رئيس التحرير
عصام كامل

المؤسسات الدينية تحتفل باليوم العالمي للمرأة.. «الأزهر» يدشن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.. المفتي: الشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة وتكرمها.. وضمنت حقها في الميراث

فيتو

حرصت المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء على المشاركة في احتفالية اليوم العالمى للمرأة، وذلك انطلاقا من تكريم الإسلام للمرأة ومنحها قدر كبير من الحقوق والحريات، وكذلك للمشاركة الاجتماعية التي تحرص تلك المؤسسات على الاهتمام بها.


تدشين حملة
ودشنت صفحات الأزهر الشَّريف الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك - تويتر - إنستجرام) حملة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وذلك تقديرًا لدورها الفاعل في بناء الأسرة وتطوير وتنمية المجتمعات.

واستعرضت الحملة، أبرز كتابات ومقولات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، التي دافع فيها عن حقوق المرأة، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية تجعل المرأة شريكة الرجل في الحقوق والواجبات، وأن العالم العربي والإسلامي في أَمَسِّ الحاجة الآن لإعلاء مكانة المرأة واستغلال طاقتها المهدرة، ولا سيِّما في ظل التحديات الراهنة.

كما تبرز الحملة مجموعة من فتاوى النساء، وتوضح للمتابعين كيف عالج الأزهر الشَّريف قضايا الزواج والطلاق والعنف تجاه المرأة والحرمان من التعليم وغيرها من القضايا الحياتية التي تمسها وتحافظ على البناء الأسري.

عام المرأة
وكان الأزهر الشَّريف أعلن أن عام 2017م هو عامٌ لتكريم المرأة وإنصافها، ورفض تهميشها ونادي بتكريمها واحترام حقوقها، معلنًا استعداده التام لدعم قضايا المرأة المصرية والعربية، والمرأة في المناطق المنكوبة، إيمانًا من الأزهر بدورها الفاعل في المجتمع.

وأصدر الأزهر الشَّريف -أمس الأربعاء- بيانًا هنأ فيه نساء مصر والعالم بمناسبة احتفالات اليوم العالمي للمرأة، وحيَّاهُن على ما يبذلنه من جهد وما يقدمنه من عطاءٍ وتضحيات، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية حرمت أي مساس بكرامتها أو انتهاك لإنسانيتها، وأقامت ميزان العدل بينها وبين الرجل؛ أبًا أو زوجًا أو أخًا أو ابنًا، بما يكفل لكليهما أداء دوره بفاعلية في بناء أسرة صالحة ومجتمع قوي مترابط.

وأقرأ أيضًا:
المجلس القومي للمرأة يشيد بدعم الأزهر للمرأة

دار الإفتاء
من جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة وتكرمها وتعلي من شأنها بعدما كانت تتعرض للكثير من الظلم والمهانة قبل الإسلام في الجزيرة العربية وغيرها، كما أن الشريعة الإسلامية تكرم المرأة وتمنحها كل حقوقها المشروعة، داعيًا إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات والهيئات المعنية من أجل وضع المرأة في مكانها الصحيح.

حقوق المرأة
وقال مفتي الجمهورية في كلمته، اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي يوافق 8 مارس من كل عام: إن الشريعة الإسلامية تحتفي بالمرأة وتمنحها كل حقوقها المشروعة، مؤكدًا أن المرأة كانت ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام فقد جعل لها الإسلام حق الحياة بعد أن كانت تُدفن حية بعد أن تسودَّ وجوه من بُشِّروا بها، في قول الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}، وقول المولى عز وجل: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ}.

شريك أساسي
وأضاف مفتي الجمهورية، أن المرأة شريك أساسي في تحقيق البناء والتنمية في الدولة باعتبارها نصف المجتمع، فهي إما أنها أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، وما تقوم به من دور كبير في تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع وقادرة على العمل والبناء لا يمكن لأحد أن ينكره.

وأوضح فضيلة المفتي أن الإسلام جعل بر الأم ثلاثة أضعاف الأب حتميًّا على الأبناء، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات أي بطاعة الأبناء لهن، وأعطاها حق العمل ومشاركة الرجال في تنمية البلدان والمجتمعات، وبلغ الاعتداد بالمرأة في الإسلام مبلغًا لم تصل إليه تشريعات البشر الوضعية إلى يومنا هذا ولا تستوعبه حتى قيام الساعة.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الجزيرة العربية كان لديها أنماط عديدة من العلاقات بين الرجل والمرأة وهي علاقات غريبة ولا ينتج عنها تكوين أسرة حقيقية تؤدي لاستقرار المجتمع، حتى جاء الإسلام وألغى كل هذه الأنماط غير السوية وحصرها في العلاقة الشرعية، وهي علاقة الزواج بين الرجل والمرأة، حفظًا لكرامة المرأة وإعلاء لشأنها.

وقال فضيلة المفتي: يكفي أن إكرام المرأة واتقاء الله فيها من خواتيم وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «استَوْصُوا بالنساء خيرًا»، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة وجعلتها وارثةً نصيبًا مفروضًا بعد أن كانت تورَّث بذاتها وتتنقل بين الرجال انتقال التركات، وأفرد لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها في الجاهلية.

حق الميراث
وقال فضيلة المفتي: لقد كانت المرأة قبل التشريع الإسلامي مهدرة الكرامة، وكانت شبه سلعة، ولما جاء الإسلام كرمها وكأنه أنقذها من هذا المستنقع الصعب الذي لا يمكن أن يرضاه إنسان.

وأقرأ أيضًا:
دار الإفتاء تحتفي باليوم العالمي للمرأة: استوصوا بالنساء خيرا

وشدد مفتي الجمهورية على أن الإسلام ضمن للمرأة حقها في الميراث وحرم أكله بالباطل، مشددًا على أن العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث، وينبغي أن نصحح ذلك لأن القرآن الكريم عندما نزل حدد للمرأة ميراثها وحقوقها الشرعية.
الجريدة الرسمية