قانون التجنيد الإسرائيلي.. بين أزمة المتدينين وتبكير موعد الانتخابات
تشهد الحلبة السياسية في إسرائيل حاليا، أزمة كبيرة على خلفية قانون التجنيد الذي ينذر بالاتجاه نحو انتخابات مبكرة في ظل تمسك وزير المالية موشيه كحلون وأعضاء الكنيست المتدينين المتشددين (الحريديم)، بتهديداتهم بتفكيك الحكومة، حتى نهاية الشهر، إذا لم يتم التوصل إلى حل لأزمة الائتلاف المحيطة بمشروع قانون التجنيد الذي يطالب بإعفاء المتدينين من الالتحاق بالجيش.
موعد المصادقة على القانون
وفي اجتماع للجنة المالية طالب المتدينين بتحديد موعد للمصادقة على قانون التجنيد، وقال رئيس اللجنة المشتركة لفحص قانون التجنيد، النائب نيسان سلوميانسكي من حزب "البيت اليهودي": "لن أتحمل مسئولية إسقاط الميزانية، لكننا لن نمرر قانونا غير مناسب من دون استكمال مناقشته. يجب عليك وعلى المدير العام لوزارة المالية الاجتماع معا وحل المشكلة".
"يهدوت هتوراة"
وأوضحت هاآرتس، أن هناك خلافا في الآراء داخل حزب "يهدوت هتوراة" حول الحل المتفق عليه للأزمة المحيطة بمشروع قانون التجنيد وميزانية الدولة.
وقالت مصادر في "ديجل هتوراة"، جناح عضو الكنيست موشيه غفني، إنهم سيقدمون اقتراحهم للتسوية وسيصوتون على الميزانية دون موافقة نائب الوزير يعقوب ليتسمان، الذي ينتمي إلى فصيل "أجودات يسرائيل".
ويهدد ليتسمان بالتصويت ضد الميزانية إذا لم يصادق على قانون التجنيد الجديد، الذي يسعى إلى ترتيب الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلبة المدارس الدينية، بدلا من القانون الذي ألغته المحكمة العليا في سبتمبر الماضي.
وكان من المفترض أن يجتمع أعضاء البرلمان الثلاثة من حزب "ديجل هتوراة"، مع حاخاماتهم، واطلاعهم على الخطوط العريضة لحل الأزمة، لكنه تم تأجيل الاجتماع، بسبب مرض الحاخام ادلشتاين.
وتنص الخطوط العريضة على: المصادقة على مشروع قانون التجنيد في القراءة الأولية حتى عيد الفصح، إلى جانب التصويت على الميزانية، وإجراء المناقشات حوله خلال العطلة بعد انتهاء عيد الفصح، وإقرار القانون في الشهر الأول من دورة الكنيست الصيفية.
ويختلف هذا الموقف عن موقف مجلس حكماء التوراة في "أجودات يسرائيل"، الذي يطالب بالتصويت على القانون بالقراءات الثلاث قبل الموافقة على الموازنة.
وقالت مصادر في "ديجل هتوراة" لصحيفة "هاآرتس: "نحن نستمع فقط لتعليم حاخاماتنا وليس لتعاليم الأدمور غور (الطائفة التي ينتمي إليها ليتسمان) فليصوت ليتسمان ضد الميزانية، لدينا أغلبية دونه".
التوجه للانتخابات
وقال المقربون من ليتسمان، إنه يقدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يريد التوجه للانتخابات، في ضوء حقيقة أنه لا يبذل ما يكفي من الجهود لإنهاء الأزمة، وإن الليكود لا يقدم حلا، لو كان نتنياهو يرغب في حل الموضوع لكان قد بذل جهدا أكبر ـ ليتسمان لا يريد التوجه للانتخابات، لكنه لن يخاف من التوجه للانتخابات إذا لم يمر مشروع قانون التجنيد المنقح قبل الموافقة على الميزانية، وفقا لتوجيهات مجلس حكماء التوراة".
مصدر مقرب من رئيس الحكومة قال: "نتنياهو لا يريد تبكير موعد الانتخابات"، وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه في الوقت الذي يتبادل فيه كحلون والمتدينين المتشددين التهديدات والاتهامات، حول رئيس الوزراء نتنياهو، إلا أنه غير مهتم بالانتخابات الآن، لكنه يطالب بحل طويل الأجل.