتها مقارنة بالقنوات الفضائية المصرية الخاصة نسبة لا تذكر لأنها أصبحت ناطقة باسم الإخوان وهذا يؤكده برامجها والهاربون من العمل فيها.

ولذلك تحاول إغراء ضيوفها بالمقابل المادى، ورغم ذلك فإن ترخيص قناة الجزيرة مباشر مصر فيه إهدار للسيادة المصرية فيجب على المسئولين فى الدولة وخاصة جهاز الأمن القومى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الكارثة، وختاما أنا كمواطن مصرى لا أشعر بارتياح ناحية أسرة قطر الحاكمة وقادة حركة حماس وأتمنى ألا تخسر مصر الدول العربية كلها بسبب الشيخ حمد وخالد مشعل.

الجريدة الرسمية