تقرير أمريكي: ألف عنصر من القاعدة في مصر
كشف تقرير أمريكي عدد جيش تنظيم القاعدة حول العالم، لافتًا إلى وجود نحو ألف عنصر إرهابي للتنظيم في مصر.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة أصبح أكثر قوة بعد تراجع حضور "داعش" في العراق وسوريا، وخسارة أغلب المناطق التي تقع تحت سيطرته، وأيضا استفادته من الربيع العربي في التمدد وجذب عناصر جديدة للتنظيم.
أنقاض داعش
وذكر تقرير بحثي قام به مركز العلاقات الدولية الأمريكي "CFR" حول النمو الجديد للقاعدة، وعودة التنظيم من جديد أن تنظيم القاعدة استغل محاربة العالم لتنظيم "داعش" الإرهابي في كل من سوريا والعراق، وذلك لإعادة ترتيب صفوفه بهدوء والقيام ببناء تمركزات بعدة دول في آسيا وأفريقيا.
وأوضح التقرير، أن التنظيم أعلن الصيف الماضي عن نفسه خلال جماعات جديدة ظهرت في أفغانستان، كما أنها عززت تواجدها في سوريا واليمن والصومال.
الربيع العربي
وأضاف المجلس أنه رغم أن تنظيم القاعدة أعاد بناء نفسه من جديد قبل ثورات الربيع العربي عام 2011، إلا أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال انتفاضة الربيع العربي ساعدتها كثيرًا على تطوير نفسها وتنظيم صفوفها.
واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني الذي نتج عن الاضطرابات التي تسببت فيها أحداث ما سمي بالربيع العربي لحشد مقاتليه وتوزيعهم في عدد من الدول التي تعاني من الانفلات الأمني، إلا أنه قام بتجنيد عدد من الجماعات الإرهابية المحلية في تلك المناطق لتصبح أذرعا له لزيادة نفوذه في تلك المناطق، وللقيام بعمليات تخدم مصالحه في نشر الإرهاب والفكر المتطرف.
كما أن سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث وإلصاق أعمال التخريب بالمتظاهرين أو الشرطة، أبعدت الأنظار عنها ومكنتها من إدخال عناصرها للعديد من الدول.
مقتل القيادات
وأكد الموقع أن مقتل قيادات "القاعدة" في مقدمتهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن وأنور عولقي، وأبو يحيى الليبي، ثاني قيادته، جعل الجميع يظن أنه تم القضاء عليها، ولكن ظهور قيادتها مرة أخرى بعد الثورات يؤكد استعادتها لمجدها من جديد ومنهم أيمن الظواهري والذي ظهر كقائد قوي ذي رؤية إستراتيجية.
وأشار الموقع إلى أن التنظيم الذي يعتبر عدو أمريكا اللدود بات يضم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين نفذوا هجمات بالشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب وشرق آسيا وأوروبا وروسيا، لافتًا الانتباه إلى أنها حركة عالمية لها مقاتلون بكل دول العالم.
وقام البحث بإعداد خريطة تبين أعداد المقاتلين التابعين للقاعدة، سواء من الأفراد الأصليين للتنظيم أو من الجماعات التي أعلنت ولاءها للقاعدة، حيث يعتقد أن عددهم جيش القاعدة حول العالم أكثر من 47 ألف مقاتل موزعين كالتالي؛ 20 ألفا في سوريا، 4000 في اليمن، و9000 في الصومال، و6000 في ليبيا، و4000 في منطقة الساحل والصحراء، و800 في أفغانستان وباكستان والهند، و300 في بنجلاديش وميانمار، و3000 في إندونيسيا وأخيرا نحو 100 مقاتل في الشيشان.
وأوضح الموقع أن عددا كبيرا من عناصر القاعدة الذين كانوا داخل السجون، أطلق سراحهم ما بين عامي 2012 و2013، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وإمساك حركة الإخوان بزمام الأمور وتمكنت من التغلغل في المجتمع المصري خلال فترة حكمهم، مشيرًا إلى أن الظواهري حذر مرسي من القوى الغربية، ومحاولاتها التخلص منه.
الظواهري
وأكد التقرير، أن أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة، عمل بشكل سري على نشر تأثير التنظيم فور ورود أنباء عن سقوط تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، حيث استطاع إقناع العديد من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا بأن داعش أصبح "ورقة محروقة"، وأن التخطيط على المدى الطويل هو الحل لاستمرار تلك الجماعات في أنشطتها، الأمر الذي يجعل القاعدة يعيد تقلد زعامة الإرهاب العالمي.
الصراع المذهبي
وتناول الموقع دور التنظيم إلكترونيًا، موضحا أن الرسائل التي كان يبثها أعضاؤه ساهمت بشكل كبير في زيادة التوتر بين السنة والشيعة، وهو ما مكن الحركة من الدخول في السياسة السورية وإبراز وجودها في المجتمع مستغلة اسم جبهة النصرة لتقوية تأثيرها بالمجتمع بالتعاون مع تنظيم "داعش".
وأكد الموقع أن الظواهري تمكن من تكوين شبكة عالمية تحت إمرته عن طريق اللامركزية ونشر أتباعه بكل دول العالم، وتجنب عمليات القتل الجماعي وخصوصا التي تضم مدنيين مسلمين لكي يجذب الشباب إليه على أنه جماعة دينية معتدلة، وتطوير وتنمية نفسه باستمرار.