رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد العملية «سيناء 2018».. استشهاد وإصابة 35 بطلا.. 900 مليون جنيه تعويض متضرري المنطقة العازلة.. مقتل 105 إرهابيين وضبط 2829 مشتبها بهم.. والمتحدث العسكري: ملتزمون بحقوق الإنسان

فيتو

أكد العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أن أبطال القوات المسلحة والشرطة مستمرون في تنفيذ المهام المقدسة بروح معنوية عالية لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، وأن العمليات مستمرة حتى تحقيق جميع أهدافها المخططة، مشيرا إلى أن خطط وبرامج التنمية الشاملة في سيناء لم تتوقف بالتزامن مع الحرب على الإرهاب.

جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفي الثالث للعملية الشاملة "سيناء 2018" الذي نظمته إدارة الشئون المعنوية بالمركز الإعلامي للقوات المسلحة، بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية المعتمدة في مصر، الذي استعرض فيه ملخصًا لنتائج أعمال القتال على مدار الأسابيع الماضية وأبرز مستجدات الموقف الحالي لخطة المجابهة الشاملة التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة للقضاء على الإرهاب بكافة الاتجاهات الإستراتيجية.

تأمين حدود الدولة
وأشار إلى اتخاذ جميع الإجراءات لتأمين حدود الدولة البرية والساحلية والتصدي بكل قوة لأي محاولة اختراق خط الحدود الدولية، مؤكدا إلى احترام مصر لسيادة كافة الدول المتصلة بحدود جغرافية مع مصر والتنسيق الكامل معها لضبط وتأمين الحدود وتبادل المعلومات الخاصة بوجود وتحرك العناصر الإرهابية.

وكشف العقيد أركان حرب تامر الرفاعي المتحدث العسكري عن أسلوب عمل القوات بمناطق النشاط الإرهابي على الاتجاه الإستراتيجي الشمالي الشرقي.
 
وأوضح أنه يتم تقسيم مناطق عمل القوات بدايةً من الضفة الغربية لقناة السويس حتى خط الحدود الدولية بداية من المجرى الملاحي لقناة السويس، حيث تقوم القوات القائمة على التأمين بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتأمين حركة الملاحة بقناة السويس، وتشديد إجراءات التفتيش على المعابر والمعديات المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء لمنع تسلل أو انضمام أي عناصر قادمة من الوادي والدلتا، لدعم الإرهاب في سيناء، وكذا منع انتقال العناصر الإرهابية من سيناء إلى مناطق أخرى بعمق الدولة.

ولفت إلى أنه في نطاق الجيش الثاني الميداني بشمال سيناء بالمنطقة المتآخمة للضفة الشرقية لقناة السويس حتى مناطق العمليات فتنتشر بها القوات لتمشيط كافة الطرق والدروب والمدقات، وضبط أي عناصر إرهابية أو متعاونة معها، ومنع أي تسلل للعناصر الإرهابية من مناطق الاشتباكات ومنعها من إعادة تمركزها بتلك المنطقة.

وتابع المتحدث العسكري: «كذلك المنطقة الواقعة بعد المنطقة المتآخمة للضفة الشرقية لقناة السويس حتى خط الحدود الدولية التي تضم قوات قائمة على تمشيط وتفتيش الأرض والزراعات والمناطق السكنية بشمال سيناء وتدمير كل ما يمثل بنية تحتية للعناصر التكفيرية سواء ملاجئ أو خنادق أو مخازن للأسلحة والذخائر والمتفجرات والمعدات الفنية».

اكتشاف مخابئ الأسلحة والذخائر
وأضاف أن القوات تمكنت من اكتشاف العديد من الملاجئ تحت الأرض بها كميات من الأسلحة والذخائر والعديد من الخنادق بالمناطق السكنية، وكذا فحص الأفراد للتأكد من سلامة موقفهم وتحويل المشتبه بهم إلى الجهات الأمنية المختصة.

وأكد أن القوات تنفذ ذلك على الأرجل خاصة في المناطق السكنية، والمنطقة التي يتم تفتيشها تقوم الشرطة المدنية بفرض السيطرة وإعادة الحياة بها إلى طبيعتها، كذلك القوات القائمة بمهاجمة البؤر الإرهابية المرصودة بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة بشأن وجود العناصر الإرهابية بها حيث يتم التعامل مع البؤر الإرهابية بتطويق البؤر الإرهابية ثم مداهمتها بواسطة القوات البرية ويعاون أعمال قتالها القوات الجوية طبقًا للموقف وبتنفيذ هجمات جوية وقصفات مدفعية ضد البؤر الإرهابية الواقعة خارج التجمعات السكنية.

تعويض متضرري المنطقة العازلة

وأشار إلى أن ذلك يأتي بجانب قوات التأمين المكلفة بتنفيذ الارتكازات الأمنية على الطرق والمحاور الرئيسية بمناطق العمليات بشمال سيناء، مع قيام عناصر المهندسين العسكريين بتأمين القوات ضد العبوات الناسفة، واكتشاف وتدمير الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودى بشمال سيناء بالتعاون مع قوات حرس الحدود، فضلًا عن استكمال إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودى وتعويض المتضررين بواسطة الجهات المعنية بالدولة ودفع نحو (900) مليون جنيه.

واستعرض العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، أعمال القوات المسلحة بنطاق الجيش الثالث الميدانى بوسط سيناء، وذلك بالمنطقة الأولى المتآخمة للضفة الشرقية لقناة السويس حتى مناطق العمليات. 

وأوضح أن هذه المنطقة تنتشر بها القوات لتمشيط كافة الطرق والدروب والمدقات والمناطق الجبلية لضبط أي عناصر إرهابية أو المتعاونة معها أو الفارة من مناطق الاشتباكات ومنعها من إعادة تمركزها بتلك المنطقة مع غلق كافة الدروب والمدقات المؤدية إلى جنوب سيناء.

وتابع المتحدث العسكري: «كذلك المنطقة الثانية التي تمتد حتى خط الحدود الدولية، ويتواجد بها قوات قائمة على تمشيط المناطق الجبلية بوسط سيناء وتدمير كل ما يمثل بنية تحتية للعناصر التكفيرية خاصة داخل المناطق الجبلية، فضلا عن فحص الأفراد بالقرى والمدن السكنية للتأكد من سلامة موقفهم وتحويل المشتبه بهم إلى الجهات الأمنية المختصة».

وقال الرفاعي: «بجانب القوات القائمة بمهاجمة البؤر الإرهابية المرصودة بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة بشأن وجود العناصر الإرهابية بها، ويتم من خلال تطويق تلك البؤر لمنع أي تسلل للعناصر الإرهابية من وإلى مناطق تواجدها، ثم مداهمتها بواسطة القوات البرية ويعاون أعمال قتالها القوات الجوية طبقًا للموقف وتأمين كافة طرق الاقتراب من وإلى المناطق الجبلية، فضلا عن تواجد قوات التأمين المكلفة بتنفيذ الدوريات والكمائن المدبرة وغير المدبرة على الطرق والمحاور الرئيسية بوسط سيناء».

وتناول المتحدث العسكري أنشطة ومهام القوات البحرية خلال مراحل العملية الشاملة سيناء 2018 بفرض السيطرة البحرية الكاملة على سواحل البحرين المتوسط والبحر الأحمر ومنع أي تسلل للعناصر الإرهابية ووصول الدعم اللوجيستي عبر الساحل البحري، فضلًا عن حماية الثروات المعدنية والنفطية داخل المياه الإقليمية والاقتصادية، مع تكثيف قوات الصاعقة البحرية أعمالها على الساحل، خاصة في مناطق العمليات من رفح إلى العريش، والقيام بأعمال المداهمات للبؤر الإرهابية المطلة على الساحل.

واستعرض العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، الجهود المبذولة بمناطق الظهير الصحراوي للدلتا وغرب، حيث تقوم وحدات مكافحة الإرهاب والمشكلة من عناصر (القوات الخاصة - حرس الحدود - الشرطة المدنية) بالتعاون مع الوحدات الخاصة الأخرى بالمناطق العسكرية بملاحقة أي عناصر إرهابية أو إجرامية وتمشيط كافة الطرق والدروب والمدقات لمنع العناصر الإرهابية من تحويل نشاطها بتلك المناطق.

وتابع: «وضبط أي عناصر إرهابية تسللت عبر الحدود الغربية والجنوبية قبل وصولها إلى المحافظات المصرية، خاصةً في مناطق الواحات البحرية والبويطي والفرافرة».

كمائن غير مخططة في الطرق
وأوضح أن قوات حرس الحدود قامت بتنفيذ الدوريات والكمائن المُخططة/ غير المُخططة على المسارب وطرق التحرك، والأماكن/ المناطق الأكثر خطورة (تهريب - تسلل - الهجرة غير الشرعية - التنقيب عن الذهب/ المعادن) على الاتجاهين الغربي والجنوبي.

وأشار إلى أن القوات الجوية بتنفيذ استطلاع مُسلح على الاتجاهين الغربى والجنوبى بالإضافة إلى معاونة التشكيلات التعبوية لتنفيذ مهامها ضد التنظيمات الإرهابية عبر الحدود المصرية.

ولفت إلى الجهود المبذولة لتأمين الجبهة الداخلية والأهداف (الحيوية / السيطرة القومية) ضد أعمال التخريب بنطاق المسئولية وتكثيف الدوريات على مُختلف الطرق والمدقات وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة بواقع نحو 600 دورية بالتعاون مع الشرطة المدنية، مع استمرار الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية في القيام بمناورات عملياتية وتدريبية للمحافظة على الاستعداد القتالي الدائم ورفع الجاهزية العملياتية للقوات.

وقدم العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، عرضا تفصيليا لنتائج أعمال قتال القوات وأبرز مستجدات الموقف منذ بدء العملية الشاملة "سيناء 2018"، التي تتخلص حتى الآن في تدمير كافة الأماكن والبؤر الإرهابية المكتشفة بواسطة القوات الجوية. 

قتل 105 إرهابيين وتدمير 1907 مخازن أسلحة
وأكد أن القوات نجحت في القضاء على (105) أفراد تكفيريين، كذلك القبض على (2829) فردا ما بين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائيًا أو مشتبه في دعم العناصر التكفيرية وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم ثبوت عدم تورطهم في أي قضايا وتسليمهم كافة متعلقاتهم الشخصية.

وأوضح أن القوات دمرت (1907) أوكار ومخازن للعناصر الإرهابية تستخدمها للاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية والأسلحة والذخائر والألغام والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، واكتشاف وتدمير مركزين إعلاميين ومركزي إرسال تستخدمها العناصر التكفيرية، واكتشاف وتدمير (471) عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادة c4 ومادة TNT والأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة.

وأكد أنه تم تدمير (5) فتحات نفق بواسطة قوات حرس الحدود والمهندسين العسكريين، إلى جانب اكتشاف وضبط وتدمير 157 عربة و387 دراجة نارية خاصة للعناصر التكفيرية، كذلك (41) عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية والجنوبية، وضبط (129) بندقية خرطوش و(461) فردا أثناء محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية، وذلك بالتوازي مع ملاحقة العناصر العاملة في مجال زراعة وتهريب المواد المخدرة وقد تم تدمير (116) مزرعة لنبات البانجو وضبط نحو (51،6) طنا من المواد المخدرة و(2) مليون و(150) ألف قرص مخدر.

وأكد المتحدث العسكري التزام القوات بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعب مصر العظيم في كافة المناطق التي تشهد عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا، مع استمرار القوات المسلحة في توفير الحصص التموينية لأهالي سيناء بمناطق العمليات وفتح منافذ للخدمة الوطنية، بالإضافة إلى قيام محافظة شمال سيناء بالتنسيق مع وزارة التموين بتوفير الخضراوات والسلع التموينية اللازمة لأهالي شمال سيناء.

وطالب كافة وسائل الإعلام عدم تناول أي أخبار مغلوطة وغير صحيحة يتم الترويج لها من خلال الأبواق الإعلامية المناهضة للدولة وكذا التابعة للتنظيمات الإرهابية لبث رسائل سلبية تضر بسير العمليات وتحفيز العناصر الإرهابية على القتال ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، مؤكدا حرص القوات المسلحة على إمداد وسائل الإعلام بالبيانات العسكرية بصفة شبه يومية.

وقدم الشكر إلى شعب مصر العظيم على ثقته المطلقة في قواته المسلحة والشرطة الذين يخوضون مواجهات ضارية بكل بسالة وشجاعة ضد التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أنه نتيجة للأعمال القتالية الباسلة لقواتنا المسلحة بمناطق العمليات تم استشهاد 16 من أبطال القوات المسلحة وإصابة 19 آخرين أثناء مداهمة البؤر الإرهابية، وما زال أبناء القوات المسلحة والشرطة يواصلون جهودهم وتضحياتهم دفاعًا عن تراب الوطن واستقرار شعبه العظيم.
الجريدة الرسمية