نقيب الأطباء الأسبق «حمدي السيد» يفتح خزائن أسراره.. يكشف سر توتر علاقته مع مبارك.. يوضح خطة الإخوان للسيطرة على النقابات.. وماذا قال له «حبيب العادلي» ولم يصدقه إلا بعد ثورة يناير
ما زال دفتر حكايات الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء الأسبق، ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب الأسبق يحوي الكثير من الأسرار والتي لا تنضب، حيث عاصر أهم الحقب التاريخية المليئة بالأحداث المفصلية والتي أثرت بشكل أو بآخر على المِزاج العام لمصر.
كما أن حمدي السيد كان قريبا من دوائر السلطة ومرافقًا لصناع القرار، فكان لزامًا علينا محاولة اقتحام خزائن أسراره ليكشف لنا ما تحتويه.
بين الطب والسياسة
في كتاب حمدي السيد " بين الطب والسياسة " رحلة حياة " سرد فصلا كاملا عن تاريخ جماعة الإخوان داخل نقابة الأطباء وكيف سيطرت على النقابة، وكيف حاول الحزب الوطني إبعاده عن الترشح للانتخابات في منصب النقيب الذي ظل فيه منذ 1992 حتى 2011 لأربع دورات متتالية وقبلهم دورتين من 1976.
علاقته بالإخوان
في البداية يقول حمدى السيد لــ"فيتو": لم تربطنِ أية علاقة بجماعة الإخوان، وفي أوائل 1969 ترشحت للنقابة ولم يكن يوجد بها إخوانى واحد أو أي شخص منتمى للتيار الدينى، واستمر ذلك بعد أن تقدمت للترشح كنقيب عام 1976 فكان يوجد عدد ينتمى للتيار الناصري واليساري ولكن حينها بدأ يظهر نشاط التيار الديني في الجامعات بتشجيع من الرئيس السادات ومساعدة محمد عثمان محافظ أسيوط، حينها وصِهر الرئيس، بدعوى أن الجماعات الإسلامية هي الوحيدة المؤهلة لطرد الناصريين واليساريين من الساحة السياسية.
وتابع: "في عام 1980 عند إعادة انتخابي نقيبًا للأطباء لم يوجد تيارات دينية إلى أن انتهت دورتي عام 1984 ولا يحق لي أكثر من دورتين وجاء المرحوم ممدوح جبر وزير الصحة الأسبق ليكون نقيبا حينها اكتشف وجود عدد ليس بالقليل من التيار الإسلامي الإخوانى فازوا في عضوية مجالس النقابة العامة وفي الدورة الثانية له فازوا بـ16 مقعدا من 24 وأغلبية الفرعيات وسيطروا على النقابة.
السيطرة على النقابات
وأضاف السيد: "سيطرة الإخوان على النقابات المهنية خاصة الأطباء تم وفق خطة منظمة ساعد فيها أنصار الرئيس السادات، مبينة على استقطاب طلاب الكليات العملية وكليات التربية خاصة الطلبة من خارج القاهرة ومساعدة الطلبة بكتب غالية جدا وطبع نسخ بأسعار رمزية ودروس خصوصية مجانًا والعمل فور التخرج وتدريبهم على أول مبادئ الإخوان "السمع والطاعة" ونجحوا في السيطرة على النقابة خلال فترة ممدوح جبر إلى أن جاءت انتخابات 1992 "
صداع الإخوان
واستكمل: "عرضوا على الترشح مرة ثانية ولكن طلبت من وزراء الصحة السابقين الترشح ورفضوا ورغم علمى أن وجود الإخوان في النقابة سيسبب لي صداعا وصراعا تقدمت للترشح".
معركة إبراهيم بدران
وطلب منه الدكتور محمود الشريف وزير الحكم المحلي، أمين مساعد الحزب الوطني، حينها، التنازل عن الترشح لصالح إبراهيم بدران إلا أن حمدى السيد قال له إن إبراهيم بدران رفض مرتين، ولا يصلح للتعامل مع الإخوان الذين تجاوزوا الحدود إلا أن حمدي السيد صمم على عدم التنازل لإبراهيم بدران في الانتخابات.
وتابع حمدي السيد: "غضب الرئيس مبارك عندما علم انى لن اتنازل وأستمر بالترشح وغضب عليّ حينها عدة أشهر وتصالحنا بعدها وكنت أسافر إلى المحافظات لأجتمع بالأطباء بينما بدران يسافر في سيارة المحافظين يجري له استقبال رسمي وقابله رئيس الوزراء وقدم وعود له للأطباء والنتيجة كسبت الانتخابات من إبراهيم بدران بفرق 2000 صوت وأخذ منى موقفا رغم احتفائي الدائم به".
صراع نقابي
وأوضح نقيب الأطباء الأسبق قائلا: "كنت أحرص على التأكيد بأن النقابة ليست حزبا سياسيا سواء للحزب الوطنى أو الإخوان وعلاقة النقابة مع الحكومة تكون تعاونا وليس تنافرا وعداوة لأن مصالح النقابة والأطباء في يد الحكومة ولابد من التعاون مع وزير الصحة لتحسين الخدمة الطبية للمواطنين والاهتمام بالتعليم الطبي.
ويروي حمدى السيد: "نتيجة العلاقة بينه وبين قيادات جماعة الإخوان بالنقابة والتي ضمت كبار القيادات طالبوا منه أن يكون حلقة وصل بينهم وبين الحزب الوطنى وحاولت مع كمال الشاذلي ويوسف والى وزكريا عزمى لكنهم رفضوا ذلك والتقي حينذاك بوزير الداخلية حبيب العادلي ووجد صعوبة في تحديد موعد معه إلا أنه التقى به وأجابه العادلى: "يا دكتور لا تخدعك المظاهر، هؤلاء فئة واحدة يقسمون الأدوار بينهم مجموعة تعمل بالسياسة وأخري بالتجنيد وأخري تحمل السلاح ومنهم من يتظاهر بالسلمية وعند وصول أحدهم للحكم سيضمون صفوفهم لذلك لا تفاوض ولا حديث مع هؤلاء المدعين".
واستكمل حمدى السيد: "خرجت غير راض عن نتيجة اللقاء إلا أنني بعد ثورة يناير أدركت صدق حديث حبيب العادلي عنهم.